سورة التخطيط

من مفاهيم  التخطيط أنه  تحديد مسارات طريق (وسائل) تحقيق هدف معين.

ما رأيك أن نستعرض معاً هذه الآيات:

  1. قالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5)” هذا يعقوب عليه السلام يخاطب ابنه يوسف عليه السلام، الهدف حماية يوسف عليه السلام من كيد اخوته، والوسيلة كتمان خبر الرؤية.

 

  1. “اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9)” هؤلاء اخوة يوسفعليه السلام ، الهدف يخلوا لهم وجه أبيهم الوسيلة قتل يوسف عليه السلام.

 

  1. “قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ(11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) ” اخوة يوسف عليه السلام يخاطبون أباهم يعقوب عليه السلام الهدف أخذ يوسف عليه السلام الوسيلة اقناع والده بأن يذهب معهم وبقية القصة معروفة والتي استمرت حتى “قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17)”.

 

  1. وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ “(23) امرأة العزيز مع يوسف عليه السلام، الهدف فعل الفاحشة الوسيلة المراودة والتهيئة الشخصية وغلق الأبواب.

 

 

  1. قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25)” كلام امرأة العزيز بعد دخول وزجها وشخص من أهلها، الهدف دفع التهمة عن نفسها، الوسيلة اتهام يوسف عليه السلام والمطالبة بعقوبته، ولعل من تخطيطها أنها لم تُرد أن يُقتَل يوسف عليه السلام لتحقيق مرادها مستقبلاً فحددت السجن أو العذاب.

 

  1. “فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)” واضحة لا تحتاج إلى كلام فالنسوة مكرن للنظر لذلك الفتى فتحدثن عن امرأة العزيز، وهي مكرت بهن والهدف إعذارها عما فعلت والوسيلة الإعداد بطريقة مقننة.

 

  1. ” قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37)” الخطة الدعوية في السجن، الهدف دعوة الفتيان والوسيلة استثمار الخُلق الحسن وتوظيف الإمكانات في تفسير الرؤى لإدخال الدعوة معها.[1]

 

 

  1. “قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48)” هذا تفسير رؤيا الملك ومعه خطة مواجهة السنين الشِّداد: العمل الدؤوب “دأبا”، ترك الحصاد في سنبله، الأكل القليل، التحصين (التخزين) أثناء سنين الرخاء.

 

  1. ” وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50)”هذا جواب يوسف عليه السلام بعد أن طلبه الملك. الهدف معرفة الحقيقة وتبرئة يوسف عليه السلام الوسيلة طلب سؤال النسوة قبل الخروج لمقابلة الملك، تمهيداً لما سيكون عليه مكان يوسف عليه السلام ” اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ”.

 

 

  1. “وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ )59)” هذا خطاب يوسفعليه السلام لأخوته بعد أن عرفهم وهم له منكرون وهو بداية خطة محكمة وعلى المدى البعيد(سنوات) لكشف الحقيقة وجمع شمل أسرة يعقوب عليه السلام وتحقيق تأويل الرؤيا ” وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا .. (100). أكثر من 40 آية، وهي مضمنة لعدة خطط داخلية.

 

هذا كله فضلاً عن التدبير الرباني -إن جاز أن نقول أنه تخطيط- ” كدنا ليوسف” في مقابل الكيد الشيطاني (التخطيط).

وبعد هذا الكم من الخطط 100 آية من سورة عدد آياتها 111،

أليس بكافٍ لنطلق على سورة يوسف “سورة التخطيط”؟

 

محبكم/ جمال يوسف الهميلي

[1] راجع مقالنا : كن يوسفياً

فيديو المقال

 

 

أضف تعليقك هنا