عبدٌ مأمور

الطاعة لذوي السلطة 

“تجربة الطاعة” والتي قام بها العالم مليجرام 1974م تُعدُّ من أشهر تجارب علم النفس، كان الغرض من التجربة هو تحديد إلى أي مدى كان الناس على استعداد للذهاب من أجل إطاعة أوامر شخصية ذات سلطة، كشفت التجربة أن 65% من المشاركين كانوا مستعدين لتقديم أقصى مستوى من الصدمات على غيرهم استجابة لأوامر من فوقهم.[1] لعل هذا التجربة أعطت تعليلاً لبعض الممارسات المشينة والمهينة والمُذلة لبني الإنسان بين بعضهم، لكن هل هذا تعليلٌ كافٍ ومبررٌ مقبول؟ مقال يتحدث عن الطاعة لذوي السلطة (طاعة غير الله تعالى)، ويمكنك قرءاة المزيد من المقالات التي تتحدث عن إسلام من هنا.

من صور الطاعة لذوي السلطة في القرآن الكريم

لنعد إلى كتاب خالق الإنسان وهو يصف لنا صورة قريبة لذلك:

  • قال تعالى:”… وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ” تراجع في الكلام بين الظالمين عند ربهم، وقد افتضح كل شيء وظهرت الحقائق.
  • “يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ” الفريق الضعف وإن شئت قل هم مَن أضعف أنفسهم وتنازلوا عن انسانيتهم وعقولهم وسلموها لغيرهم من البشر لسببٍ أو لآخر، فرضوا بأن يُستضعفوا ويدفعوا ثمن ذلك الاستضعاف في الدنيا والآن في الآخرة، وهم يبحثون عن مبررات لأفعالهم واستسلامهم فيضعوا اللوم على الذين استكبروا.
  • “قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ” إنها الحقيقة المرة والتي أعلنها المستكبرون، فواقع الأمر نحن لم نصدكم عن الهُدى حين جاءكم بالبينات والبراهين، بل أنتم كنتم مجرمين بتنازلكم وقبولكم واستجابتكم لنا وطاعتكم لأوامرنا، أين عقولكم وتفكيركم ودهاؤكم؟
  • وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا” هذا ما حصل مكركم(تخطيطكم) ليلاً ونهاراُ وبشكل مستمر ومقنن، والذي كان نتيجته أننا استجبنا لأوامركم، ووصل بنا الحال إلى الكفر بالله الواحد الديان ونجعل له أندادا مع ظهور الأدلة القاطعة والآيات الراسخة.
    كان عذرهم (مبررهم) طاعة الأوامر، فهل قَبِل الله ذلك العذر؟

هل يُعذَر من قدّم الولاء والطاعة لغير الله؟

“وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (33)ﱠ سبأ: ٣١ – ٣٣ نعم هذا هو الحق ندمٌ وحسرةٌ نفسية لكلا الفريقين وأغلال في أعناقهم، ولعل الأغلال في الأعناق إشارة إلى تسليم أعناقهم وخضوعهم للمستكبرين في الدنيا فناسب أن يكون جزءاً من عقابهم في الآخرة فالجزاء من جنس العمل -والله أعلم- لقد سطَّر لنا القرآن الكريم حقائق الأمور ورفع الأستار عن العقول والعيون وأبان ما ينبغي عليه أن نكون. والآن ما رأيك بمَن يقول “أنا عبدٌ مأمور“؟

[1]  اقرأ المزيد على e3arabi: أهم تجارب علم النفس https://e3arabi.com/?p=628968

فيديو مقال عبدٌ مأمور

أضف تعليقك هنا