من الجدير بالذكر ان حالة التفتيش التربوي ظلت تتأرجح ادارياً بين ارتباطه بالوزير مرة، أو كونه شعبة أو قسماً في مديرية عامة، ويبدو تاريخياً – ان لجنة الكشف التهذيبي قد أثرت سلباً على مسار التفتيش، لمصلحة الارشاد التربوي، وقد اشرنا ان التفتيش قد مر بمرحلة تجميد والغاء استمرت عدة سنوات.
ويدرك تربويون وغيرهم الدور الفاعل الذي يضطلع به التفتيش إذ له (( اثره في سير الحركة التعليمية وفي اعداد الجيل الجديد ))([1]) واكد الدكتور محمد فاضل الجمالي أهمية التفتيش ويرى ان الحاجة ماسة الى (( هيئة قوية من المفتشين المجربين على أعمال المدرسين وارشادهم الى خير الطرق في التدريس ))([2]) ويشير كاشف الغطاء في أثناء حديثه عن مفتشي المدارس الابتدائية بأن (( من يلاحظ عدد مفتشي المدارس الابتدائية وطرق انتخابهم وتوزيعهم على الألوية وأساليب ممارستهم لاعمالهم يجزم بدون تردد بضعف التفتيش ، وبضرورة اتخاذ التدابير الضرورية لرفع مستواه الى درجة تضمن حصول الفائدة المتوخاة من وجوده ))([3]).
ومن أجل إعادة النظر في وضع المفتشين وفي أساليبهم، يرى كاشف الغطاء وجوب توافر الشروط والأوصاف الآتية: ([4])
1- أن ينتخب مفتشو المدارس الابتدائية من بين المدرسين الذين تتوافر فيهم الشروط والاوصاف الآتية :
2- أن يكون لكل عشرين مدرسة ابتدائية مفتش خاص واحد ، لكي يتمكن المفتشون من تأدية واجباتهم على أحسن وجه ممكن ، ولكيلا يبقى التفتيش صورياً.
ويقترح كاشف الغطاء مقترحين مهمين وهما :
واذا كان التفتيش التربوي في المدارس الابتدائية قد اشترط له كاشف الغطاء هذه الشروط والأوصاف له ، فانه يشترط في مفتشي الاختصاص الذين يعملون في تفتيش المدارس المتوسطة والثانوية ، شروطاً أخرى ، لا تقل عن البكالوريوس ، وقد يؤدي هذا الدور حملة الدكتوراه.
ومن الواضح ان مفتشي الاختصاص ينحصر عمله في اختصاصه ، وليس تفتيشاً كلياً للمدرسة كما هو الحال في مفتشي المدارس الابتدائية ، غير أن كاشف الغطاء يشترط في انتخاب هؤلاء واختيارهم ان يكون قد مارس العمل التعليمي مدة لا تقل عن خمس عشرة سنة.
ويشبه كاشف الغطاء عمل المفتشين الاختصاصي من حيث المكانة العلمية بأساتذة الكليات والجامعات ولذلك فإنه يرى وجوب ان تكون له (( خبرة عملية ناضجة لكي يتمكن من تأدية واجباته باتقان )) ([6])
ويبدو ان النقص في اعداد المفتشين يمثل هاجساً أرق الدارسين ، فلقد أدرك كاشف الغطاء وغيره ان يسد النقص الحاصل في أعداد المفتشين ، ويشهد بأن (( تفتيش اللغة العربية بقي شاغراً منذ عدة سنوات … وما يقال عن اللغة العربية يقال عن اللغة الإنكليزية ، وعن الاجتماعيات )) ([7]).
كما ان محمد فاضل الجمالي يؤكد هذا المعنى ايضاً إذ يرى وجوب (( ان يكون هناك عدد كافٍ لزيارة المدرسين مرتين أو اكثر في كل سنة )) ([8]) ، ويشير الجمالي الى ان عدد مفتشي المدارس الابتدائية عشرة في العام الدراسي 1922م- 1923م في حين ان عدد مدارس البنين 589 وفيها 2827 معلماً ([9]) ، وبذلك لم يتمكن المفتشون من تغطية ثلث اعداد المعلمين ، في الوقت الذي اوشكت السنة الدراسية على الانتهاء ([10]).
أما المفتشون الإداريون فانهم يساعدون المفتشين الآخرين في تأدية واجباتهم وتنفيذ خططهم السنوية ([11]).
ولم ينل التفتيش النسوي مكانته المطلوبة، ويقترح كاشف الغطاء، ان (( يطبق نظام التفتيش على مدارس الإناث تطبيقاً محكماً ، وان تتألف هيئة تفتيش تضم فضليات المربيات للقيام بشؤون التدريس ومراقبة سير التدريس في مدارس الإناث على اختلاف درجاتها )) ([12]).
ويشير محمد فاضل الجمالي الى ان (( تفتيش مدارس البنات مهمل مع كثرة عدد مدارس البنات ومدارس الاحداث ، إذ يبلغ عددها نحو المائتين ولا يوجد سوى ثلاث مفتشات احداهن منتدبة للتدريس بدار المعلمات ))([13]).
إن التقارير التي قدمت شملت زيارة اربع وأربعين معلمة في حين ان عدد المعلمات يزيد عن الف ومائة معلمة ([14]).
([1] كشاف الغطاء ، نظرات في معارف العراق ، ص 11.
(([10] كان هذا الرصد في 25 آذار 1923م.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد