جميعنا يعرف شركة ” أبل” تلك الشركة الأمريكية العملاقة صاحبة شعار التفاحة المقضومة، والتي تأسست في عام 1976 على يد مؤسسها الراحل “ستيف جوبز” وصديقه “ستيف وزيناك”. والتي تعمل على تصميم وتصنيع الإلكترونيات، ومنتجات برامح الحاسوب مثل أجهزة الحاسب الشخصية ماكينتوش (Mac)، وجهاز الموسيقى أيبود (iPod)، وجهاز الهاتف المحمول أيفون (iPhone) الذي تم إطلاقة في عام 2007 ليصبح أحد أكثر الهواتف المحمولة مبيعاً في العالم.
بالتأكيد سمعنا واستشعرنا النجاحات المتتالية والمكانة المتميزة التي استطاعت شركة “أبل” تحقيقها خلال مسيرتها حتى أصبحت العلامة التجارية لها هى العلامة التجارية الأعلى تصنيفاً بين الشركات على المستوى العالمي.
قد يظن البعض أن ” أبل” قد امتلكت هذا التميز منذ نشأتها، ولكن هذا خلاف الحقيقة فشركة “أبل” قد مرت بفترات متفاوتة من الصعود والهبوط حتى وصلت الي ما هي عليه الأن ، وسوف نستعرض ذلك خلال السطور التالية:
إلا أنه وحتى هذه الفترة كانت “أبل” تركض خلف منافسها الأقوى في سوق الحواسب الشخصية (مايكروسوفت).
من تتبعنا السريع لتاريخ “أبل” ومحطات الصعود والهبوط ، و مع ملاحظتنا حرصها الدائم على الريادة، وأن تكون سباقة في مجالها. إلا أننا نتبين حقيقة أن شركة “أبل” لم تكن الشركة الأولى في مجالها (إلا في فترات زمنية محدودة) عبر تاريخها لأكثر من نصف قرن سواء في مجال الحواسب الشخصية أو الهواتف المحمولة، فهناك دائماً من يسبقها في حجم المبيعات أو الحصة السوقية، وهما المؤشران الرئيسان الذان يحددان المرتبة التنافسية في عالم إدارة الأعمال.
إلا أننا نفاجئ أنه وبالرغم من ذلك فإن شركة “أبل” تمتلك أقوى علامة تجارية على مستوى العالم ، وبدون منازع. حتى أن بعض الخبراء يتهمون “أبل” بأنها لم تقدم ما يكفي للحصول على ذلك. ولكنهم في الحقيقة يغفلون أو لا يدركون حقيقة ما صنعته “شركة أبل”.
تمتلك “أبل” أعلى معدل “ولاء من العملاء” بين جميع الشركات العالمية، فكيف حققت ” أبل” ذلك؟ حقيقة الأمر أن ” أبل” اعتمدت في ذلك على 3 محاور رئيسية.
كما سبق ورأينا خلال سطور هذا المقال ، فإن شركة أبل قد حرصت دائما على أن تكون صاحبة الريادة وأن يكون لها السبق في العديد من المجالات سواء على مستوى المنتجات أو الخدمات المقدمة إلى العملاء ، سواء من حيث الإبداع في تقديم منتجات وخدمات جديدة ، أو في تطوير المواصفات و التصاميم الحالية.
في رأيي الشخصي يعد هذا المحور هو الأقوى بين المحاور الثلاثة في صناعة تميز “أبل”.فطالما عملت ” أبل” خلال تاريخها على ترسيخ التفرد والقيمة المضافة. ومع أن عبارة ”Apple to Apple” التى عنونا بها مقالنا لا ترتبط في الأساس بشركة أبل، إلا أنها باتت تنطبق إلى حد بعيد على هذه الشركة.
فقد تعمدت شركة أبل أن تصنع لنفسها مواصفات خاصة لا يمكن مقارنتها بمواصفات منافسيها، فمثلاً عند مقارنة مواصفات الكاميرات المستخدمة في أجهزة الهواتف الذكية لشركة أبل (iPhone) بمواصفات الكاميرات في الجوالات الذكية للشركات المنافسة مثل سامسونج وهواوي وشاومي، نجد أن كاميرا 100 ميجا بيكسل من الشركات المنافسة تعمل تقريباً بنفس جودة كاميرا 12 ميجا بيكسل من أبل.
هذا ما تعمدته شركة “أبل” التي كانت تستطيع أن ترفع مواصفة كاميراتها لتعادل الأخرين، ولكنها قصدت بذلك أن 1 ميجا بيكسل من كاميرا “أبل” تعادل 10 ميجا بيكسل من الكاميرات المنافسة . وفي هذا علامة على التميز والعلو، تماماً كما تفعل الدول التي تعتقد أنها أفضل، فتجعل قيمة مواطنيها بقيمة العشرات من مواطنى الدول الأخرى. وما تفعله الجيوش في تبادل الأسرى في قبول أن تبادل أسيراً واحداً لها بعشرات الأسرى من الدول التي تراها أقل مرتبة ومنزلة.
أيضاً حرصت “أبل” على أن تزرع في عقول عملائها أن منتجاتها تمتلك أعلى قيمة مضافة، فمثلاً : امتلاكك لجوال (iPhone) من أبل يعني دخولك في طبقة أعلى وشريحة مجتمعية أكثر رقياً، بالإضافة إلى أن امتلاكك لجهاز من أبل يعني امتلاكك لجهاز أكثر أماناً على العديد من المستويات سواء من حيث التعرف على العميل أو في التصدي لمحاولات الإختراق أو في الوصول إلى جهازك حال فقدانه أو الحفاظ على معلوماتك في حال عدم العثور عليه. بالإضافة إلى أن امتلاكك لجهاز من أبل يعني الاحتفاظ بالقيمة المدفوعة ، فمنتجات أبل هي أكثر المنتجات احتفاظاً بقيمتها السعرية على مرور الوقت، وغير ذلك.
تنتهج “أبل” سياسة تسويقية خاصة تدعم قيمة التميز والولاء بشكل كبير. فمؤتمراتها السنوية التسويقية والتي تركز فيها من خلال استغلال المحورين الأول والثاني على تسويق ونقل هذه الريادة وهذا التميز، وإشعار العملاء بالقيمة المضافة التي سيحصلون عليها من خلال إقتنائهم لمنتجات أبل علامة الرقي والتميز والمستوى الاجتماعي الأعلى. بالإضافة إلى تعزيز الانتماء من خلال العروض الخاصة بإعادة الاستبدال بين منتجات أبل.
كما حرصت أبل على استغلال رموز المجتمع في المجالات المختلفة للترويج لمنتجاتها من خلال الإعلانات والفعاليات المتنوعة. أيضاً حرصت أبل على توزيع منتجاتها على جهات حكومية وخاصة مميزة بهدف الترويج لتواجدها.
هذا بالإضافة إلى أن ” أبل” كانت وما زالت شديدة الحرص على ربط منظومة الحياة التكنولوجية بمنظومة منتجاتها المتكاملة، ليصبح العميل شديد الارتباط في كل لحظة من لحظاته بأحد هذه المنتجات داخل منظومتها الخاصة.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد