لماذا زكريا الزبيدي؟! بين المنصف والمبغض

مع انفجار الأخبار والأنباء عن هروب ستة أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع “الشديد الحراسة”!، سطع على الساحة الإعلامية لطالما صال صاحبه وجال أثناء انتفاضة الأقصى، يعرفه شعبه، ويعرفه عدوه، ومع تتابع الأخبار، ولمّا كان اسمه الأبرز في الصحف والتحليلات، وبسبب هذا السطوع الكبير للاسم، والتقدم في العناوين ظهرت تساؤلات بعضها منصفة تطالب بعدم نسيان رفاقه، الذين خططوا العملية وقاموا بجهد أكثر منه، والبعض الآخر كانت تساؤلاته نابعة من الحقد وكراهية لهذا الاسم.

ظل التساؤل والسؤال: لماذا زكريا الزبيدي، وليس غيره؟!

الجواب:
ليس لأنه خير من زملاءه، بل لأن له تاريخاً ثورياً عسكرياً معروفاً ومشتهراً منذ طفولته وحتى هذا اليوم، وهو ما لا يوجد في غيره من رفاقه، والأهم  أن تاريخه مؤرشَفٌ على مواقع “الميديا”، سهل الوصول إليه، بحيث شكل هذا الإرشيف دعاية مهمة للعملية، ووسيلة لسرد الصراع مع العدو بشكل عام، ورافداً معنوياً لكل شخص محب لفلسطين ومقاومة الإحتلال، ولذلك تم التركيز على زكريا أكثر من رفاقه، ولعل وجوده في العملية كان سبباً في انتشار الخبر كالنار فالهشيم، وبشكل لم يكن يتوقعه أحد، فتسابقت الوكالات الدولية والمحلية على نشر الخبر مستعينة بإرشيف زكريا وتاريخه المتاح والموجود في كل مكان، وكانت المشاهدات بالملايين..

من الطفل والمسرح إلى الفدائي وساحة المعركة

إرشيف زكريا يؤرخ عن الصبي الفلسطيني الذي يسعى للحياة السعيدة، فيُهدم بيته، أو يُقتل والده، ويتحول رغماً عنه إلى مقاتل شرس، تنين يلفظ لهبه في وجه المحتل، و”قط شوارع” يرهق العدو ويستنزفه، يصاب مرة وعشرة فلا يتوقف، يُعتقل مرات فلا يجبن، وتُستشهد أمه وشقيقه، ويعتقل أفراد عائلته واحداً تلو الآخر، ويتساقط رفاقه في طريق النضال فلا يتراجع، يتوقف للراحة زمناً بسيطاً ثم يعود كالتنين الجامح الهادر..

الفدائي الذي يحب الحياة

يؤرخ للحالة الفلسطينية الجدلية من حب الحياة وانتزاعها من بين أنياب الموت، والسعي للحرية ولو خلف زنازين العدو، هذا الفلسطيني ليس هو زكريا وحده، بل محمد ومحمود العارضة ومناضل وأيهم ويعقوب، وآلاف آلاف آلاف الشباب المناضلين، الذين قضوا في طريق التحرير، والذين لا يزالون في الزانزين وغيرهم.

“من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً”، وإن الدرب طويل طويل كلَيل امرئ القيس، ولكن لابد لشفق الفجر أن ينفجر؟!..

المجد لمن أحيا الأمل في نفوسنا، المجد لأبطال #نفق_الحرية..✌🏽🇵🇸

فيديو مقال لماذا زكريا الزبيدي؟! بين المنصف والمبغض

أضف تعليقك هنا