قراءة مطوّلة لمن يحب استيعاب العملية، لا يوجد وطني غيور منصف يمكن أن يشكك في عملية الهروب تشكيكاً يحمل في طياته اتهاماً للأسرى، أو ينم عن تلميح بتواطؤِ العدو معهم، نعم هنالك دهشة وتعجب من العملية من عدة جوانب، لكنها دهشة طبيعية وإعجاب من هذا العمل البطولي.
الدهشة الأولية طبيعية كون التحصينات في السجن لا يمكن -افتراضاً- اختراقها، ولكن بشيء من التفكر والتروي، وبمعرفة طبيعة بناء السجن، والأفراد المنفذين، وخبرتهم في مقارعة استخبارات العدو، نجد أن بعض الدهشة تقل وقد تنتفي، ولكن الإعجاب بالعمل يبقى ويستمر.
مهم أن تعرف أن الأسرى أتوا العدو من حيث يطمئن، أو كما يقول #زكريا_الزبيدي: “الباب الرئيسي”، اطمئنان الحراس مصدره متانة التحصينات، والبروباغندا المصدّرة عن السجن وأنه “خزنة حديدية” لا يمكن اختراقها، وبالتالي تستدعي هذه البروباغندا تكاسل الحراس نوعاً ما، في وقت ما، فهُم في النهاية بشر، خاصة إذا كان توقيت العملية موافقاً للأعياد اليهودية.
أيضاً تأتي الدهشة من المقارنة الأولية بين الأداة المتوقعة في الحفر “معلقة” والجسم المحفور “باطون”، ولكن تنفي هذه الدهشة إذا أخذنا في الاعتبار مدة الحفر والنحت التي قد تصل لسنوات، وقطرة ماء تفلق الصخر المتين مع الزمن.
يتم الحديث -كعنصر تشكيك- على فرز “زكريا الزبيدي” مع المجموعة قبل يوم من التنفيذ، وهذا أيضاً ينم عن سذاجة، فالأسرى الآخرين ضمن قائمة “الأكثر خطراً”، ووجود زكريا معهم سيريح العدو من مراقبة أخرى، وهذا ربما سبب موافقته على طلب النقل، أيضاً هذا لا ينفي أن زكريا كان شريكاً رئيساً في العملية، فنحن لا نعلم كيفية إخفاء الرمل المستخرج، ولا كيفية التعمية على الحفر، ولا أي شيء من حيثيات العملية التي بادر الجميع للتخريص فيها والهبد الغير معقول أحياناً، بل طلب زكريا للنقل يدل على علمه بالعملية، وأنه عنصر أساسي، ربما كتأمين خارجي، ووسيلة تصدير لرواسب العملية.
نعم يعقل، فالوقائع أثبتت أن الإحتلال ليس بالصورة التي صدّرها للعقل العربي، وأنه “جيش يقهر”، ولكم في الفشل عن كشف الجنود المخطوفين بغزة مثال واضح، وإذا أخذنا في الإعتبار عدد الأسرى الفارين من سجن #جلبوع، نجد أن العدو سيوزع جهده على عدة جبهات، وهذه نقطة ضعف لجيش الإحتلال، تعدد الجبهات ترهقه ولا يخرج منها سوى مهزوماً مهزوزاً، حرب أكتوبر مثال والأحداث الأخيرة في القدس واللد وغزة مثال آخر، أيضاً تأخر العدو في اكتشاف العملية سبب مهم ساعد في وصول الأسرى لأبعد نقطة وتأمين أنفسهم، فقد يكونوا وصولوا للأردن أو انتشروا في جنين.
من حقك أن تندهش من العملية والتخطيط لها، ومن صبر الأسرى وثباتهم وعدم يأسهم، رغم مرور أكثر من عقدين على اعتقالهم، ورغبتهم في الحياة ما استطاعوا إليها سبيلاً، لكن ليس من حقك التشكيك وفرض احتمالات زائفة كاذبة، وتشويه صورة هؤلاء الأبطال.
الله يحميهم، نفق_الحرية.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد