إن مجال الحديث عن سلوك السائق يعتمد اولاً على المعلومات والمعارف المستقاه من دراسة العلوم السلوكيه مثل: علم النفس وعلم الاجتماع، وعلى ضوء تلك المعارف يتم مواجهة المشاكل التي تنجم عن ذلك السلوك، ومن أمثلة المشاكل التي يتسبب فيها سلوك السائق “الحوادث المرورية “.
وأول خطوة لمعالجة خطر الحوادث المرورية التي يتسبب فيها السائق علينا اولاً فهم وتفسير بواعث ومسببات السلوك الخاطيء التي تصدر منه. فماهي تلك الأسباب ؟ وكيف علاجها؟ حتى نستطيع ان نمنع او نحد من وقوع الحوادث المروريه وما ينتج عنها من آثار اجتماعيه واقتصاديه.
العنصر البشري في الحوادث المرورية يتمثل في: السائق، او المشاة، او الركاب، والعنصر البشري يعتبر المحور الذي تدور حوله بقية العناصر المرورية الأخرى التي تشمل (المركبة، والطريق، والبيئة المحيطة)، وقد أثبتت الدراسات والبحوث أن 85% من الحوادث المرورية ترجع في أسبابها للعنصر البشري يلي ذلك دور الطريق 10% ودور المركبة 5% ، وسائق المركبه هو المسبب الرئيسي لكثير من الحوادث المروريه ولذلك يُعد عصب العمليه المروريه والمحرك الأساسي لها، فحتى اذا كان هناك خلل في السياره او في الطريق فإن اليقظه والانتباه والخبره المروريه للسائق المثالي يمكن من خلالها معالجة هذا الخلل واكتشافه ومن ثم يستطيع تلافي وقوع الحادث المروري.
ان سلوك السائقين يختلف تبعاً للخصائص الذاتيه التي يتصف بها كل سائق، وبناء على تلك الخصائص التي اما تكون نفسيه او اجتماعيه يمكن تصنيف السائقين، ومن خلال ذلك التصنيف نستطيع التعرف على سلوك السائق، فهناك السائق الأناني الذي يتصف بعدم المبالاه في تصرفاته، والسائق الفضولي الذي تلفت انتباهه الاحداث الجاريه على جانبي الطريق، والسائق مشتت الذهن فاقد التركيز مثل: المشغول بالجوال اثناء القيادة، والسائق المتفيقه الذي يدعي معرفته لأنظمة المرور ويفسرها لمصلحته الشخصية.
وايضاً هناك السائق المستعجل، والسائق المرهق، والسائق العدواني بطبعه كأن ينحرف على السيارات التي تسير بجانبه وبدون أسباب وجيهة، والسائق المتردد الذي لا يعرف ماذا سيفعل في خطواته التاليه هل سيغير مساره او سرعته، وكذلك هناك السائق المتخوف الذي يضطرب نتيجة لأحوال نفسيه تصيبه، والسائق الآلي الذي يغلب على سياقته طابع الآلة فلا يلتفت يميناً ويساراً ولا يستعمل المرايا لملاحظ السيارات التي على جانبه او خلفه، واخيراً هناك السائق المثالي الذي يحرص على الالتزام بمبدأ السلامه ويطبق الأنظمة والتعليمات المرورية.
وبعد ان تعرفنا على تصنيف السائقين اتضحت لنا الصورة أكثر في معرفة سلوك السائق؛ ولكن توجد عوامل ومسببات تؤثر على السائق ليتصرف بذلك السلوك ويمكن ايجازها على النحو التالي:
ان تلك العوامل والمسببات لسلوك السائق لابد ان تكون ضمن الحصيله المعرفيه والثقافيه لافراد المجتمع وذلك من خلال برامج التوعيه المروريه، وبالتالي يصبح قائد المركبه أكثر انتباهاً ويقظه، ونشر الوعي المروري لكافة شرائح المجتمع يسهم في تصحيح سلوك مستخدمي الطريق وتأمين سلامتهم. ان الثقافه هي الوعاء والغايه لكل نشاط بشري يتم في المجتمع، وهي كل معرفه عمليه او نظريه تهدف الى رقي المجتمع وتقدمه، والثقافه لابد ان تكون تعبيراً حياً عن القيم الاساسيه التي تعطي المجتمع ملامحه الصحيحه وتضبط حركته السديده وترسم له وجهته الرئيسيه، وهي تمثل الأساس الذي تبنى عليه مفاهيم الدوله والمجتمع ولها دور رئيسي في ضبط السلوك البشري، فالسائق المثقف مثالي بطبعه تفرض عليه ثقافته الالتزام بأنظمة المرور.
ان قنوات التوعية المرورية تساهم في إيصال الثقافه المروريه الى كافة المعنيين بالعمليه المروريه ومن اهم تلك القنوات وزارة الداخلية ممثله في الإدارة العامه للمرور لاضطلاعها بالمرجعيه فيما يخص نظام المرور واللوائح المروريه، ومن خلال إدارة السلامه المروريه بالإدارة العامه للمرور يتم الاشراف على برامج التوعيه المروريه والتنسيق مع الجهات ذات العلاقه لتنفيذ البرامج التوعويه ومنها أسبوع المرور الخليجي الموحد.
كما يوجد قنوات مسانده للتوعيه المروريه منها وزارة التعليم من خلال جهاتها التعليميه في الجامعات والمعاهد والمدارس، والتي تسهم في نشر الوعي المروري وتدعم المفاهيم وترسخ القيم المجتمعيه للإلتزام بأنظمة وقواعد المرور، حيث تحتوي بعض المناهج الدراسيه وبرامج الانشطه اهدافاً ترفع من مستوى الوعي المروري، ومن القنوات المسانده للتوعيه المروريه الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة، وخطب الجوامع، جميع تلك الوسائل تستطيع ان تعرف المجتمع بأهمية الثقافه المروريه ونشر الوعي، ومعرفة خطورة ارتكاب المخالفات المروريه والسلوكيات الخاطئه التي ينتج عنها حوادث مرورية مؤلمة.
ان الوعي بأنظمة المرور وقواعده يولد لدى السائق الإحساس بالمسؤولية والانتماء ويصبح سلوكه أكثر مثاليه وانضباط، مما يتناسب ذلك عكسياً في نسبة الحوادث المروريه، وفي المقابل فإن عدم المام المتعاملين مع المركبات بقواعد وأنظمة المرور وأولوية السير في التقاطعات او في مختلف الطرق فإن ذلك يؤدي الى ارباك الحركه المروريه وزيادة نسبة الحوادث المروريه.
الحوادث المروريه أصبحت ناقوس خطر يدق في عرش التنميه لجميع الدول وخاصة الدول الناميه ويستهلك مواردها، فكان لزاماً على المسؤولين عن التوعيه المروريه لدى جميع الجهات الحكوميه والخاصه ان تتظافر جهودهم وتتكاتف لنشر الوعي المروري، الذي ينعكس ايجاباً لتقويم وتقييم سلوك السائقين، فالوعي المروري ليس إلا صوره تترجم حضارة الدوله وتقدمها في جميع المستويات.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد