تعد مهمة جمع المعلومات في كتابة البحث النوعي كغيره من مناهج البحث العلمي من المهام الرئيسية والتي تتضمن الأدوات والوسائل التي يتم استخدامها في الدراسة لمساعدة الباحثين للوصول إلى البيانات اللازمة التي تخدمهم في بحثهم من خلال أساليب وطرق مناسبة لجمع المعلومات.
إن البحث النوعي يحتاج إلى دراسة معمقة باستخدام الأسلوب المباشر في جمع المعلومات من الأفراد في مواقعهم الطبيعية، ويفسر الظاهرة بالمصطلحات والمعاني التي يأتي بها المشاركون أنفسهم.
فاستخدام الأساليب النوعية في بحث الظواهر التربوية سوف يسد ثغرة عميقة في البنية المعرفية في المؤسسات التعليمية، ويقود إلى فهم أوسع وأعمق للواقع، ولاسيما في المجتمعات التي يعد الاستتار فيها سمة بارزة، بحيث يمكن القول إن المعلومات المستترة أو المسكوت عنها لا تقل أهمية عن المعلومات الظاهرة، بحيث لا يمكن الوصول إلى هذه المعلومات بالطرق الكمية.
البيانات | المعلومات |
حقائق خام أولية لا يمكن الاستفادة منها بصورتها الأولية (عديمة الفائدة) | مجموعة من البيانات التي تم تنظيمها وتنسيقها في إطار يجعل البيانات ذات قيمة |
هناك ثلاثة مصادر لجمع البيانات في البحث النوعي، وهي كما يلي:
تشترك المعلومات في البحث النوعي في عدد من الخصائص كما يلي:
ولكي يتعرف الباحث على الظاهرة موضوع الدراسة، ولكي يبني معنى متكاملاً عنها، أو يخرج بنظرية تفسرها يحتاج إلى كم كبير من المعلومات، وهذا يتطلب أساليب تختلف عن الأساليب التي تستخدم في البحث الكمي، فكل أسلوب ممكن أن يقدم معلومات يستفاد منها في تكوين المعنى أو بناء النظرية أو زيادة الفهم للظاهرة، فيمكن أن يستفاد منه في جمع المعلومات في البحث النوعي.
سيتم التركيز على الأساليب الأساسية لجمع المعلومات في البحث النوعي، وهي:
وتعد الملاحظة الطريقة الأساسية والأكثر شهرة لجمع المعلومات في البحث النوعي، وتستخدم في كثير من أنواع البحث النوعي، ويمكن أن نسميها بملاحظة المشارك، لأن الباحث يعمل مشاركاً بشكل أو بآخر في موقع دراسته، فينخرط مع مجتمع البحث في الظاهرة المبحوثة ويعمل معهم واحد منهم.
الملاحظة الكمية | الملاحظة النوعية |
– ملاحظة منظمة. – يسعى الباحث لجمع معلومات رقمية. – الأداة معدة مسبقاً (إعداد نموذج للملاحظة. | – ملاحظة غير منظمة. – يسعى الباحث لجمع معلومات نوعية. – الأداة غير معدة مسبقاً (يسجل الباحث معلوماته بشكل طبيعي ومسترسل ومفتوح). – سيظهر ترتيب وتصنيف المعلومات الناتجة عن الملاحظة بعد جمع المعلومات وتحليلها. |
وعندما تكون الملاحظة غير منظمة، فإن عملية الملاحظة تنشأ من خلال سلسلة من العمليات المختلفة، فتبدأ باختيار الوضع المراد ملاحظته، وتحديد طريقة الوصول إليه، ثم بدء عملية الملاحظة والتسجيل، ومع تقدم الدراسة أو البحث تتغير طبيعة الملاحظة، بحيث تزداد تركيزاً، مما يؤدي إلى مزيد من الدقة والوضوح في أسئلة البحث، وهذا بدوره يؤدي إلى دقة أكثر من اختيار مواضع الملاحظة.
وتستمر الملاحظة وجمع المعلومات حتى يحصل للباحث ما يسمى بالإغراق، أو التشبع الوظيفي، وهي الحالة التي يشعر بها الباحث أن الملاحظة لم تعد تأتي بجديد في موضوع بحثه بل تكرار لما سبق.
يوجد عدة مميزات للملاحظة، من أهمها:
هناك نوعين في مستوى مشاركة الباحث الملاحظ للظاهرة، وهي كالآتي:
تظهر بيانات الملاحظة على شكل ملاحظات ميدانية خام، حيث يقوم الباحث بتسجيلها أثناء ملاحظته في موقع البحث، وتشمل هذه الملاحظات وصفاً للأحداث والسياق والأفراد والحوارات، وتكتب بأكبر قدر من التفصيل، فالتفصيل مهم في تسجيل الملاحظات، ويخدم الباحث في مرحلة التحليل.
يتم تحويل هذه الملاحظات الميدانية إلى مادة للبحث من خلال عملية استكمال الملاحظات الأساسية، وسد الفراغات فيها، وعملية الاستكمال تعنى: العودة إلى الملاحظات الميدانية الأصلية بأسرع وقت بعد مغادرة البحث لاستكمال التفصيلات اعتماداً على ما تذكره من موقع البحث.
يقوم الباحث بتسجيل بيانات الملاحظة أثناء ملاحظته في موقع البحث على شكل ملاحظات ميدانية خام، ويقوم بتسجيلها بأكبر قدر من التفصيل.وأيضاً يضيف الباحث إلى الملاحظات الوصفية تعليقات منفصلة للباحث تفيد في توضيح معلومات الملاحظة، وقد تكون بدايات لعملية التحليل.
وقد يقع الباحث في متلازمة (المكان الآخر) أي أن الباحث يشعر أن ما يحدث في مكان آخر جدير بالملاحظة أكثر، مما يدعوه إلى ترك موقع الدراسة.
المرحلة الأولى: مرحلة الدخول إلى الموقع | المرحلة الثانية: مرحلة جمع البيانات |
– ويرتبط الدخول إلى الميدان بأهداف وأغراض الدراسة وطبيعتها وطبيعة المجتمع المراد دراسته، ومهارات الباحث. – أن تكون لدى الباحث عند دخوله العمل الميداني توجهات نظرية كافية تساعده في التركيز على ما يجب ملاحظته. – من الضروري بناء علاقة تبادلية جيدة بين الباحث الملاحظ والمشاركين في هذه المرحلة. – لابد من التأكيد على تقديم الباحث لنفسه.
| – يجمع الباحث معلومات وصفية هدفها وصف الموقع والأفراد والأحداث التي تجري فيه. – هناك عدة أبعاد ينبغي التركيز عليها من أجل فهم الموقف، وهي: أ- المكان. ب- الموقع المادي. ج- الأفراد ونشاطاتهم. د- وأهداف المشاركين وما يريدون أن يحققونه من الأهداف والمشاعر والانفعالات. – أن يكون الباحث الملاحظ ماهراً ومؤدباً في الملاحظة واستراق السمع إذا تطلب الأمر ذلك. |
المرحلة الثالثة: مرحلة تسجيل الملاحظات الميدانية | المرحلة الرابعة: مرحلة إنهاء عملية الملاحظة |
– نظام يسمح بالحصول على أكبر قدر من المعلومات. – أن يعود الباحث وفي وقت متقارب لإضافة تفاصيل للملاحظات التي جمعها. – قد يلجأ الباحث للاستعانة بحاسوب لإدخال البيانات والملاحظات. – عدم الانتقال والانخراط في جلسة عمل ميدانية أخرى قبل التأكد من قيامه بتثبيت وتنظيم الملاحظات العائدة للجلسة السابقة. | – عقد العمل بين الباحث وممولي المشروع والموازنة المرصودة وحاجة صانعي القرار من المعلومات هي التي تحدد ذلك. – إنهاء عملية الملاحظة مرتبط بوصول الباحث إلى ما يسمى بمرحلة الاشباع (أي أن أية معلومات في مواقف جديدة لن تضيف شيئاً إلى ما توصل إليه.
|
يوجد ثلاثة أنواع من المقابلة، وهي كالآتي:
والخطوة الأولى في الإعداد للمقابلة هو تحديد نوعها هل هي منظمة أم غير منظمة أو جماعية، وسوف يحدد أيضاً هدف البحث وأسئلته والإمكانية وقد تضاف نوعية المشارك ونوعية المقابلة.
وقوة المقابلة تمكن من التعمق في تأمل وجهة نظر المشارك، فإذا كانت معرفة وجهة النظر تلك هي الهدف، فستكون المقابلة في مرحلة ما تفسيرية
بعد تحديد نوع المقابلة يأتي دور تحديد المُقَابِل، فإذا كانت الدراسة وسبق واستخدم فيها الملاحظة وسيستخدم فيها المقابلة فمن الجيد أن تكون المقابلة مع المشاركين الذين سبق ملاحظتهم لمعرفة آرائهم في الخبرات التي مروا فيها في الوضع الذي سبق ملاحظتهم فيه، وأيضاً قد يتم اختيار المقابلين بناء على ما يحتاجه الباحث من معلومات، وكذلك بناء على إمكانية الالتقاء بهم وموافقتهم على إجراء المقابلة، ويجب أن يتأكد الباحث بأن من اختارهم للمقابلة هم أفضل من يمتلك المعلومات التي يحتاجها في بحثه.
عينة الحالات المتطرفة أو الشاذة | عينة التركيز أو الكثافة | عينة التنوع الكامل والتدرج |
عينة التجانس | عينة الحالات العادية | العينة الطبقية المقصودة |
العينة المتنامية | العينة المرتبطة بمعيار | العينة المؤكدة أو المناقضة |
العينة المتيسرة | العينة النظرية |
بعد تحديد إجراءات المقابلة، والتي تشمل الاتصال بالمقابلين، وأخذ الإذن منهم، وترتيب إجراءات المقابلة، وتجهيز أدوات التسجيل، يقوم الباحث بعد ذلك بإعداد أسئلة المقابلة، ولقد تعدد أنواع أسئلة المقابلة، ومنها ما يأتي:
أ- الأسئلة الأساسية: والتي تعني بالموضوع الأساس في الدراسة، وينذر أن تطرح في أول المقابلة، وإنما تطرح متفرقة أو مجتمعة في أثناء المقابلة.
ب- الأسئلة الإضافية: والتي تكون مرتبطة بالأسئلة الأساسية، لكنها تستهدف الموضوع من زاوية مختلفة، أو تطرح نفس السؤال بعبارة مختلفة، وتهدف إلى التعمق أكثر في مناطق محددة من البحث.
ج- الأسئلة المساندة: والتي تطرح في أول المقابلة، وتشتمل على المعلومات العامة عن المقابل؛ حيث إنها تزيل رهبة المقابلة وتعطيها الوضع الطبيعي والمريح للمقابلة.
د- الأسئلة الساحبة: وهي الأسئلة التي يستخدمها الباحث لدفع المقابل لإعطاء معلومات أكثر عن موضوعات محددة ظهرت أثناء المقابلة.
ومن المهم أن يبتعد الباحث عن الأسئلة التي تقود إلى أنماط أجوبة أو أجوبة متصورة سلفاً بحيث يدفع المشارك إلى قول معلومات معينة أو تبني مواقف محددة، وكذلك يجب أن تبتعد أسئلة المقابلة عن الأسئلة التي توجه الإجابة أو التي تنطلق من فرضية أو مسلمة لدى الباحث.
بعد انتهاء الباحث من تسجيل المقابلة عليه أن يتخذ بعض الإجراءات:
هي الأشياء المكتوبة أو المسجلة صوتاً وصورة أو المرسومة مما يمكن استخلاص أي معلومة من خلاله عن الظاهرة المبحوثة سواء كانت تلك الأشياء رسمية ومنظمة مثل الكتب والسير الذاتية أو كتبت بشكل عفوي مثل المذكرات والمفكرات والرسائل الشخصية.
وتمثل التسجيلات والمصنوعات الفنية اليدوية وسجل المحفوظات مصدراً مهماً للبيانات في البحث النوعي.
تنقسم الوثائق إلى أنواع متعددة ومنها:
الطريقة | الأساليب | نقاط القوة | أوجه القصور |
الملاحظة | – الأسلوب الأول: الباحث باعتباره واحداً من مجتمع الدراسة، لا يخبر أحداً بدوره البحثي. – الأسلوب الثاني: الباحث باعتباره مشاركاً من داخل الحدث، والكل يعرف دوره البحثي. – الأسلوب الثالث: يقوم الباحث بدور الملاحظ، ولكن دوره ثانوياً إلى جانب دوره الرئيسي، وهو كونه مشاركاً من داخل الحدث. الأسلوب الرابع: يقوم الباحث دور الملاحظ فقط. | – الباحث على دراية تامة بالمشاركين في الدراسة. – يستطيع الباحث أن يقيد ويسجل الأحداث كما هي في موقعها الطبيعي. – يمكن للباحث أن يلاحظ أية أحداث غير عادية. – تفيد الملاحظة باستكشاف موضوعات قد لا يود المشاركون مناقشتها معه. | – في الملاحظة قد يرى الآخرون الباحث دخيلاً متطفلاً. – قد يلاحظ الباحث معلومات خاصة، لكنه لا يستطيع ذكرها في التقرير أو الدراسة. – قد لا يتمتع الباحث بمهارات جيدة في التواصل أو الملاحظة. – قد يصعب بناء علاقة و ألفة للتواصل مع نوعيات من المشاركين مثل الأطفال. |
المقابلة | – الأسلوب الأول: الالتقاء مباشرة مع المشارك. – الأسلوب الثاني: إمكانية عمل مقابلة للاتصال به عبر الهاتف. – الأسلوب الثالث: إمكانية عمل مقابلة جماعية مع المشاركين دفعة واحدة. الأسلوب الرابع: إمكانية عمل مقابلة بالتواصل مع المشارك عبر البريد الالكتروني. | – مقابلة مفيدة حين لا يمكن إجراء ملاحظة مباشرة للمشاركين. – تتاح فرصة للمشاركين بأن يعطوا معلومات تاريخية عن موضوع الدراسة. – يعطي مجالاً للباحث لكي يتحكم في مجريات الأسئلة. | – المعلومات المعطاه معلومات غير مباشرة، فهي تصورات المشاركين فقط. – تجمع المعلومات في سياق منفصل عن موقع الدراسة الطبيعي. – قد يؤثر وجود الباحث على إجابات المشاركين. – ليس كل المشاركين عندهم فطنة أو قادرين على التعبير عن تصوراتهم بوضوح. |
دراسة الوثائق | – الوثائق العامة: كالصحف ومحاضر الاجتماعات. الوثائق الخاصة: كدفاتر اليوميات الشخصية، والرزنامات الشخصية، والرسائل. | – تعين الباحث على معرفة اللغة والألفاظ التي استخدمها المشاركون في الدراسة. – لا تسبب ربكة في موقع الدراسة أو للمشاركين. – يستطيع الباحث النظر في الوثائق متى شاء. – البيانات الواردة في الوثائق ليست بيانات عفوية، بل مقصودة وبوعي ممن كتبها. – باعتبارها مكتوبة فهي توفر الوقت والتكلفة على الباحث في تفريغ البيانات وليس كما هو الحال مع الطرق الأخرى كالمقابلة. | – الوثائق موجودة في أماكن قد يصعب على الباحث أن يتعرف عليها. – تتطلب الوثائق جهداً في تفريغ محتواها أو تصوريها بالماسح الضوئي، لأغراض إدخال البيانات في الحاسوب. – قد يوجد نقص في الوثائق المطلوبة. – قد لا تكون الوثائق سليمة أو أصلية. |
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد