وبالرغم من أن لب البحث النوعي يتركز على التحليل لكن المراجع لا تعطي تفصيلا في هذا الموضوع. وبشكل عام فهذا رأي يتفق عليه كثير ممن كتب في مجال البحث النوعي. وقد بكون الاستثناء الوحيد هو طريقة النظرية المؤسسة، حيث هناك تركيز على هذا الجانب.
إلى ثلاثة أسباب رئيسة:
انشغالها ببسط الأسس النظرية للبحث النوعي وبيان مميزاته، وأوجه الاختلاف بينه وبين البحث الكمي، بالإضافة إلى مناقشة التحديات التي تعرض لها من قبل أنصار البحث الكمي. وبيان مسالك البحث النوعي، بحكم أن الباحث يحتاج كثيرا إلى هذا لإقناع المؤسسات العلمية ودوائر البحث التي اعتادت على البحث الكمي بمنهجية البحث النوعي وقيمته العلمية وأسسه ومنطلقاته الفلسفية والمنهجية.
عدم وجود أساليب محددة وواضحة ومتفق عليها لتحليل البيانات النوعية بين الباحثين، بل هي ما عدا الجوانب الإجرائية المعتادة للتنظيم والتصنيف، تخضع لاجتهاد الباحث وعمق تصوره ودقة تفكيره وثقافته وخلفيته العملية، وحتى الأيديولوجية التي يتمسك بها، فلكل عملية تحليل ذاتيتها الخاصة بها وتميزها، وربما لكل باحث أسلوبه الخاص في التحليل، فالتحليل عملية إبداعية فنية، وغالبا ما يقوم بها خبراء في المجال الذي يكون فيه البحث. ولذلك فبعض من كتب في تحليل البيانات النوعية قد يعتمد على تجربته الشخصية ويعرضها على أنها خيار متاح للتحليل.
أن التحليل فن يعتمد بدرجة كبيرة على تمكن الباحث من الموضوع المبحوث وقدراته الفكرية العامة، والتحليلية وفي قدرته اللغوية.
لكن مع مرور الوقت بدأت تتكشف من خلال البحوث مسالك متباينة للباحثين يمكن سبرها وتطويرها لتكون نماذج تحليل يسير في إطارها الباحثون، خاصة المبتدئون. وهذا ما فعله هاتش. ومع أنه حاول التوسع في موضوع التحليل وطرح الكثير من النماذج التي تساعد على التحليل لكنها بالطبع لا تغني عن عمل وفكر الباحث، ويجب أن لا تكون موجهة ومساعدة.
يبدأ تحليل البيانات مع بداية جمع المعلومات (يفيد في تجويد البحث) كلما بدأ الباحث في التحليل المبدئي مبكراً كان أفضل، حيث إن ذلك يجعل البيانات أكثر ثراء.
يجب تسجيل كامل المعلومات المتعلقة بنصوصه التي جمعها وملاحظاته وثائقه، وتكون المعلومات مفصلة بقدر الحاجة، لا يعتمد على الذاكرة، سيكون لدى الباحث كم هائل من المعلومات بأنواعها المختلفة. وقد يفيد في هذا البدء بتسجيل الملاحظات الميدانية فور البدء بتسجيل الملاحظات أو المقابلة.
تحليل المعلومات في البحث النوعي لا ينتهي الا بانتهاء البحث فهناك دائماً معلومات أكثر مما يمكن تحليله بشكل كامل، وهناك دائماً مستويات أكثر من الفهم يمكن تحليله بشكل كامل، يمكن أن تستكشف قصص كامنة في البيانات أكثر مما يمكن أن يروى، مثل التدريس، هناك دائما المزيد الذي يمكن فعله. إن معرفة متى يمكن أن يتوقف التحليل حكم محير مثل تقرير متي يبدا، فلكل دراسة عملتها أغادر ولدي شعور بأنه لم يستخلص إلا جزء مما في البيانات.
هناك مؤشرات يمكن أن يعتمد عليها الباحث لإيقاف عملية التحليل. والمقصود إيقاف عملية التحليل المنظم كمرحلة مستقلة إذ إن التحليل بشكل كامل لا يتوقف إلا بعد كتابة تقرير البحث.
عادة لا يستطيع الباحث النوعي أن يحدد بدقة ما الذي سيصل إليه في نهاية بحثه، فليس الأمر كما في البحث الكمي، حيث يكون مع الباحث فرضية يعلم أنه في نهاية البحث إما سيثبتها أو سينفيها.
وهذا ما يجعل البحث النوعي صعبا وعليه طابع الغموض قبل بدايته، فكل ما يستطيعه الباحث هو أن يحدد الصيغة التي سيكون عليها المنتج الذي سيتوصل اليه، فهو يمكن أن يصف النتائج المتوقعة، وصيغة النتائج تأتي غالباً من نوعية البحث.
وبشكل عام، ومع احتمال وجود تداخل فالنتائج يمكن أن تكون على أحد ثلاث أنواع:
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد