صهاريج المياه “الكوبا”

أكون على الهاتف، أكلم بعض الأصدقاء من خارج المنطقة أو من خارج أرض الوطن،عندما يرتفع الصوت المميز للكوبا، فلا ألقي للصوت بالا، عكس محدثي الذي يتساءل عن مصدر الصوت في فضول، مع بعض الهلع صراحة..

يسقط في يدي، معقول ان ليس لديهم ” كوبا” مسيكينين، كيف يتدبرون امرهم حال انقطاع المياه؟..الم يكونوا في صغرهم يستمتعون بأداء مهمة مناداة شاحنة صهريج المياه بأعلى صوتهم ؟.. الم يوكل اليهم امر مطاردتها والبحث عنها في الازقة؟..الم يصرخوا يوما “مول الكووووووبا”، بمد الواو امتارا كثيرة!..عجبي

انقطاع المياه المتكرر في المناطق الشعبية

ترعرعنا في المناطق الشعبية، حيث اكثرية السكان من “اهل اتراب” يعانون من انقطاع المياه المتكرر، الامر اعتيادي جدا هناك حيث تحتل “العيافة” المركز الثالث ان وجدت، فلا مكان لها وسط “لغدير” وماء الطنطان المستورد..لكن لا غنى عنها كذلك..

في الوقت الذي نرى فيه النساء في قرى باقي مدن الشمال، تشق الواحدة منهن الطرق الطوال من اجل المياه، الهم الله بعض اهل الصحراء بهذه الفكرة الحاتمية الكرم.. بيع المياه ..لا يرى اهل الصحراء بأسا في شراء المياه، بدل مشقة وعناء قطع الخلوات والفيافي، فالله خير الرازقين واصرف ما في الجيب، ياتيك ما في الغيب، وما قيمة المال مقابل راحة البال والبدن ؟..، وهذا هو الفارق الجوهري بين اهل الصحراء وغيرهم..

صهاريج المياه وأنواعها

ماء المكتب الوطني للماء، غير صالح للشرب كما يقول اهل الصحراء، فهو مالح جدا، لا يستساغ، له طعم غريب عجيب، هو وحده بإمكانه أن يتسبب ب”أكندي”, لذلك يفضلون مياه الغدير وماء طانطان..والعيافة تترك للجلي والتصبين وما الى ذلك..صهاريج مياه الغدير والطنطان، تحمل على شاحنات، تظل تجول ازقتنا وشوارعنا، مع بوق خاص، مميز، يجعلك تنتفض فرقا، ان لم تكن متعودا على سماعه..

آنذاك، كانت بالعيون “كوبات” كثيرة، وان فاتتك واحدة، فاخرى قادمة في الطريق، ما عليك الا ان تنصت للبوق بانتباه، فتعرف من اين هي قادمة، ثم اذا لاحت اهتف باعلى صوتك “ياااااااا الكوبا”، فيتبع هو الاخر صوتك ويوقف شاحنته بجوار بابك، يأمر السائق، الذي عادة ما يكون هو صاحب المشروع، صبيه بحمل الخرطوم الطويل العريض ويعطيه الكمية المتناسبة مع الثمن المدفوع..

وهكذا يفعل الصبي، حتى اذا شارف على الانتهاء صفر بصافرة بلاستيكية “ان كفى”، فيطفىء السائق ما كان يسمح بدفع المياه ..اما الآن، فالكوبات اصبحت تتحرك بمكالمات هاتفية وواتساب وحجوزات وانتظار، ومن لديه اكثر من رقم هاتف كوبا, صار بأهمية رىيس المجلس البلدي او اكثر.

فيديو مقال صهاريج المياه “الكوبا”

أضف تعليقك هنا