مجلس حقوق الإنسان يتبنى قرارا حول “الأخبار الكاذبة” داعيا الدول إلى التصدي لخطاب الكراهية

بقلم: نيرة النعيمي

أكد مشروع القرار المقدم إلى منتدى جنيف، الذي رعته رسميا أوكرانيا واليابان ولاتفيا وليتوانيا وبولندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، على الدور الأساسي الذي تلعبه الحكومات في مواجهة الروايات الكاذبة.

وتلاحظ بقلق “التأثير السلبي المتزايد وبعيد المدى على التمتع بحقوق الإنسان وإعمالها نتيجة الخلق المتعمد لمعلومات كاذبة أو تم التلاعب بها ونشرها بغرض خداع وتضليل الجماهير، إما لإحداث ضرر أو لأسباب شخصية أو سياسية أو مكاسب مالية”.

عدو مشترك

على الرغم من أن الصين قالت إن المعلومات المضللة هي عدو مشترك للمجتمع الدولي، إلا أنها نأت بنفسها عن تبني مشروع القرار، قائلة إنه لم يكن هناك سوى القليل من التركيز على الأسباب الجذرية للأخبار الكاذبة، ودور آليات حقوق الإنسان.

كما رفضت فنزويلا الموافقة على النص، مشيرة إلى التحيز فيه وزعمت أن بعض مقدمي مشروع القرار كانوا وراء حملات التضليل.

وفي غضون ذلك، أصرت فرنسا على أن المعلومات المضللة تُستخدم بشكل متزايد لمهاجمة نشطاء حقوق الإنسان والصحفيين، وحثت على مزيد من التنسيق والجهود بين الدول للتصدي لها.

في نفس السياق، أشارت الهند إلى أن شركات وسائل التواصل الاجتماعي لديها دور مهم تلعبه في مكافحة الأخبار المزيفة، حيث إن تأثيرها على مجتمعاتنا آخذ في الازدياد.

من جانبها، قالت إندونيسيا إن التصدي للمعلومات المضللة يمثل أولوية قصوى، قبل التأكيد على أن السياسات الأفضل هي تلك المصممة من قبل السلطات الوطنية، لمراعاة الاختلافات الثقافية.

الازدهار الرقمي

على الرغم من أن المعلومات المضللة ليست جديدة، إلا أن الأدوات الرقمية الحديثة ومنصات الوسائط الاجتماعية سمحت بانتشار المعلومات الخاطئة على نطاق واسع، قبل أن يتم يتسنى الطعن في الحقائق الكاذبة وإزالتها.

على المستوى العالمي، ظهر انتشار الأخبار المزيفة في المقدمة في الأشهر الأولى من جائحة كوفيد-19، حيث اكتسبت العلاجات غير العلمية ومناهضو التطعيمات عددا هائلا من المتابعين عبر الإنترنت بين المجتمعات التي استقبلتها انتشار الأخبار المزيفة وشائعات.

في كولومبيا، سلط مكتب الأمم المتحدة هناك الضوء على كيفية استهداف العديد من بلدان أمريكا اللاتينية من خلال تحفيز رسائل واتساب WhatsApp التي تقول: “ابق في المنزل، ستأتيك الأمم المتحدة بالطعام” مقابل مشاركة البيانات الشخصية.

“لم يكن ذلك صحيحا بالطبع” كما أوضحت هيلين بابير، رئيسة مركز الإعلام في كولومبيا، مضيفة أنه “ومع ذلك، فقد أدى ذلك ببعض الناس إلى أن يقصدوا مكتب الأمم المتحدة، على أمل أن يحصلوا على شيء ليأكلوه”.

تآكل الثقة في أوكرانيا

ظهرت المشكلة أيضا في الأزمة الأوكرانية وأثرت على اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي قالت إن عملها المنقذ للحياة هناك قد تم تقويضه بسبب “حملة معلومات مضللة متعمدة وموجهة” تهدف إلى تدمير علاقة الثقة التي يحتاجها العاملون في المجال الإنساني للعمل بشكل مستقل في مناطق الحرب.

وصرح المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إيوان واتسون، للصحفيين في جنيف يوم الجمعة بأن “الروايات الكاذبة حول العمل الإنساني خطيرة”، مضيفا أنه على الرغم من استمرار حملة المعلومات المضللة، “أشعر بالارتياح لأنها لم تترجم إلى عدم القدرة على العمل”.قرارات المجلس ليست ملزمة قانونا ولكنها تحمل وزن الهيئة الأبرز في العالم المكرسة لتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها.

بقلم: نيرة النعيمي

 

أضف تعليقك هنا