تحالفاتٌ دولية وتأمرٌ عربي بيني

بقلم: عبد الخالق الجوفي

ما الذي أنتجته الحرب الروسية على أوكرانيا ؟

الحرب الروسية على أوكرانيا أنتجت خرائط من التحالفات الجديدة والمصالح متغيرة الاتجاه، كما فرزت العالم بين ثلاثة محاور لا رابع لهم الأول: مع الروس في حربهم ضد أوكرانيا والثاني :ضد تلك الحرب التي يرونها تعدٍ على دولة عضو بالأمم المتحدة والثالث والأخير: هو الحياد والتزام المصت إزاء كل تلك المعمعة التي قسمت العالم وتكاد تكون شرارة حرب عالمية ثالثة، وإذا ما كانت فلن تبقي أحد على الحياد أبداً !.

دول العالم تبحث عن تحالفات تضمن بقاءها

تلك الأحداث جعلت العالم بأسرة بؤرة توتر فبدأت كل دولة بالبحث عن تحالف يضمن مصالحها وبقاءها إلا دول الشرق الأوسط التي لاتزال تنام على الرغم من كل ذلك الصخب والضوضاء العالمية التي أفاقت كل نائم إلا نحن للأسف الشديد . يمكن أن يستثنى من ذلك الكيان الصهيوني وتركيا اللذين ما فتئتا ومنذ الوهلة الأولى يبحثا عن موطئ قدم تبعاً للمتغيرات الدولية الجديدة .

فبعد أن استطاعت القوى الاستعمارية أن تشغل دول العالم الثالث في الشرق الأوسط في صراعات السلطة وأخرجتها من السياسة الدولية بل أصبح لها موطئ قدم فيها يتحكم بسياساتها الداخلية والخارجية بحجة إخراجها من أزماتها فمبعوثٌ هُنا ومبعوثٌ هُناك !. وبعد أن كنا نبحثُ عن حل لقضية فلسطين أصبحت اليوم فلسطين واليمن وسوريا والعراق وتونس والسودان وليبيا وهلم جرا، ومن مبعوثٍ هنا إلى مبعوثٍ هناك.

كيف تعاملت دول الشرق الأوسط مع الحرب الروسية على أوكرانيا ؟

كل ذلك والجامعة العربية تعيش اسوأ إدارة لها منذُ تأسيسها فلم يعد لها أي وجود حقيقي أو تأثيرٍ ولو طفيف يمكن أن نشعر به وبأنها ماتزال على قيد الحياة، فالانقسامات العربية حالياً في أوجها وأعلى مراحلها ، وبدلاً من أن تكون الجامعة العربية محور الاتزان والمحايدة في التعامل والتدخل حتى لا تقطع الطريق بشأن التدخل عند الحاجة بصورة مقبولة ومرضي عنها من قبل كل الأطراف ؛ فقد تعاملت وكأنها طرف وتبعاً لسياسة دول القائمين عليها.

انشغال الدول العربية بالصراعات الداخلية

التحالفات الدولية افرزت سياسة جديدة فرضها الواقع فدول ترغب بالدخول لحلف الناتو، ودول أخرى ترى أحقيتها بمقعدٍ دائم بمجلس الأمن الدولي كاليابان مثلاً ، وشرقنا الأوسط يتأمر على بعضه البعض فناهشون ينهشون باليمن الذي كان سعيداً ، وناهشون في ليبيا التي كانت مستقرة إبان حكم القذافي سواء انفقنا على سياسته أو اختلفنا ، ولاعبون في مستقبل السودان ، ومتكالبون على سوريا ، حالنا كما قال الله تعالى (بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ) .

أليس هذا هو أنسب وقت للحصول على استحقاقٍ تأخر! والمتمثل في الحصول على مقعدٍ دائم في مجلس الأمن الدولي !. أليس من واجبات الجامعة العربية الحصول على مثل هكذا استحقاق والسعي وراء جمع كلمة الأمة وجمع فرقائها وتوحيد الصف في هذا الوقت العصيب الذي يمر به العالم ، خصوصاً في ظل انشغال الدول الاستعمارية في تكوين تحالفات ، والانشغال ولو لمرةٍ واحدة في مصالحهم القومية بدلاً عن مصالحهم الشخصية وإدارة بلدانهم تبعاً لذلك والترفع عن الانتقام الشخصي الذي تدمر فيه بدان بأسرها وبأموالٍ لو أحسن التصرف فيها لكان لهم موطئ قدم ليس ببلدانهم فقط وإنما بكل بلد عربي حُباً لا قهراً وتأمراً وتسلطا !.. (شاهد مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب).

بقلم: عبد الخالق الجوفي

 

أضف تعليقك هنا