الاجتماع والعزلة

متى يكون الاجتماع والاختلاط بالناس سلبياً؟

الإكثار من الهذر والثرثرة

بعض الناس تعتقد أن الاجتماعي هو الشخص الذي يكثر من الاختلاط بالناس في كل الأوقات، ودون حتى مناسبات، وهذا فهم خطأ، يقع فيه كثير من الناس؛ لأن آفات هذا النوع من الاختلاط له أضرار وسلبيات كثيرة معروفة ومشهورة، خاصة عند ذوي الألباب، فاعرف -رعاك الله- أن هذا النوع من الناس مهذار ثرثار في كل نادي له مقال، يصيح صياح الحمار، ويغرد تغريدة الشادي على الأغصان، بالتقليد والمحاكاة والتشبيه بغباء، فينعق كالغراب دون علم منه حتى ظن الجاهل به شادي على فنن الأغصان.

الانشغال بالتفاهات والابتعاد عما هو مفيد

وصنف آخر، يكثرون من الاجتماع بالليل أو النهار، هل ليتدارسون علما، أو أدبا، لا، بل هم يكررون حديث البارحة وقبل البارحة وقبلها أعوام، ملل وتكرار وضياع وقت ثمين، وذهاب الأعمار، واذا سمعوا كلمة في علم من العلوم أو فن من فنون الأدب، صموا  آذانهم واستغشوا ثيابهم..، حتى أصبح  بعض مجالس الرجال كمجالس النسوان. فاعرف -رعاك الله- أن ذلك ليس بشخص اجتماعي، بل فارغ من كل حال، وذهب وقته وعمره في ما لا طائل منه سوى بعض الضحكات الحمقى، ونكات فارغة من أي مضمون، حتي كثر فيهم مزاح ما بين السرة والركبة..، غثيان في غثيان.

البعد عن المسؤولية

وصنف آخر يقضي وقته في الرحلات بأنواعها.. يخرج من رحلة الى رحلة، ملل هنا وهناك، لتشابه المحتوى وفراغه من العمل الجاد في حياته، حتى أصبحت تتشابه عليه، أمسه كاليوم ولو بعد عام وعام. وازعم أن العامل البسيط في شغل نافع ومفيد، لأنه يسهر على بيته وأسرته ويأتيهم بالرزق من ذلك العمل البسيط، فهو في سرور وحبور.

متى يكون الاجتماع بالناس إيجابياً؟

الاجتماع الايجابي أغلبه في المناسبات من زواج والمشي في جنازة وعزاء وزيارة مريض، ومساعدة محتاج، والسعي مع أخيك في مظلمته وحاجته، اوترفع  عنه الظلم، أو تمنعه من ظلم او تخفف عنه، وحضور وشوهد الاحداث التي تتطلب مواقف الرجال أو راي ذوي الالباب، او تقديم استشارة من مشير أو خبير..، قال تعالى: ولا ينبئك مثل خبير .

فاليوم هرب كثير من الرجال من المسؤوليات وتركوها لنساء وانزوى في ركن مهمل، يلعب بالنرد وجالس الحمقى، وتضيع أوقاته ما بين فراغ وفراغ، حتى غدا كالقاصر او المحجور عليه لسفه اعتراه.

هل للعزلة فوائد؟

وهناك صنف من الناس يروق لهم العزلة الفكرية والخلوة الروحية.. والايمانية، يتفكرون في خلق السموات والارض، وينظرون في احوال المجتمع وشؤونه، هؤلاء بهم يصعد المجتمع وينهض من نومه وسباته وغفلته، ويعلمون أن كثرة اختلاطهم بالعامة تذهب الفطنة وتؤثر على قريحتهم الابداعية سلبا ، وتعطل إنتاجهم الفكري والروحي.

قال عمر بن الخطاب: “إن في العزلة راحة من أخلاط السوء ، أو قال من أخلاق السوء”.،وقال احد الادباء: “ابتعادنا عن البشر لا يعني كرها أو تغيراً ، العزلة وطن للأرواح المتعبة”. في العزلة راحة من الهثر والمذر وفضول الكلام ،ولن ينمو الانسان ويتقدم  وينجح  الا بالعزلة، قال تعالى: ” وكلهم آتيه يوم القيامة فردًا “، ويطول الحديث في هذا ويتشعب فلا نريد التطويل فخير الكلام ما قل ودل.

فيديو مقال الاجتماع والعزلة

أضف تعليقك هنا