المنهج المعزز للتفكير هو المنهج الذي يقدم المعارف بشكل يحفز الطالب بأن يكون منتج للمعرفة وليس مستهلك لها بأن يكون جزء من عجلة الانتاج والابداع عن طريق دفع المتعلم للبحث والتفكير بطبيعة الروابط التي تحكم المعرفة .
ان الهدف الاساسي من تقديم المواد الدراسية هو تنمية التفكير وبناء تفكير المتعلم فليس بمقدور اي مؤسسة تعليمية او اي نوع من المناهج تقديم كافة المعارف في اي مجال من المجالات وان اي منهج واي محتوى دراسي انما هو يقدم عينة من هذه المعارف فالمهتمون بالمناهج المعززة للتفكير يركزون على بناء تفكير المتعلمين حتى يكونوا قادرين على التعامل مع المعرفة ومستجداتها في اي زمان ومكان وفهم منطق ما يتعلمونه فأي معرفة بنيت على اساس التفكير يستطيع المتعلم ان يتعامل معها بأشكالها الاخرى فالمعارف ليست مسلمات ولكن يجب التأمل والتفكير فيها .
إن العلاقة بين المحتوى والتفكير هي ان المحتوى نتاج للتفكير فما نتج المحتوى الا بالتفكير في مجال هذه المحتوى. يتم تعزيز التفكير في المحتوى الدراسي من خلال:-
فالتقسيم لا يكون طوال الوقت ويجب وضع التكامل والتقاطع بين المواد بعين الاعتبار فالمعرفة الإنسانية متكاملة وهذا التكامل بدوره ينمي التفكير عند الطلاب ويجعل التعلم ذو معني ويستطيع الطالب الربط بين المعلومات المقدمة له بروابط منطقية .
حتى يكون المعلم معلما للمنهج المعزز للتفكير عليه ان يكون واعيا بثلاثة انواع من العلاقات المنطقية وهي :-
منطق التفكير :- أي أن يكون المعلم متبني لعمليات التفكير ويقوم بها ويفهم المنطق الذي يشكل افكاره , إن المعلم الواعي بمنطق التفكير يتقبل الرأي والرأي الاخر ويتحرر من التمركز حول الذات و من الحكم على الاشياء من منظور شخصي. ايضا الوعي بمنطق التفكير تجعل المعلم قادرا على التحكم في طريقة تفكيره وتوجيه طريقة تفكيره ونقد الذات ومعرفه العوامل التي تحكم هذا التفكير والتخلص من التصلب والجمود و تجعله يحكم على الاشياء وفق الدليل المنطقي الصحيح وليس قائم على الهواء والميول وهذه الصفات لدى المعلم تجعله قادرا على أن يعزز التفكير عند طلابه.
منطق المحتوى:-أي أن يكون المعلم على وعي بكيف تبنى المعارف وكيف بنيت هذه المعلومات والخبرات الموجودة في المحتوى , ولديه معرفة بمنطق المحتوى الذي يقوم به .وواعيا بمنطق العلوم المختلفة التي يعلمها للطلاب فمعرفته بمنطق الاشياء تجعله على وعي بالمسار الطبيعي للتعلم القائم على تراكم الخبرات وتتابعها فالتعلم قائم على بناء الخبرات وكل خبرة موجودة لديها نظام يحكمها وتعمل وفق نظام وأي فكرة جديدة لابد أن يكون هناك خبرات سابقة وافكار سابقة اخرى لتتكامل معها الفكرة الجديدة فالخبرات تترابط ترابط منطقيا وكون المعلم غير قادر على فهم منطق المادة التي يدرسها هذا يجعله يتعامل مع هذه المادة كمعلومات منفصلة غير مترابطة لا تسهل بأي حال من الأحوال في تنمية التفكير.
إن المعلم حسب منطق المحتوى يجب ان يكون على معرفة تامة أنه لا يقدم إلا عينة من المعارف ولا يستطيع تقديم كل المعارف كاملة وعليه أن يؤهل الطالب للتعامل مع هذه المعارف ومع كافة انواع المعارف بطرق وأشكال مختلفة هذا بدوره ينمي لديهم القدرة على التفكير.
منطق تفكير الطالب:- قد ينجح المعلم بمراعاة منطق تفكير ومنطق المحتوى ولكنه يخفق في مراعاة منطق تفكير المتعلمين وبالتالي يفشل في تعزيز التفكير عند الطلاب.
إن مراعاة المعلم لمنطق تفكير الطالب هو أن يكون المعلم على معرفة بكيف يفكر طلابه وكيف يتعلمون فالمتعلم يستخدم تفكيره ومعالجته العقلية في التعلم, وان لا يتعامل مع الطالب على انه صفحة بيضاء انما الطالب يبدأ تعلمه من خبراته السابقة ومعارفه ويتناول كافة المعارف التي يتلقاها بمواءمتها وفقا لما يعرف .
فعلى المعلم ان يكون على وعى بقضية التدرج فيبدأ من حيث يقف المتعلمون بحيث لا يأخذه الى عالم اخر لا يعنيه.فحتى يبني المعلم تفكير حقيقي يجب أن يبدأ من خبرات المتعلم ويبني عليها, مع الأخذ بعين الاعتبار انه اذا لم يكن لدى المتعلم خبرة او معرفة سابقة فانه لن يخرج بأي معرفه جديدة.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد