“التخاطر: فتح الباب للعوالم المظلمة”

بقلم: علاء الدين لاذقاني

رحلة إلى عالم العقل والروح، ظاهرة من الظواهر الغامضة والمشوقة التي تثير الاهتمام منذ قرون، تدور في خيال البشر طوال ملايين السنين، وتعطي البشرية رغبة قوية في استكشاف الجوانب الخفية للحقيقة لمعرفتها علم التخاطر أو Telepathy مفاهيم ظهرت لتلبية الرغبة وتفسير الأحداث الغامضة التي تحدث حولنا.

سننظر في هذه المقالة بتمعُّن إلى مسألة التخاطر ونحاول أن نفهمها بما فيها طبيعتها وما يحدث خلال هذه العملية الغامضة. سوف ندخل في عوالم العقل والروح ونقوم بدراسة تأثير التخاطر على حياتنا وحياة المجتمعات.

التخاطر وتأثيره على البشرية

هدفنا ليس الغوص بفلك الغموض وإنما إيجاد فهم أولي للتخاطر وتأثيره على البشرية، مع احترام آراء الآخرين والنظريات المتنوعة حول هذه الظاهرة، وإدراك أن المعرفة المتاحة لدينا محدودة وأن هناك مزيد من الاستكشاف والتفهُّم في هذا المجال المليء بالتحديات.

“التخاطر” فتح الباب للعوالم المظلمة

في فترة النهار، يروق لي تناول فنجان من القهوة وأنا أفكر في أشخاصٍ قريبين مني، ربما يكونون أصدقاءً أو أفرادًا من العائلة، كالأم، الأخ، الإبن، والأخت. وفي لحظة معينة، يرن هاتفي ويتصل بي أحدهم، ويريد التأكد من حالتي. أجيبه بإعجاب على هذه المبادرة وأشير إلى أنه كان يجري في ذهني، وربما كنت أرغب في الاتصال به. هي صدفة بلا ميعاد.

كما يمكن أن تنطوي الفكرة على حادثة أثناء الخروج في نزهة مع أصدقائك، وإذا حدث شيء، فربما يتصل بك أقرب الناس إليك ليسأل عن حالتك ويسأل إذا كانت هناك أي مشاكل أو مكروهات. لتقول له نعم حدث الموقف ولكن كيف عرفت أنا لم أخبر أحداً. تحدث العديد من الأمثلة يومياً التي لا نستوعبها وقد تمر بلا انتباه حيث أصبحت غير مألوفة وغير قابلة للفهم.

القدرة على التواصل ونقل المعلومات 

إحدى الأوضاع التي نواجهها وذكرنا أمثلتها هي التخاطر أو ما يعرف بالانجليزية التلباثي Telepathy، كما نوّعها العلم. إذاً، إذا كان شخص قد قرأ أو فكر في التخاطر، فسوف يستوعب فكرة “القدرة على التواصل ونقل المعلومات من أحد أفراد الناس إلى الآخر إن كانت مشاعرًا أو نداءاتٍ مختلفة، وهذا يعني أن الشخص قادر على إمتصاص المعلومات من أي كائنٍ حي ونقلها إلى الآخرين، سواء كانت هذه المعلومات أفكارًا، أحاسيس، صورًا أو أي شيءٍ آخر”.

هل التخاطر حقيقة أم خيال؟

بالطبع، تطرقت فكرة التخاطر في المعنى العام للعديد من الأسئلة الغامضة. هل هي حقيقة أم مجرد خيال؟ هل تدخل في مجال علم النفس والسلوك اللاواعي، أو هي علم روحاني مستند إلى الدينيات وله صلة بعلوم الأوهام والضواحي التي تتعامل مع الأمور المتعلقة بالطبيعة الغير منطقية مثل اللاهوت واللدن والمكاشفة وغير ذلك من الأشياء الخفية.

بصرف النظر عن التعريفات المختلفة لعلم التنبؤ والتنبؤ الذي يرفضه العديد من الأشخاص والذي قد دخل في النقاش بين علماء الفلسفة العرب والأجانب، ولكننا نركز على حدث يحدث معنا يوميًا ونعيش معه ، لذلك، بما أننا لا نعرف حقيقة التنبؤ ، علينا أن نبحث فيه أكثر لنستفيد منه في أعمالنا اليومية التي تتطلب الإبداع والتطور المستمر .

مفهوم ظاهرة التخاطر بأساس علمي

يتمثل الأساس العلمي للتخاطر في إرسال الإشارات وتبادل الاتصالات بين البشر عن بعد، وهذا العلم يُطلق عليه في اللغة العربية كلمة “التخاطر” وفي اللغة الإنجليزية يُعرف باسم “Telepathy” وقد ابتكر هذا المصطلح منذ غابر الزمان ليتضح أن أصل التسمية يونانية ولكن من اضاء الفكرة هو عالم إنجليزي يُدعى فريدريك مايرز في عام 1882، وقام بالدراسة والابحاث العلمية ليفهم ماهيته ، وليُعبر عن نقل المعلومات دون الحاجة لاتصال مرئي.

فريدريك ويليام هنري مايرز (Frederic W. H. Myers)، وُلد في 6 فبراير 1843 في كيسويك، كمبرلاند، وهو شاعر كلاسيكي وعالم لغوي، ويعتبر الشخص الذي أسس جمعية الأبحاث النفسية وعلم التخاطر، وهو أول الباحثين في تفاصيل هذا العلم.

قام المفكر مايرز بدراسة علم النفس من خلال العمل على اكتشاف ما وراء النفس، وقد اقترح فكرات جديدة لم يتم قبولها من قبل المجتمع العلمي. وكان من بين الأفكار الأبرز التي طرحها هي فكرة “الذات الواعية”.

العالِم فريدريك وشرحه لعِلم التنبؤ

فريدريك العالِم قدّم شرحاً مُفصّلاً لعِلم التنبؤ بالأحداث من خلال كثيرٍ من رسائله ومذكراته وكُتُبه، وَأهم تِلك الكتب هِي.

  1. كتاب الشخصية الإنسانية وبقائها على قيد الحياة من الموت الجسدي ( HUMAN PERSONALITY).
  2. مقالات أوهام الأحياء عام 1893 (Phantasms of the Living )

في هذا المقام، امتد العالم النفسي في تبسيط فكرة الاتصال العقائدي ليقول أنه علم بني على القدرات الموجودة في العقل الباطن والتي تم وصفها بالظهوريات.

يقول المنتقون لفريدريك ورسائله إنها ظاهرة لا تستند إلى نتائج علمية ناجحة متكررة عند استخدامها في الأبحاث العلمية المتعددة. وتم رفض هذه الظاهرة من قبل أغلب المفكرين والعلماء والباحثين؛ حيث أصبح من الممكن اليوم قراءة الأفكار بفضل تقنية التصوير العصبي دون حاجة إلى إدراج هذه الظاهرة في مجال علمي خاص. وبذلك، يتم استخدام هذه الظاهرة بشكل شائع في الأفلام الخيال العلمي وعلوم الحديثة.

تم بناء خلاصة استنتجت بعد التجاذبات العلمية بين العلماء في القرن الثامن عشر والتاسع عشر الى يومنا الحالي إلى أن هذه الظاهرة المعروفة باسم التخاطر هي موجودة ولن يتم رفضها من قبل خبراء العلم القديم والحديث لأنها ملموسة ويتم الشعور بها يوميًا كجزء من منظومتنا الحسية والإدراكية التي تتعدى الخمس حواس الأساسية.

مفهوم التخاطر على أساس ديني

رفض العديد من المفكرين الدينيين الإقرار المطلق بوجود ظاهرة التخاطر، مؤكدين أنها تهيئات غير صحيحة وأنها تحدث فقط كهبة ربانية، وقد ذكروا بعض الأمثلة السلبية التي تظهر هذه الظاهرة ليقولوا أنها تحصل بسبب صلة الرحم وأخوة الدم لا أكثر ، ونتج عن ذلك التلخيص بأنها رزق رباني للتآلف الروحي والجسدي وتماثل الرزق والرؤية والعطايا الربانية الأخرى، باعتبار عدم ذكر الكتب السماوية هذا العلم بصراحة مطلقة.

مفهوم التخاطر من نظر الباحثين

ايضاً وفي المقابل تحدث عدد من العلماء والباحثين الدينيين عن مفهوم التخاطر، وأكّدوا على وجوده الصحيح واستخدموا الأمثلة لتوضيح هذا الواقع. كما اعترفوا بأن التخاطر هو علم فعلي ويجب علينا تحترمه وأن يتم تصديقه، وأبرزوا أن هذا العلم مشكور في الأديان مثل المسيحية و الإسلام.

في هذا الصدد يظهر أستاذ الإعجاز العلمي في القرآن والسنة الأستاذ عبد الدائم الكحيل ماهية ظاهرة التخاطر بناء على الدراسات والأبحاث الخاصة التي قام بها ، والتي أفادت إلى أن هذه الظاهرة تحظى بـ تأييد واضح وقال إن هذا الأمر يجب أن يؤمن به، معللاً ذلك اعتبار هذه الظاهرة جزءًا من الروح المقدسة، حيث أكد بأن الظواهر ليست مصادفة فحسب، وإنما هي علوم مُسَوَّغة تماماً كـ العلوم التي يعتمد عليها العالم.

رأي الأستاذ عبد الدائم الكحيل بالتخاطر

وبرأي الأستاذ الكحيل فإن التخاطر يمثل إشارة واضحة وملموسة على وجود الروح، إذ أن الإله حينما خلق الإنسان ألقى فيه روحه التي تنعم بالعلوم، ويعتمد الإنسان على هذه الروح كأساسٍ لحياته ونظامها، وكذلك الشخص الذي يختبر التخاطر سيعتمد على الروح كأحد برامجه الروحانية الخاصة.

الاستاذ عبد الدائم وصف التخاطر بالمقارنة بخواص النوم، وأوضح أن الروح تخرج من الجسد، فيما تبقى النفس كوظيفة لتشغيل الجسم.وصاع تفسيراً لظاهرة التخاطر بالقراءة والبحث حسب تصريحاته، مُؤكداً أنَّ هذه الظاهرة تَحْدُث في لَحْظَاتِ بسرعة الصفر لأنَّها تتواصل من خلال العقل. واستشهد الباحث عبد الدائم بحديثٍ نبويٍ يقول: “الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ”، وهنا أكد الباحث أنَّ التخاطر يتمثَّل في تأثيرٍ يُمنَح للعقلِ من قِبَلِ الروحِ، بغية التَّوَاصُل بَيْنَ الناس الذين يتواصلُون بشكلٍ مُوَثَّقٍ.

العالِم ابن خلدون ورأيه بالتخاطر

أيضاً من بين علماء الدين الذين صادقوا على فكرة وجود التخاطر كعلم واقع هو ابن خلدون وهو أحد علماء الإسلام في العصر المملوكي والذي برع في علم الاجتماع والفلسفة والاقتصاد والتخطيط العمراني والتاريخ ، وقد بنى رؤيته الخاصة في قراءة التاريخ بتجريده من الخرافات والروايات التي لا تتفق والمنطق ، وذكر في مقدمته بعض الكرامات التي يمنحها الله لبعض عباده لغرض لايعلمه الا هو.

ذكر أن الإنسان كان يعيش على كوكب الأرض منذ زمن طويل ومن المؤكد إنه طور قدرات لتساعده في البقاء والمحافظة على نسله، وكان ذلك التطور خلال الثلاثة آلاف سنة الأخيرة التي لم تعد بحاجة الى ظهور الحضارة بانتشار الديانات السماوية، لكن تلك القدرات بقيت مدفونة. وأكد أن هذه القدرات ما زالت موجودة ومن بينها علم التخاطر الذي ينكره البعض بشدة .

واستشهد العالم بمصداقية علم التخاطر بدليل ملموس صرح عنه ألا وهو قص الأثر وهو حاسة تنتقل بالفطرة بين البدو الرحل ، وظاهرة تمكنهم من البحث عن الناس المفقودين في الصحراء من خلال الشعور.

مفهوم التخاطر على الأساس الروحاني

أيضا مفهوم التخاطر على الأساس الروحاني صادق بشدة على ما جاء به علماء الدين. ف الروحانيات أو العلم الروحاني حيب ما يتم تعريفه هو إعادة تشكيل العقيدة والدين وهو طريقة تجعل الإنسان يستعيد صفاته الأصلية، من خلال تطبيق مجموعة من العلوم المعروفة باسم الروحانيات. ويسعى العلم الروحاني إلى البحث عن الظواهر غير الطبيعية وجعلها تجارب عميقة تندرج تحت الدين السماوي اللاهوتي. ويؤكد العلم الروحاني على أن أي تجربة يشعر بها الإنسان تشكل الوسيلة للتواصل مع الإلاه، بدون حاجة للوسائط مثل الرسل أو الأنبياء. ويعتبر الخوارق ظواهر موجودة في البشر تمكنهم من الاقتراب من ربهم والتوصل إلى الرفعة الروحية.

والروحانية هي فن قديم نشأ قبل الميلاد اعتمده اليهود، ومع مضي الوقت اعتمدته المسيحيون والمسلمون كوسيلة للوصول إلى الله، وتم تسميتهم تابعين للصوفية أو المتصوفين وهو اللقب الذي تم انتشاره خلال العصر الأموي وكان لقب يوصف به الدراويش أو الفقراء الذين كانوا يبتعدون عن ارتداء الملابس الملونة والزاهية و يتخذون من خرقة الصوف لباساً يوميا يرافقهم في حياتهم المتواضعة.

الطريق الروحاني وعلم التخاطر

أما عن ما جاء به الطريق الروحاني لتوضيح علم التخاطر، فنرى أنه قد تم الاعتراف به بشدة، وأشار العديد من مشايخ الصوفية والروحانيين إلى أن هذا العلم يمثل ظاهرة روحية باطنية مرتبطة بعلم اللدن. وفقًا لتعبيرهم، وهو علم ذُكر في العهد القديم للكتاب المقدس والقرآن الكريم.

أحد الأمثلة عن اعتراف الكتب السماوية بعلم اللدن العلم الذي يندرج منه التخاطر كان في الكتاب المقدس الذي جاء فيه :397- “فخرج قايين من لدن الرب وسكن في أرض نود شرقي عدن” (سفر التكوين 4: 16).وهنا ركز علماء الروحانيات على كلمة تالعبير “اللدن” وفقاً للمعنى الروحي الذي يقول أنَّ اللدن هو الدائرة الأعلى والأعمق في اللاهوت الخفي الذي لا يُرى وهو مركز العلوم الاظاهرية والمعروفة ب علوم ماوراء الطببعة، و التي توزع على البشر بالتساوي.

أما القرآن الكريم فقد ذكر علماء الروحانيات والصوفية أن اللدن وارد في أحد سور القرآن : فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا. (سورة الكهف، الآية 65)

وهنا تم توضيح مفهوم علم اللدن الذي يعتبر نواة علم التخاطر بواسطة مثالين يرتكز عليها علماء الروحانية، و الذين اعتبروا هذا العلم علمًا للظواهر الغير معتادة والمتواجد في كل البشر. ولاحظ أتباع الصوفية وجود ظاهرة التخاطر داخل هذا العلم، وقد ربطوه بمفهوم اللدن. ويعتبر المسلمون الصوفية هم الأكثر تصديقاً في هذا العلم.

الشخصيات التاريخية التي صادقت هذا العلم

أبرز الشخصيات التاريخية التي صادقت على وجود هذا العلم هو الشيخ الجنيد البغدادي الذي قال : « العلم اللدني : هو مكاشفات الأنوار من مكنونات المغيبات. وهو ما عناه في كلماته عن أن الظواهر هي كشف رباني للإنسان. وايضا الإمام أبو حامد الغزالي قال « العلم اللدني : هو العلم الذي ينفتح في سر القلب من غير سبب مألوف.

واختصارا للاساس الروحاني نرى أن علم التخاطر هو مجال يتعلق بدراسة التخاطر وظاهرة التواصل الروحي من منظور ديني. ويوجد العديد من التقاليد الدينية التي تؤمن بوجود أبعاد أخرى من الواقع تتجاوز الحدود المادية وتسمح بالتواصل مع العوالم الروحية.

التخاطر في مختلف الأديان

في مختلف الديانات، يُعتبر التخاطر والتواصل مع العوالم الروحية جزءًا من الخبرات الروحية والممارسات الدينية. يعتقد بعض الأتباع أنه يمكنهم التواصل مع الآلهة أو القديسين أو الأرواح الروحية من خلال التخاطر أو الصلاة أو الطقوس الدينية المحددة.

مثلاً، في الديانة الهندوسية، يُعتبر التخاطر والتواصل مع الآلهة والأرواح جزءًا من الممارسات الروحية. يقوم المتبعون بالتأمل والصلاة والمشاركة في طقوس دينية خاصة بهدف الاتصال بالعوالم الروحية.

كما أن هناك تيارات دينية أخرى تؤمن بظواهر التخاطر والتواصل مع العوالم الأخرى من خلال وسائل مختلفة مثل الرؤى والأحلام النبوية والتأمل العميق والتواصل المباشر مع الروحانيين.

وهنا نجد أن التخاطر أوجد مكانًا في عدة جوانب من الدين، بدءًا من الصوفية في الإسلام إلى الروحانية في اليهودية والمسيحية، والتنوير وكلهم أكدوا أنه من العوالم الروحية الموجودة.ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن طرق وتفسيرات التخاطر قد تختلف من دين إلى آخر ومن تيار ديني إلى آخر. أي إلى الآن لا يوجد نصوص صريحة تؤكد ماهيته.

التخاطر وسيلة للدفاع عن البلاد

تعتبر المشاريع العسكرية للدول من أولوياتها، حيث ترتكز قدرات الجيش من خلال السعي إلى تحقيق مبدأ القوة. ظاهرة التخاطر هذا العلم الغير معلن أسهم بشكل كبير في العديد من المشاريع العسكرية المعروفة باسم باراسايكولوجية أو “ما وراء علم النفس”. وأصبح علم التخاطر في الدول المتقدمة أحد التدريبات الأساسية التي يحصل عليها الجنود لتحقيق السلامة والقوة من خلال تقديمه كمادة في العلم العسكري .

تقارير حول علم التخاطر

تقارير عديدة تحدثت عن حرص الاستخبارات البريطانية والأمريكية على جعل علم التخاطر مادة أساسية وبارزة مثل مادة قدرات السلاح، وكان العقيد الروسي نيكولاي بوروسكوف هو أكثر الشخصيات التي صرحت بأهمية تطبيق علم التخاطر في الجيوش الكبرى، وجاء هذا الكلام في عام 2019 في مجلة “أرميسكي سبورنيك” التابعة لوزارة الدفاع الروسية، وأكد الضابط الروسي من خلال تصريحاته استخدام التقنية الباراسيكولوجية وتدريب الجنود على تقنية التخاطر الذهني في الجيش الروسي.

وقال العقيد نيكولاي بوروسكوف: إن هذه التقنية تسمح بإجراء التحقيقات الغير لفظية، حيث يستطيع المحقق معرفة ما يخفيه الجندي الأسير وأين نقاط ضعفه وقوته دون الحاجة إلى الحديث معه. وتعد التخاطر الذهني واحدة من التقنيات المستخدمة للكشف عن أفكار ومخططات العدو وأهدافه من خلال قراءة أفكاره وإرسال أفكار سلبية تحبط معنوياته، أو يتم التعامل مع العدو بطريقة جماعية من خلال إرسال تأثيرات سلبية دون الحاجة للتواصل المباشر، ويتم القيام بكل ذلك باستخدام التخاطر الذهني دون الحاجة للحواسيب أو التحكم أو التنصت أو بث الأفلام التلفزيونية.

تدرب الجيش الأمريكي لجنوده على تقنية التخاطر

أيضا تحدثت تقارير عديدة عن تدرب الجيش الأمريكي لجنوده على تقنية التخاطر، وذلك حسبما جاء في مقالة لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ، والتي ظهرت فيها معلومات حساسة حول امتلاك الولايات المتحده الاميركيه مشروع نفسي خارج عن المألوف بما يخص التدريب ألا وهو مشروع مشروع «Blue bird» والذي تطور ليصبح مشروع «MK Ultra». حيث أشار التقرير إلى أن العلوم النفسية أصبحت جُزءٌ من التدريب.

المعلومات المسربة أكدت على أن المشروع الذي بدأ في خمسينيات القرن الماضي اعتمد على إستخدام عقار الهلوسة (LSD) وغيره من المخدرات للسيطرة على العقول والتحكم بها.وأيضا تسخير الخصائص لمخدر (LSD) للتعذيب وانتزاع المعلومات بالقوة، ومحاولة التأثير على أداء الأفراد في العمليات الخاصة أو في حالة الأسر.

أيضا مشروع «MK Ultra» اعتمد على العلاج بالصدمة الكهربائية والتنويم المغناطيسي ومخدرات أخرى مثل الفطر السحري والميثامفيتامين، والمسكالين وغيرها لخلق الارتباك والخوف والذعر والقلق وفقدان الذاكرة وغسيل الدماغ التام ومحاولة تغيير الميول الجنسية. وتضمنت المشاريع أيضًا تطوير أسلحة بيولوجية تقوم على العدوى من شأنها قتل أعداد كبيرة من البشر عن طريق عدوى الأمراض، أما الفكرة الأساسية لبسط هذا المشروع هو علم الشعور والتنبؤ ألا وهو علم التخاطر .

وقد تحدثت معلومات عن أن هناك آثار واضحة على تضمين التخاطر كتقنية تعمل من خلال القوات العسكرية الأمريكية. وأن الجيش الأمريكي استفاد من هذه التدريبات خلال حربه في بلدان مثل أفغانستان والعراق وغيرها، حيث كانت القائدة تستطيع إرسال معلومات وأوامر للجنود بدون الحاجة لاستخدام الاتصالات اللاسلكية التي يمكن اختراقها. وقد أكدت المقالة عن أن هذا النوع من التواصل كان ناجحًا في تحسين التواصل بين القائد والجنود دون وجود أي أخطاء.

خلاصة البحث عن ظاهرة التخاطر

تؤكد جميع الأدلة على وجود الظاهرة المعروفة باسم التخاطر، حيث يشعر الكثيرون منا بوجودها بغض النظر عن الطريقة التي تم التعرف عليها، سواء من خلال المنظور العلمي المستند إلى الكتب والنظريات أو المنطلق من الدين أو الروحانية أو التصريحات الرسمية.

بعد التفصيل اللازم، ما يهمنا هو التأكيد على وجود هذه الظاهرة ضمنيًا والموافقة عليها، من أجل الوصول إلى أعماقنا الداخلية لتجربة التواصل مع الآخرين سواء كان الشخص فرديًا أو مجموعة. ويمكن لهذه الظاهرة أن تساعد في تنمية قدراتنا على تقديم المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة سهلة تجعلنا نتصدر.

في النهاية العلوم الخفية هي مجموعة من المفاهيم والممارسات التي تدور حول الإيمان بوجود عوالم وقوى خارقة للطبيعة وغير مرئية للعيان. تتنوع هذه العلوم في مجالاتها وتشمل مثلًا الأبراج والتنجيم والتنبؤ بالمستقبل، الأرواح والمخلوقات الخارقة، الشفاء بالطاقة، الرؤى والتواصل مع العوالم الأخرى.

العلوم الخفية والعلم

على الرغم من أن العلوم الخفية تحظى بشعبية واسعة في بعض الثقافات والتقاليد، إلا أنها لا تحظى بدعم علمي قوي. فمعظم الادعاءات والممارسات المتعلقة بالعلوم الخفية لا تتوافق مع المعرفة العلمية الحديثة وتعتبر غير قابلة للتحقق بشكل موضوعي ومنهجي.من الجدير بالذكر أن هناك بعض العلوم البديلة التي قد ترتبط ببعض الجوانب المتعلقة بالعلوم الخفية، مثل الطب البديل والعلاج بالزيوت العطرية، والتأمل واليوغا. وعلى الرغم من أن هذه العلوم قد تكون لها بعض الأسس العلمية والتجارب المنشورة، إلا أنها لا تزال تخضع للنقد والتحليل العلمي.

وأخيراً، يجب أن نتعامل مع العلوم الخفية بحذر وتشكك عقلاني، وأن نعتمد على المعرفة العلمية المؤكدة والتجارب المكررة قبل أن نقبل أو نرفض أي ادعاء أو ممارسة تتعلق بهذا المجال.

بقلم: علاء الدين لاذقاني

 

أضف تعليقك هنا