حج آمن بأمر الله

‏حج آمن- بإذن الله- وقوله‏{وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلي كل ضامر يأتين من كل فج عميق}‏تكليف من الله- سبحانه وتعالى- إلى رسوله هنا الآذان وهنا الدعوة ولضمان من خالق العباد بأن ياتون الحجاج من كل فج عميق، مما يعني بعد وقرب الإنسان في أي موقع من العالم لا بد من أن يستجيب لهذه الدعوة، فالتكليف كان بالأذان والإجابة بوفود المسلمين من كل أصقاع الكره الأرضية.

‏العجيب في الأمر كبر الدعوة مع جهل مواقع العالم وقتها فكانت العلوم الجغرافية في ذاك الزمن محدودة قد لا تتجاوز الجزيرة العربية والشام والعراق ومصر ونقدر أن نقول بأن الفرس والروم كانت آخر حدود الأرض والمعلوم عندهم، والفرس والروم هما إيران وتركيا هذه هي الكرة الأرضية عندهم أيام زمان، الرب الذي أمر رسوله بالدعوة والآذان هو من خلق الأرض ويعرف من يسكنها بالفرد والنبات وكل من يعيش ‏فوقها وتحتها.

متى بدأ الحج؟

هذه هي الدعوة المباركة منذ فجر التاريخ، والحج تم بعد بناء الكعبة،ويعتقد تاريخيا بأن من بنى الكعبة هما الملائكه، واختيار موقعها لم يأت عبثا فالله وحده هو من أمر وقرر الموقع التاريخي، ومع ذلك التزم بأن تكون أرضا مباركة أمنه ‏قوله تعالى: ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون.

من أول من بنى الكعبة؟

‏وبعد ما بنيت الكعبة قامت عبادة الحج فكانت مكة مقدسة ومع ألازمنة واختلاف البشر كانت الكعبة تتغير وتتهدم ويقال إنها بنيت 12 مرة فكما ذكرنا سابقا بأن أول من بنها الملائكة وآدم وشيث بن آدم وإبراهيم وإسماعيل والعمالقة وجرهم وقصي بن كلاب وقريش وعبد الله بن الزبير عام 65 هجري ثم الحجاج بن يوسف عام 74 هكذا ورد.

توارد الأمم واختلاف التوجهات

عد هذا كله تواردت الأمم واختلفت التوجهات وتغير الزمان وشهدت مكة طول هذا الزمن الحج تلبية لدعوة كريمة من إبراهيم بتكليف ممن خلقه ‏فقبل نزول الرسالة على رسول الأمة محمد بن عبد الله كانت قريش في الجاهلية مؤمنة بالعبادة والحج ولكن الامر كان بطريقتهم الخاصة ‏الخاصة بأن تعلق الاوثان على الكعبه ثم تعبد ويحج لها هذا علمهم مع ايمانهم بالعبادة لله وحده ومع جهلهم بمن كلف وبنى حتى اتاهم رسول الله بالبينه يتلون عليهم صحفا مطهرة، وهنا انهيت عبادة الاوثان ووضعت الشعيره في مسارها الصحيح كم امر الله.

حجة الوداع

‏اتم رسول الله رسالته على امته ووضع قوانين الحياة والعبادة معا واخبرهم بانه اخر رسول وان القرآن ينسخ ما قبله فهو الثابت لا ثابت ولا صحيح بعده، ‏وفي عرفات تلقى خطبة العام في كل مناسبة حج اما بالنسبة لرسول الرساله المحمديه فقد خطب في حجة الوداع من عرفه فقال ‏(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا…)وعرف من حج معه عليه الصلاة والسلام بان هذه الحجة آخر حجة له وان عامة القادم هو عام الرحيل، ‏نعم توفي الرسول اللهم صل وسلم عليه وانتهت حقبه من ترتيب ووضع قوانين العبادة والحياة العامة انتهى التكليف وبداء التوارث لهذه المقدسات.

‏من هنا بداء التنازع في من يخدم هذه الأماكن المقدسة، ‏تاريخيا كانتا مكة والمدينة تتبع للقيادة السياسية فمن يحكم مكة والمدينة من الخلفاء ومن أتى بعدهم فهو مكلف ومسؤول بأمن الحج والحجيج،‏كانت الحجة إلى مكة شاقة ومكلفه لمن أراد أو أتى من خارجها فلن تبلغ حجك حتى تكون تكلفته عالية مالية وزمانيه فالحج كان يلزمه التخطيط والتكليف حتى يتم.

توحيد العبادات

‏توالت الأيام والخلافات على مكة والمدينة وكلا كان يضيف إضافته وآخر من كان يهتم بها هم السلاطين الأتراك إلا أنهم لم يكونوا ينظرون لها بقدسيتها بقدر ما هي مورد مالي، انتهى أمرهم ورحلوا وتولى أمرها بعد الله الموحد عبد العزيز بن عبد الرحمن الرجل الذي يذكره التاريخ بأنه منع الحوزات والتجمع الخرافي مثل الصوفية وغيرها فكانت ساحة الحرم تجمعات وتكتلات من البدع عندها أمر بأن تكون العبادة لله وحده والصلاة وحده والحج واحد، ‏ثم أتوا بعده الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله رحمهم الله جميع حتى عصرنا الحاضر عصر الملك سلمان كل واحد أضاف قدرا من التوسع حتى تمت و- بحمد الله-

التوسعة والأعداد الكبيرة في يوم عرفة

وها نحن نعيش أكبر توسعة وأكثر عددا حيث يتوقع أن يقف بعرفة يوم غد قرابة 3ملايين حاج في أمن وأمان يدعون ربهم وحدهم الناس سوف تشاهد يوم عرفه منظر مهيب يحمل الشكر والثناء لله تعلى ثم لهذا البلد العظيم حكومة وشعب على ما قدموه من رعاية لضيوف الرحمن تقبل الله حجهم وشكر سعي من خدمهم بلد الأمن والأمان.

فيديو مقال حج آمن بأمر الله

 

https://youtu.be/uuvVIzpSI5U

أضف تعليقك هنا