(وادي النمل) القصة التي تروى بعد..

قصة وادي النمل بلسان العرب القويم الذي أنزل عليه القرآن هي قصة متكامله ومتصلة ببعض وغير مقسمه من حشر لسليمان جنوده من جن الناس وإنسهم وطيرهم إلى مرورهم على وادي تنملوا فيه الناس وانتشروا إلى إسلام سيدة الوادي مع سليمان لله رب العالمين.. ومن الآية 17 الى الاية 44 هي قصة واحدة من أحسن القصص وفي لسان القرآن لا نجد القصة مقسمة كما ما قسموها في ما دونه إلى عضوين.. عضو قصة النملة المتكلمة وعضو قصة الهدهد والملكة، وكل عضو غير متصل بالآخر ولا يمد له بصلة (كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) ولله الأمثال.

-جند سليمان ثلاث فئات من الناس

بينما في لسان القرآن نجد القصة متسلسلة بالايات ومفصلة وغير متقطعة ومن احسن القصص ولا نجد طيور تتكلم ولا حشرات ولا خلق خفي مع سليمان، بل نجد ان سليمان حشر له جنوده من جن الناس وانسهم وطيرهم كما قال (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) ونجد ان الكتاب يصف توزيع جند سليمان الى ثلاث فئات من الناس، جن الناس وهم القوم الذين يغلب عليهم طابع الاجتنان والستر والخصوصية وعدم المخالطة في الغالب من اهل الخبرة والاستشارة اي الملا الذين يكونون بجانب الملك، وانسهم صفة مغايرة لجنهم وهم للقوم الذبن يغلب عليهم الانس الاستئتاس ومخالطة بعضهم من العامة وفي كل القرآن الجن ان اقترنت بالانس تعني خاصة الناس وعامتهم، كما قال في الحديث كل نبي يبعث لخاصة قومه وانا بعثت الى الجن والانس اي الى خاصة الناس وعامتهم اي الى الناس اجمعين, كون القرآن بيان للناس والانبياء يبعثهم الله للناس وليس الى طيور وما دونها.

-معنى الطير في ايات سليمان

كذا الطير في اللسان معنى متعدد وتأتي صفة لكل ما خف بحملة وسار وتاتي تصف الطير المسخرات في جو السماء وتصف السحب المتراكمة وتصف الاوبئة والطواعين وهنا أتت تصف اهل الصافنات الجياد من الجند الذين خف حملهم وسار كون العرب يكنون فرسانهم بالطير في سرعة عدوهم كما قال شاعرهم ان طاروا القوم لأمر:
قوم اذا الشر ابدى ناجذيه لهم
طاروا اليه زرافات ووحدانا
لكن قومي وإن كانوا ذوي عدد
ليسوا من الشر في شيء وان هانا

ونجدهم تارة يكنون فرسانهم على منطق الوحش كالغضنفر وتارة على منطق الطير كالعقاب والمنطق في اللسان معنى متعدد وتاتي بمعنى الطبع والطريقة وقوله (يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْر) اي علمنا طريقة تشكيل الجند فيالق وفرق وكتائب واسراب وطريقة بعثهم وقبضهم وبسطهم ونشرهم في الاصقاع جناح شرق جناح غرب ،هذا منطق الطير هو تشكيل الجند ولا زال قائما الى اليوم بالاستعاره والتشبيه والكنى والرتب  وقال (وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ) اي من كل اسباب التمكين في الارض (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) والملك سليمان يخاطب الناس الذين تحت حكمخ انه ممكن من بعد والده ووراثا له في كل ماعلمه الله له

-معنى النمل والتنمل ونملة في الايات

وقال سبحانه عن سليمان وجنده (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) النمل ليس يعني بهم هنا حشرات النمل الصغيرة قالقول في اللسان لا يصرف إلا للمتحدث العاقل واللسان يعني ما يقول كونه انزل على قوم أهل لسان، وجمع جنس النمل في اللسان نمال ومنه قول الشاعر:
تدب دبيبا في العظام كأنها
دبيب نمال في نقاء يتهيل ..

و(النمل) في اللسان: صفة لتنمل الناس وانتشارهم يقال: تنمل سكان الوادي ..أو تنمل سكان الحي.. (نملة) في اللسان تعني امراة مدبرة للأمور..يقال: امراة نِملة: اي امراة مدبرة للامور وغير مستقرة بمكان ويقال: امراة متنملة: أي امراة حاذقة ومالكة وعظيمة ويقال: رجل نمل: اي رجل حاذق وسريع في الانجاز.ويقال صبي نمل: اي كثير اللعب ويقال خيل نمل: اي دقيق الاطراف والقوائم ..

ومعنى الاية: اي ان سليمان وجنوده اتوا على وادي تنملوا فيه الناس وانتشروا وقالت امرأة مالكة ومدبرة لأمور القوم. ان يفسحوا الطريق للجيش الذي على ظهر الوادي ،ويتفرقوا في تنملهم ويدخلوا مساكنهم كي لايزاحموهم سليمان وجنوده ويؤذوهم بغير قصد ، والمساكن لا تسكنها الا الناس قال (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا) والحطام في اللسان معنى متعدد وهنا اتى بمعنى الزحام وقولها (لايحطمنكم) اي لا يزاحمنكم يقال في اللسان : حطم القوم بعضهم بعضا.. اي زاحموا بعضهم.. ومنه سمي (الحطيم) حول البيت كونه موضع زحام.

-من هو الهدهد ولماذا غاب في الوادي؟

لذلك تبسم سليمان ضاحكا من قولها اعجابا بتصرفها في حفظ امان الجيش وحفظ امان الناس وحمد الله على نعمة الملك وان البلاد تتفتح له بغير حرب ..ونجد ان سليمان عندما مخر عباب الوادي بجنده وصل الى جانبه  فقد رجل من رجاله رتبة طيره الهدهد ومنطق طائر الهدهد الهجرة والبحث. وبذلك رتب الرجل وكني قال (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ) تفقد من فقد في اشارة ان هذا الرجل كان ملازما للملك، ولو كان جيش سليمان من الطيور المسخرات في جو السماء، لقال ام كان من الغائبات او الغائبة.. كون الطير المسخرات تؤنث كقول رب الكتاب (وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ) او (الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ) بيننا الالف والنون في (الغائبين) جمع مذكر سالم بدليل انه تفقد جند من الناس، ومن ثم توعد سليمان الرجل بالعذاب او الذبح مالم يأتي بعذر يشفع له سبب تنصله وغيابه عنهم في الوادي بقوله (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ) ولك ان تتفكر من باب (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) ان كان فعلا الهدهد طائر بما يعذبه سليمان ؟ وطائر الهدهد بالكاد ان يحفظ نفسه من الريح ومخالب الطيور هل يعذبه بنتف ريشه مثلا؟ وكيف سيذبحه ؟  فصيغة التهديد في اللسان تدل على رجل ضليع في القوم ومهم.

-(وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ)

قال (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ) بدليل ان سليمان فقد الرجل بجانب الوادي ومكوث الهدهد كان في الوادي غير بعيد منهم ومن ثم عاد الى سيده (فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ) يقول لسليمان، انك مررت في الوادي ولم تحط بما كانوا عليه اهل الوادي في تنملهم وانتشارهم بينما انا احطت بذالك ومكثت هناك لاستطلاع امرهم (وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) اي خبر اكيد، وسبأ هنا هو اسم الوادي قال (إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ).

وهي نفس المراة التي اشارت لقومها بالدخول للمساكن لاجل مرور الجيش، ودليل ان تنملهم وانتشارهم في بطن الوادي كان لموسم عباده وذالك ما احاط به الهدهد كون مهمتة كذالك البحث والتحري قال (وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ) الى ان (قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ)

-الإلقاء في اللسان بمعنى التسليم

كقوله سبحانه (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا) اي لمن سلم عليكم ويعني ان الخطاب ،سلم لها باليد (إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ) استشارت الملكة الملاء من حولها في الكتاب (قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ) والملاء هم اصحاب الوجاهة والاستشارة، كونهم راوا الجيش الذي مخر واديهم وراوا قوامة اكثر عدد وعدة وبأس، الا انهم اخذتهم العزة بما لديهم، لذالك لم يتسرعوا وردوا الامر اليها، قالوا (فانظري ماذا تامرين (قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً) وايدها الله في ذلك بقوله (وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ)

-(أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا) البناء و الإنجاز

أي أنها سترسل هدايا نفيسه لسليمان مع رسلها بمرافقة رسول سليمان وذلك لمصانعته ومسايسته وسليمان لم يبعد عن واديهم كثيرا قال (فَلَمَّا جَاءَ) اي الهدهد رسول (سُلَيْمَانَ) قال لرسل الملكة (أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ) وقال مخاطبا رسوله (ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ) وفي اطار رجوعهم مع رسوله بالهدايا للملكة (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) ياتيني من جذر (اتى) وهو معنى متعدد يقال: اتى عليه الدهر اي اهلكه.. ويقال: أتى اي جاء.. ويقال: أتى على البناء كاملا أي أتمه وانجزه ..وتعرف المعنى المراد من سياق الآية، وهنا سليمان يقول: أيكم ينجز لي ويتم عرش كعرشها بمثل ما وصفه الهدهد وذالك ليستقبلها به

وقال (قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) كونه علم انهم سياتوا، في دلالة ان سليمان لم يبعد من الوادي وليس كما قيل انها في اليمن وسليمان في الشام، وانه اوتي بالعرش في غمصة عين ،هذه ظنون ليست على لسان الكتاب القويم (قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ) وفي اللسان (عفريت) من جذر عفر بقال: امراة عفرية اي ذات دهاء ومكر.. ويقال: رجل عفريت اي رجل داهية ما اتى على امر الا حله.. ويقال ملكا اعفر اي ملك يساس بالدهاء والسياسة

-معنى (قبل أن يرتد إليك طرفك)

والعفريت هنا رجل من دهاة القوم وهو يقول انا اتمه لك وانجزه قبل ان تغادر هذا المكان، فالمقام هو محل الاقامة في اللسان،(قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ) اي قبل ان تغادر مكانك ..وسليمان لن يغادر جانب الوادي الا بحضور الملكة وقومها لذالك (قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) رجل عنده علم بالتوراة كون سليمان كان يحكم به، قال انا انجزه لك واتمه قبل ان (يرتد) في اللسان بمعنى يرجع وبعود قال (إِلَيْكَ طَرْفُكَ) يقال: من طرف الملك, اي قبل ان بعود اليك رسولك الذي بعثته من طرفك ويعني بالهدهد.

فالهدهد سيعود قبل الملكة وقومها لينبئ سليمان بقدومهم وكان ذالك العرض مناسبا وموافقا لسليمان عليه السلام (فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ) اي العرش والاستقرار يلزمه قرار في الارض ،اي انه انجز بمعية اهل رجال سليمان وكانوا يعملون باستشارة من لديه علم الكتاب والعرش هو كالخيمة العاجية وغالبا يكون مقببا (قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا) اي اجعلوا عرشها الذي في الوادي مقابل هذا العرش نكره

-دلالات العرش وآياته الظاهرة والباطنة

كون عرشها يظهر ان فيه دلالات ورموز وثنية من الخارج وهذا العرش جعلوا فيه دلالات لعبادة الواحد الاحد لذالك قال (نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ) اي تهتدي الى الله سبحانه ام لا تهتدي (فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ) قبل دخوله اي من الخارج (قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ) اي يشبهه ولكن لم تكن فيه رموز ودلالات للشمس بقدر ماكانت دلالات تشير للتوحيد قال (وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ) كون من صنع العرش هو رجل عنده علم من الكتاب، وصدها عن دلالات التوحيد في ظاهر العرش كفرها كما قال (وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ) اي لم تفهم دلالاته واياته ظاهرا وهي تنظره من الخارج (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ) الصرح معنى متعدد وهنا يعني به ارضية الدار وصحنها يفال صرح الدار اي صحنها وليس البناء العال، فالمعنى في السياق واضح بدليل (فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا) قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ)  اي دخلت صرح الدار الصحن الاملس الممرد ويظهر انه تم انشائه على بركة ماء لذالك حسبته لجة لشفافيته وانسيابه فكشفت عن ساقيها

-إسلام الملكة

والعرش هو البناء المقبب فوق الصرح الممر واثناء دخولها ظهرت لها الشمس منعكسه من شغاف العرش بالماء تحت العرش وتلك رسالة ان الله سبحانه وتعالى (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) وان الشمس والقمر مسخرات من تحت العرش كما قال سبحانه (اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) اي ان تلك المخلوقات التي تعبدونها ماهي الا مسخرات بامره من تحت عرش الملك لذالك (قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) وفهمت دلالة الرسالة الباطنه للعرش والله اعلم.

فيديو مقال (وادي النمل) القصة التي تروى بعد..

 

https://youtu.be/2Et147Zl0Ug

أضف تعليقك هنا