إيّاك والنقد الآثم

بقلم: محمد البستاوي

من الناس من يساعد ويساند ومنهم من يهاجم ويحارب بلا سبب ، ففي الغرب يُسَاعِدُون ويدعمون الفاشل حتى ينجح ، وفي شرقنا يحاربون الناجح حتى يفشل، عبارة جميلة تمثل واقعًا مؤسفًا ومؤلماً نَحْياه نحن العرب ، هَذه المقولةُ الحقَّة المتمثلة في مجالات أعمالنا المختلفة ولها الكثير من الشواهد لا مجال لذكرها، فالناجح تتم محاربته والهجوم عليه بلا أسباب مقنعة أو آراء موضوعية ، وما هذا كله إلا ليتوقف أو يسقط ويتخلى عن نجاحاته مع محاولات كثيرة لإبعاده عن أفكاره أو مشاريعه ، فلا تشجيع أو تحفيز إلا من القليل.

فنوايا الكثير  تجاهك لا تحمل إلا علامات استفهام مفادها ماذا يريدون؟ ولم يهاجمون؟ ، فلا تحمل إلا كل ما يُثَبِّطُ الهمم ويُنزلك من أعلى القمم ، ويضعف النفوس ، ويحبط العقول ، وينزلها من الذرى إلى الثرى.

كن كالصخور الصلدة لا تؤثر فيها الرياح العاتية

ولكن صديقي الناجح ليس من الحنكة أو الذكاء التوقف عند آراء هؤلاء، فلا تجعل كلامهم صخرة في طريقك بل اجعله جسراً نحو المزيد من العمل والتقدم للإمام. كن كالصخور الصلدة لا تؤثر فيها الرياح العاتية ولا تحركها شبراً من مكانها، كن كالأعماق الثابتة الراسخة لا تؤثر فيها الأمواج المتلاطمة، فلا تلق بالاً  لهم ولا  لكلامهم ، واجعل من أحجار العثرات سُلَّمَا لتحقيق النجاحات، ولا تهتم بما يقولون فهم يقولون ولا يفعلون، يحبطون ولا يحفزون، ينتقدون ولا ينجزون، فما بالك بهم أيها الناجح؟  دعهم يلهثون.

طوّر من نفسك واستمر  وثابر

ارسم أحلامك وخطط لها، طوّر من نفسك واستمر  وثابر فما زلت تملك الكثير لنفسك ولغيرك، صحح أخطاءك وراجعها باستمرار، وعندما تنتهي من هدف عليك بالثاني والثالث، وإذا لاقيت  أحدهم في طريقك فلا تسمع له أو كما قيل فإن لديك أذنين اسمع من واحدة والثانية تعرف ما تفعله مع هذا الصنف من النقَّاد.

إيجابيات النقد البنّاء

فما عليك إلا بالكلام الخالص النية من أصحاب النقد البناء الذين يوجهون ويدعمون، يعلمونك بالأخطاء وطريقة معالجتها وما أقلهم بيننا!! فالنقد البنّاء ليس عيبًا بل مطلوب ومُهم جدًا وأثره عظيم في تنمية الأفكار، فهو عينٌ ثانية تري من خلالها بعض الأمور الغامضة عليك أو المحجوبة عنك، ذلك النقدُ الذي يصحح ولا يجرح الذي يشجع ولا يحبط.

ونِـهايةً عليكَ بأنك تكون قويًا صَلدًا في وجه هؤلاء المحبطين، وتذكر دومًا أن نقدَهم ما هو إلا نقد آثِم باطنه شر وحقد، فمهما قدمت لهم أو حققت من نجاحات فلن تنالَ رضَاهم، فَلِمَ تُتْعِبُ حالَك وتعطيهم قدرًا لا يستحقونه؟ فالتجاهلُ وعدم الإصغاء لهم هو الرد الكافي والدواء الشّافي ، وأخيراً لا تنس أن تكتب على جدارك  ( يا جبل ما يهزك ريح).

بقلم: محمد البستاوي

 

أضف تعليقك هنا