تعرف أكثر على مرض البهاق

بقلم: نسمة شلبي

ما البهاق؟

مرض البهاق هو حالة مرضية تصيب الجلد، ويحدث نتيجة خلل في إنتاج الخلايا الصبغية المسؤولة عن اللون المميز للجلد، فيفقد الجلد لونه وتظهر بقع فاتحة اللون في الأماكن المتضررة من الجسم. يصيب المرض الجلد بمختلف ألوانه، لكنه يظهر بوضوح لدى أصحاب البشرة السمراء والداكنة، ويعد الوجه والكفان والقدمان هي المناطق الأكثر تضررًا، ولكن هذا لا يمنع إصابة المناطق الأخرى بالجسم.

أسباب البهاق

غير معروف حتى الآن السبب الفعلي للإصابة بالبهاق، ومع ذلك يُرجع معظم العلماء والباحثون السبب الرئيسي في الإصابة بالمرض لحدوث خلل مناعي؛ إذ يهاجم جهاز المناعة الخلايا الصبغية بالجلد أو الشعر أو الأغشية المخاطية،  ويُؤثرعلى عملها أو يدمرها، فيعطّل إنتاج الميلانين ويؤدي إلى ظهور بقع بيضاء أو فاتحة اللون. هناك بعض الأبحاث تشير إلى وجود عوامل مساعدة تساهم في ظهور المرض وهي كالتالي: 

  • الحروق الجلدية الناتجة عن أشعة الشمس الشديدة تؤثر على عمل الخلايا الصبغية بالجلد.

  • التعامل المباشر مع بعض المواد الكيميائية أو المواد عالية السُمية قد يسبب ظهور المرض.

  • الوقوع تحت ضغط شديد لفترات طويلة وبصورة مستمرة (سوء الحالة النفسية) قد يؤدي لظهور المرض. 

هل مرض البهاق وراثي؟

لا يوجد دليل على أن مرض البهاق وراثي ومع ذلك، فإن إصابة أحد أفراد العائلة بالبهاق أو مرض مناعي آخر؛ يزيد من فرص الإصابة بالمرض. كما أشارت الدراسات إلى أن ما يقارب عشرين بالمائة من مرضى البهاق، مصابون في الأصل بمرض مناعي آخر. 

أمثلة لبعض الأمراض المناعية التي قد يرافقها الإصابة بالبهاق:

  • مرض الصدفية. 

  • مرض الذئبة.

  • مرض السكر من النوع الأول.

  • مرض الروماتويد.

  • مرض أديسون. 

أعراض البهاق

تظهر أعراض البهاق كالتالي: 

١- بقع بيضاء أو فاتحة اللون تظهر في أجزاء الجسم المختلفة مثل: الوجه والكفين والقدمين والذراعين، وقد تظهر أيضا حول الفم والعينين وفي الأذنين.

٢- الغشاء المخاطي المبطن للفم والأنف والشفاه، يفقد لونه أو يتحول إلى لون فاتح.

٣- يفقد الشعر لونه ويصبح أبيض أو رمادي اللون، وهذا التأثير لا ينطبق على شعر الرأس فقط، ولكنه يشمل الحواجب والرموش وشعر الجسم. 

مضاعفات البهاق

تُعد المضاعفات النفسية للمرض من أخطر المضاعفات على المريض، فهي تؤثر بشكل سلبي على حياته الشخصية والعملية، وعلاقاته بالآخرين. كما تؤدي إلى نتائج عكسية تسبب تأخر الشفاء من المرض.

يُعاني مريض البهاق صعوبة في التعامل مع المجتمع ويشعر بحالة من الرفض لنفسه وشكله، ويميل للعزلة والبعد عن أي نشاط اجتماعي؛ خوفًا من التعرض للتنمر بسبب اختلاف شكله، أو تجنب الناس لمسه أو مصافحته؛ خوفًا من العدوى؛ ظنًا منهم أنه مرض جلدي مُعدي. 

أما عن المضاعفات العضوية فهي كالتالي:

  • الإصابة بحروق جلدية في حال التعرض للشمس فترات طويلة في وقت الذروة، ولذلك يُوصي الأطباء بضرورة استخدام كريم واقي من أشعة الشمس؛ لحماية الجلد من الاحتراق. 

  • التهاب العين. 

  • التهاب الأذن الذي قد يصل إلى فقدان السمع في بعض الأحيان. 

أنواع البهاق

البهاق له أنواع متعددة، تختلف حسب أماكن ظهور البقع وانتشارها على سطح الجلد.

  • البهاق المتماثل (المعمم) وفيه تظهر البقع البيضاء بشكل متماثل على جانبي الجسم، مثل: الركبتين أو الذراعين أو القدمين… وهو الشكل الأكثر انتشارًا للبهاق. 

  • البهاق الجزئي (بهاق الجانب الواحد) وفيه تظهر البقع البيضاء في جانب واحد فقط من الجسم، مثل: الكتف الأيمن والكوع الأيمن واليد اليمنى. وقد تظهر البقع البيضاء في مكان واحد فقط، مثل: الوجه فقط أو اليد فقط.

  • بهاق الوجه والأطراف، يصيب هذا النوع من البهاق الوجه واليدين، وفيه تظهر أيضا البقع البيضاء حول العين والفم والأنف والأذن. 

  • البهاق البؤري تكون فيه البقع صغيرة وتتواجد في مناطق محددة بالجسم.

  • البهاق ثلاثي الصبغة تظهر فيه البقع بثلاثة ألوان (في المنتصف بقعة بيضاء تحيط بها بقعة فاتحة اللون تليها بقعة بلون الجلد الأصلي). 

  • البهاق الشامل وهو نوع نادر من أنواع البهاق يغطي فيه اللون الأبيض معظم سطح الجلد.  

كيف يشخص الطبيب البهاق؟

الفحص السريري هو الطريقة المُثلى في تشخيص البهاق؛ إذ يستخدم الطبيب الاشعة فوق البنفسجية -لفحص البقع البيضاء على سطح الجلد- والتي تجعل الخلايا المصابة بالبهاق تضيء بلون معين وهو ما يميز به الطبيب بين البهاق والحالات المرضية الأخرى التي تظهر بنفس الشكل على سطح الجلد.

أيضًا سوف يستعلم الطبيب عن التاريخ المرضي لمريض البهاق وذلك بسؤاله عن الآتي:

  • هل هو مصاب بمرض مناعي آخر؟  

  • هل أصيب بحروق جلدية مؤخرًا نتيجة التعرض لأشعة الشمس الحارقة بشكل مباشر؟  

  • هل يعاني أحد أفراد عائلته مرض البهاق أو مرض مناعي آخر؟ 

علاج البهاق

الحصول على لون موحد للجلد هو الهدف الأساسي من العلاج، لكي يظهر المريض بشكل طبيعي ويستطيع التعايش والاندماج وسط المجتمع. 

ويتحقق هذا الهدف إما باستعادة اللون الأصلي للجلد، أو إزالة ما تبقى منه ويصبح لون الجلد هو الأبيض، ويعتمد ذلك على شدة الإصابة وأماكن البقع البيضاء، ومدى انتشارها على سطح الجلد. 

تنقسم أنواع العلاج إلى: 

  • علاج دوائي باستخدام الكريمات الموضعية المضادة للالتهاب (كورتيكوستيرويد) يساهم في القضاء على البقع البيضاء واستعادة لون الجلد الأصلي.

  • علاج ضوئي باستخدام الأشعة فوق البنفسجية لتقليص حجم البقع البيضاء والقضاء عليها.

  • العلاج الجراحي، يلجأ إليه الطبيب في حالة فشل العلاج الدوائي والعلاج الضوئي في تحسين شكل الجلد. والعلاج الجراحي يشمل ترقيع الأجزاء المصابة من الجلد باستخدام جلد سليم من أماكن أخرى من الجسم، أو زراعة الخلايا الصبغية في المناطق التي زال لونها. 

هذا وينصح الأطباء باستخدام واقي الشمس قبل التعرض لأشعة الشمس المباشرة؛ إذ يصبح الجلد عديم الصبغة شديد الحساسية وقد يتعرض للاحتراق. 

المصادر

بقلم: نسمة شلبي

 

أضف تعليقك هنا