دع نفسك من الآخر

بقلم: هناء بنواحي

اتدري يا صفية كم من واحد منا يحرص على نظرة الاخر وكيف ينظر إليه الآخر سؤال من هو هذا الآخر وهل الآخر يمثلني ويعكس وجودي؟ وهل ينفي وجودي إذا لم أرضيه ويرضيني؟ بالطبع لا.

لماذا ذلك الآخر يعظم نفسه ويجرد الآخر من عظمته؟

بالنسبة لي الغير هو ذلك الشخص الغربب عني الذي لا يمثلني بالمرة ولا تعنيني نظراته ولا حتى احاديثه من هو هذا الاخر الذي يجعلك تنظر الى نفسك وكأنك العدم لماذا ذلك الاخر يعظم نفسه ويجرد الاخر من عظمته صدقوني لا احد احسن من الاخر فقط هي ارزاق قسمت بين العباد لغاية معينة ولحكمة إلاهية نجهل معناها وفحواها وتنافي دائرة المنطق.

الحكم على الآخرين

نحن البشر طغاة ننظر لمن مسهم الضر وكأنهم هم من اختاروا ذلك أو أنهم مذنبين وأن الله يعاقبهم بذنوبهم رغم أنهم ليسوا لهم يد حين كانت أجزاء لا تعد ولا تحصى من اطوار حياتهم تدون في اللوح المحفوظ هكذا تنظر الأغلبية لمن لم ينصفهم القدر لكن يختلف الأمر اذا ما اصاب البلاء العظماء فهو ببساطة مجرد قضاء وقدر ومقدر ومكتوب ولا هروب من قضاء الله هنا يتحول البلاء إلى قدر لا أقل ولا أكثر لكن حين يمسس الضر الضعفاء فهو ذنب عن أي ذنب تتحدثون وعن أي اثم وقواهم معلولة سلفا وحظهم لم يدون بعد في العالم الأخر هذه هي الحقيقة المرة وبعدها يحدثونك عن القيم والتأخي وهم بيوتهم لا تفتح إلا في وجه ذوي المصالح حتى ولو ارتكبوا أخطأءا لا تغتفر.

لم أعد أهتم بالآخرين

لذلك ما عدت أهتم بالآخرين ولا أبالي بالمرة بهم لأنهم يتغيرون حسب أهوائهم ومصالحهم فهذه الأخيرة هي من تحرك الكثير فالأغلبية المطلقة تصادق ذوي المصالح لذلك ما عدت أهتم بنظرة الأخر وكلامه الأرعن وأصبحت انظر إلى نفسي وكأنني العالم بأكمله ملكة نفسي ولا انتظر من الاخر ان يعظمني فعظمته وثنائه لا يعنيان بالمرة وحتى ذلك الكلام الأرعن لا أبالي به حتى فأنا لا أبالي بالحمقى والمغرورين على الفراغ حبذا لو ينظرون إلى أنفسهم في المرآة قبل الحديث عن هذا وذاك نجاحي وفشلي لا يعني احد ولن يفقر احد ولن يغني احد فالله وحده هو من يتكلف بذلك وهو كفيل وحده بتدبر امر عبده

هناك من يعشق الذل والثناء وتعظيم هذا وذاك وهم لمصالحهم ساجدون وتناسوا نحن لله ساجدون الاخر حتى ولو كان جزء من هويتي وحياتي فهو يمثله نفسه ويعكس محيطه وتربيته ولن اغير هوية نفسي ليرضى عني.

لكل شخص نظرته في الحياة

انظروا كيفما تريدون فلكل نظرته في الحياة وتفسيراته وتأويلاته التي لا تنتهي وأحاديث لا تغير من واقع احد شيء لو كنا نطبق افواهنا ولو لمرة لتركنا الأخر على الاقل ينعم بسلام يكفي ما يتخبط فيه الاخر مادام ذلك الاخر بعيد عن دنيا حياتك ولم يعكر صفوها ولم يضف اي شيء في حياتك لما الاهتمام بالاخر ذلك الاهتمام الأرعن الذي يجعل من الاخر مجرد شيء لا اقل ولا اكثر كأن ذلك الاخر في سبات الكل ينصح الكل يناقش كفى الكل يهتم بنفسه وحين يطرق الاخر بابك اغلقه حينئذ في وجهه

خلاصة القول الأخر قيمته فيما يتعلق بحياته وليترك نصائحه لنفسه وحياته المستقبلية الذي لها هو لها جاهل فبعض النصائح لا تجدي نفعا ولا تغير من الواقع المعاش شيء ولن يهتدي بها سوى الغير نفسه الذي يمثل نفسه ونصائحه لا أحد اهتدى لطريق الحق بنصيحة ولا أحد فتحت له أبواب السماء بنصيحة ولا أحد شفي من مرض أو من إذمان ما بنصيحة أو غفرت له ذنوبه بنصيحة أحد

هل النصائح تفيد الآخؤين؟

نحن لا نعطي دروسا فالنصائح وفية لنفسها ولا تروي ظمأ عطشان ولا تفك دين مديون ولا تجبر خاطر مكسور ولا تغير أي شيء لذلك يكفي يا سادة من الحديث والنصائح فهذه الأخيرة بمثابة أداة تقتل الأخر من الداخل وأنتم في غفلة من أمركم كل واحد منا يمثل نفسه وله إرادة وأهلية ويدري ما يفعل جيدا النصائح  تنفع قبل الوقوع في المحظور أو ضيق معين او مصيبة ما   أما بعد وقوع في المصائب واشتداد الصعاب فالتدخل هنا واجب والنصائح لا تجدي نفعا

بقلم: هناء بنواحي

 

أضف تعليقك هنا