معايير الجمال صنعتها عقول بشرية

بقلم: امجاد الشهري

هل فعلاً أصبحنٌ النساء لا يرضون بجمالهِم مع تغيير معايير الجمال على مر العصور ؟ أصبحت ثقة النساء تنقص كلٌما تغيرت معايير مما أدى إلى حالة عدم الرضا والقبول وأصبحنَ يعانون من عللٍ نفسية أثرت على جوانب حياتِهم جميعها بشكل سلبي وإنما الأكثر خطورة يتوارثونها جيلاً بعد جيل.

سبب هوس الناس بالجمال

سؤل الفيلسوف اليوناني أرسطو ذات مرة عن سبب هوس الناس بالجمال ,فأجاب لا يسأل هذا السؤال إلا رجل أعمى ” , في حين رأى أبو الفلاسفة سقراط أن الجمال طاغية قصير الأجل “, أما الإغريقي ثاوفرسطس فقد عبر عنه قائلاً إن  الجمال مخادع لكنٌه صامت “.

تغيُّر معايير الجمال على مر القرون

وتغيرت معايير الجمال على مر القرون , في القرن 17 رسَم الفنان الإيطالي بيترو دا كورتونا إحدى أكثر اللوحات تعبيراً عن معاير الجمال الأنثوي في العصور الوسطى ,وفقالقاعدة بيانات الفنون والعمارة الأوربية , وهي “سبي نساء السابين ” وظهر النساء في الصورة يتمتعن َ بدرجة من البدانة التي كانت في تلك الفترة أبرز معايير الجمال الأنثوي ; فبدانة المرأة كانت علامة على خصوبة الجسد الأنثوي وصلاحيته للحمل والرضاعة , على عكس اليوم إذ تُعدُ دهون منطقة البطن علامة غير جمالية يجب شفطها ,

وفي القرن 18رَسم الرسام الفرنسي فرانسو أندريه فنسنت “بورتيه للآنسة دوبلانت “ظهرت فيها الآنسة دوبلانت تجلس أمام البيانو وهي ترتدي  شعرها المستعار والفستان المحبوك على الخصر عوضاً عن الأثواب الفضفاضة , كما تظهر أنحف من مثِيلاتها في القرنين السابقين ,فقد دفعت الثورة الصناعية النساء إلى خسارة الوزن بحكم العمل في المصانع حتى صار فقدان الوزن من معالم الجمال.

مقاييس الجمال في القرن 19

وفي القرن 19 قَدَم الرسام الفرنسي وليام أدولف بوجيرو لوحة “عبء لذيذ” (pleasant pardon) تظهر فيها فتاة مراهقة تحمل أختها الصغرى وتظهر الفتاتان ببشرةٍ شديدة البياض وملامح أوربية وكان الجسد الأنثوي الرخامي معيار جديد للجمال حيث تبدو النساء في اللوحات أقرب إلى منحوتات من العاج أو الرخام.

مقاييس الجمال في القرن 20

وفي القرن 20ظهرت معايير جمالية أكثر تركيزاً على جوهر المرأة وحالتها النفسية قدِم الرسام بابلو بيكاسو لوحة “بورتيه دوار مار ” نجد في لوحته أن الوجه الأنثوي يتحرر من أي معايير جمالية سابقة ; فقد سعت التكعيبٌية إلى إعادة تعريف الإنسان والأشياء من حوله بعيداً عن مفاهيم الجمال ومعاييره البرجوازية الرأسمالية الحداثية , أما في القرن 21 شهِد سطوة معايير نيوليبرالية بامتياز فالعلامات التجارية الآن أداة لتقييم معايير الجمال مثل الشفاه الممتلئة والرموش الصناعية وغيرها .

أرى أن بعضاً من شركات منتجات التجميل والعيادات التجميلية تُروج لهذه المعايير وتُضخمها بغير إنصاف لهدف مادي مما يؤدي إلى تقليل ثقة النساء بنفسهنَ وجعلهم يسعون لشراء هذه السلع .

بقلم: امجاد الشهري

 

أضف تعليقك هنا