الترك لترك

بقلم: هناء ينواحي

عندما تكثر أخطاء الآخرين يتلاشى التعلق بهم

أتشبت بمن يتشبت بي وبمن يحبني وأحبه وما تبقى أفلت يديه من دون حنين ولا رجعة ويصبح قابل للمحو  من الذاكرة وكأنني لا أعرفه بالمرة ولم يسبق لي أن التقيته يصبح في عداد الموتى المجهولين مجهولي الهوية فلا هوية لمن لا بصمة له في روحي وفي روحه، لست النوع الذي يعاتب هذا أو ذاك على تصرفاته فأنا أعاتب من يعنيني أمرهم لكن ليس على طول خط الحياة فالأخطاء حين تتكرر تصبح أفعالا مقصودة والأفعال المقصودة غير مبررة وليست شبيهة الأخطاء الغير عمدية فهذه الأخيرة نلتمس لها الأعذار ولها أسبابها ودوافعها لكن حين تتكرر فالقصد هنا ظاهر للعيان وحين يصبح كل شيء ظاهر التزم الصمت وأطبق فمي لبرهة من الزمان وأحيانا لشهور ولسنوات لكي لا أجرح نفسي أولا ولكي لا أفقد أعصابي فاللوم هنا لا خير يرجى منه وحتى الاعتذار نعتذر حين تكون أفعالنا غير مقصودة أما في القصد تنتفي الأعذار وتغيب الدلائل وتخرس الحقائق عن الكلام تصبح خرساء
لذلك فأنا النوع الذي يتبادل أطراف الحديث مع المخطئين وأتعامل معهم بحب وبسخاء وبكرم وبأدب إلا حين تأذن لي  نفسي بالانسحاب وأبدأ بسحب مشاعري واشتياقي وكل شيء جميل دواخل روحي ويحل محله الفتور والجفاء القاتل إلى حد التعالي والاشمئزاز فأنا هنا أكون إنسانة أخرى إنسانة لا تمت لهناء بأية صلة حينها روحي  تغادر من دون تبرير ومن دون أخذ إذن مسبق ومن دون سابق إنذار يدل على أنني سأغادر تغادر روحي وتبتعد من دون حنين ولا ذرف ولو دمعة فالدموع نتركها للقلوب البريئة وللأرواح الطيبة.

من يحبك لا يؤذيك

قاعدة كل شخص يؤلمك فهو لا يحبك فالذي يحبك بصدق يكون رفيقا بك وبمشاعرك وبخاطرك ومن يكسر خاطرك فهو لا يهواك فقط هو ادعاء باطل ولا أساس له من الصحة لأن المشاعر تفضح ما تسره خواطرنا وكل ما يصدر خلسة عن المشاعر وعن فلتات اللسان فهو صادق.

العديد والعديد يجبر خاطر محبيبه وخاطره ويكسر خواطر من حوله بكلمة بفعل وبأشياء عديدة وفي الأخير يخبرك أنه لم يقصد هنا القصد قصد لذلك تعلمت أن أدع الألم يؤلم نفسه ولا يؤلمني وأدوس عليه بقدمي ولا التفت إليه ومن دون حنين فنحن لا نحن للألم ولا لمن كانوا يوما ما جزءاً من الألم نفسه وخلاصة القول اعكس ما يسره الآخر في خواطره إن كان قربا فله ذلك وإن كان بعدا فله البعد فالارواح تعرف بعضها جيدا وما تخفيه الصدور تظهره المعاملة وتأكدوا أن من يؤذيك مرة قد يؤذيك الف مرة وفي كل مرة سيقدم اعتذرا أو لن يعتذر بالمرة فالاعتذار عند بعضهم يعد ضعف والمعاملة السيئة لا تمثل الا هوية الشخص وطباعه وتربيته ليس الا فمن اعتاد على السوء لا تنتظر منه الطيب ومنهم من تتقلب معاملته كتقلب اللأفئدة حسب المصلحة تارة يبتسم لك وما هو مبتسم سوى لمصلحته.

بقلم: هناء ينواحي

 

أضف تعليقك هنا