«دافوس»: الثقة وعام «محفوف بالمخاطر»

منتدى دافوس الاقتصادي العالمي 

«إعادة الثقة» شعار ضمن غيره من شعارات جوفاء، تمُر علينا كل عام في نفس التوقيت، في تقليد سنوي، عاجز أو عالق بين سياق جيوسياسية واقتصادية مُتخمة بعُقد مُنذ عقود، زادها من المرارة عدم احترام القوانين الدولية التي “مرمغت أو أهانتها” دولة الاحتلال مع تعدي الحرب في غزة يومها الـ100، واقتراب الحرب الروسية – الأوكرانية من عامها الثالث، وتفاقم الأوضاع الاقتصادية من تضخم وارتفاع الفائدة حتى وصلت الأمور لتوسيع رقعة الحرب بالبحر الأحمر وتعقُد سلاسل الإمداد العالمية، وتفاقم المشكلات التي تحدق بالعالم مستمرة في التوسع بالشرق الأوسط وأوروبا، ولا حل من قادة دول وحكومات ومسؤولي شركات عملاقة وكافة القطاعات الأخرى بمئات من أثرى أثرياء العالم، منهم أكثر من 60 من كبار الاقتصاديين على مستوى العالم، يحتمون 5 آلاف جندي وإغلاق المجال الجوي، وتكلفة 10 ملايين دولار حوّلت «دافوس» التي أسسها الاقتصادي الألماني كلاوس شواب في 1974، إلى قلعة محصّنة من الإجراءات الأمنية، يتوافدون لبحث ورسم السياسات الاقتصادية المُنهارة لمواجهة شبح الركود، وتنامي دور الذكاء الاصطناعي، وكذلك مناقشة أولويات صناع السياسات وقادة الأعمال بما حولها من عدم يقين ناجم عن الصراعات الجيوسياسية وظروف التمويل الصعبة والتأثير المدمر للذكاء الاصطناعي، وتحدي المعلومات المضلِّلة التي باتت تهدد سير الانتخابات في عام يتجه نصف سكان العالم فيه إلى صناديق الاقتراع، وكأنها وسيلة لمد الجسور بين العالم العربي والغرب كما بدأ منذ عام 1976، مناقضاً الواقع المعاش من الأحداث المؤلمة، بعدما أصبحت علاقات الغرب مع الدول العربية متوترة بعد الحرب العربية – الإسرائيلية عام 1973 والحظر النفطي الذي أعقبها، ليئن العالم الغربي فنظَّم على الفور المنتدى الندوة الأولى للتعاون التجاري العربي – الأوروبي في مونترو بسويسرا، بمشاركة مؤسسات عربية وأوروبية رائدة حتى يخرج من أزمته.

أيسعى منتدى دافوس لإحياء النمو الاقتصادي للعالم أجمع أم لنفسه فقط؟

إن مُساهمة المنتدى في دعم اقتصاد بلدة دافوس والمناطق المحيطة بها يساهم في رخائه ومن حولة من بلدان دون غيرها. فقد حقق المنتدى الاقتصادي العالمي إيرادات إجمالية قدرها 409 ملايين فرنك سويسري (478 مليون دولار)، دون تسجيل أي فائض فقد كان هناك إجماع واسع النطاق على أن أوروبا لن تحقق سوى نمو ضعيف أو ضعيف جداً، لتنمو غالبية الدول باعتدال أو أكثر كالصين والولايات المتحدة، بينما الأكثر إيجابية في جنوب آسيا وشرق آسيا والمحيط الهادي، حيث تتوقع أغلبية كبيرة للغاية نمواً معتدلاً على الأقل في عام 2024، رغم الدراسة المنفصلة التي خرجت من المنتدى الاقتصادي العالمي حول «جودة» النمو الاقتصادي في 107 اقتصادات، بأن غالبية البلدان تنمو بطرق ليست مُستدامة بيئياً ولا شاملة اجتماعياً.. وبالتالي فإعادة إحياء النمو العالمي ستكون ضرورية لمواجهة التحديات الرئيسية، لكن النمو وحده لا يكفي، ولابد من اطلاق حملة لتحديد نهج جديد للنمو ومساعدة صناع السياسات على موازنة ذلك مع الأولويات الاجتماعية والبيئية وغيرها.. وهو اقتراح من المنتدى نفسه قد يكن حلاً، وقد يُسهم في تحقيق المجالات الأربع الأساسية له من تحقيق الأمن والتعاون في عالم متصدع تضيع فيه الشعوب العربية والإفريقية، وتثمُنُ فيه أجساد هؤلاء.. وثانيها خلق النمو وفرص العمل لعصر جديد، في إطار تقنياتهم من الذكاء الاصطناعي والتقنيات التحويلية الأخرى، التي نجهل أغلبها، وقد فشلت حتى في إدارة القبة الحديدة الإسرائيلية في 7 أكتوبر الماضي، ورابعهم، استراتيجية طويلة المدى للمناخ والطبيعة والطاقة، هُم أصلاً لهم اليد العًليا في تفاقم أزمتها لا نحنُ!. والسؤال الذي نطرحهُ في تلك اللحظات كل مرة، هل سيُحقق المنتدى مأربهُ للعالم أم لنفسه هو؟..

فيديو مقال «دافوس»: الثقة وعام «محفوف بالمخاطر»

يساهم منتدى دفواس في دعم اقتصاد دافوس وما حولها ورخائه دون غيرها

https://cdn.pixabay.com/photo/2016/11/23/15/54/architecture-1853687_640.jpg

هل سيُحقق منتدى دافوس مأربهُ للعالم أم لنفسه هو؟

https://cdn.pixabay.com/photo/2016/08/16/09/53/international-conference-1597531_640.jpg

أضف تعليقك هنا