الإمام الشعراوي يُرهب مفيد فوزي

في عصر التطاول على الأئمه والرموز لم يعد غريبا أن نشاهد حوارا على الفضائيات بين الصحفي حمدي رزق والمحاور الشهير مفيد فوزي يتطرق فيه الكلام عن ذكريات الأخير مع الامام الراحل الشيخ الشعراوي رحمه الله وفي غضون ذلك يسأل حمدي رزق ذلك المفيد فوزي عن رأيه في الامام الراحل!

والمعروف أن مفيد فوزي مسيحي الديانه فلا ناقة له ولا جمل في تقييم علماء المسلمين، والمعتاد منه أيضا هو تخصصه في سرد ذكرياته مع صاحبه الموعود بالعذاب ليفشي أسراره الغراميه أو أسرار وفضائح النجمات الراحلات دون مراعاة لحرمة الموتى ولا لحياء الأحياء.

لكن أن يدلي برأيه في إمام من أئمة المسلمين هو إمام الدعاه في عصره ثم أن يكون هذا الرأي هو اتهام الامام الراحل العظيم بأنه خصب الأرض للجماعات الإرهابيه من بعده فذاك مما أثار العَجَبَ والغضب عند محبي الشيخ وأتباعه وكثير ماهم. وبالرغم من كوني واحدا من هؤلاء المحبين لفضيلة الإمام إلا أن هذا الإتهام البائس الباطل لم يُثِر عندي عجبا ولم يحدث غضبا فمن عرف السبب بطل عنده العجب وذهب عنه الغضب.

لماذا الخوف من توبة الراقصات؟

فالرجل بعد أن ألقى ذلك الإتهام أردف معللا أنه كان يرى الشيخ محرضا على حجاب الفنانات أي أن الشيخ في نظر مفيد فوزي رجل محرض على الفضيله فهو حتما في تلك الحاله يصير زارعا للإرهاب في نظره.

ولنفهم الأمر ببساطه لو أن شخصا يعمل خادما لراقصه يساعدها في ارتداء الحذاء وحمل المتاع وهو ما نسميه بالعامية المصريه”صبي العالمه” هب أن صبي العالمه هذا رأى شخصا صالحا يحض الراقصات على التوبه والإنابه حتى أن كلامه صار مؤثرا في بعضهن.

حتما في هذه الحاله فإن ذلكم الشخص الصالح سيكون إرهابيا من وجهة نظر صبي العالمه لأنه باختصار سيتسبب في توبة ولية نعمته مما يعني قطع رزقه وخراب بيته وهذا بمثابة إزهاق روحه وأرواح أمثاله ممن يعيشون ويتكسبون من عرق الراقصات. فإذا ما تذكرنا جميعا أن مفيد فوزي بالأساس ما هو إلا صحفي فني يعتمد في أكل عيشه على عرق الفنانات وصناعة النجوميه لهن ثم المشي بينهن بالنميمه والفضيحه فحتما سيزول عنا العجب ويذهب الغضب اذا ما سمعناه يتهم الشيخ الشعراوي بالإرهاب.

سؤال حمدي رزق المفخخ إلى مفيد فوزي

بيد أن ما أثار حفيظتي ليس تلك الترهات التي تفوه بها ذلك المفيد فوزي كما أوضحت آنفا، ولكنه ذلك السؤال المفخخ الخبيث الذي سأله إياه حمدي رزق فكان جوابه ذلك الإتهام البئيس. السؤال كان نصه قاصدا فضيلة الإمام ” أن البعض يختلف حوله والبعض يرى أنه زرع التطرف والبعض يرى أنه سلب العقول والبعض يرى أنه مهد الأرض وخصب الأرض لكل التيارات المتطرفه والبعض يرى أنه كان عالما مهما جدا وتاريخيا في تاريخ الحركه الاسلاميه!”.

والسؤال بداية يحمل ذات الإتهام في طياته ويقلب الحقائق رأسا على عقب فهو يسرد خمس أراء في الشيخ منها أربعة تتهمه بالإرهاب والتطرف وسلب العقول ورأي واحد ينصفه والمعلوم أن الشيخ قد أجمع معظم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها على اعتداله ووسطيته بل إن معظم الجماعات المتطرفه تتهمه في عقيدته وبينها وبين الشيخ ماصنع الحداد. ولكن يبدو أن دعاة الفضيله لا يُرهبون صبيان العوالم فحسب ولكنهم أيضا يرهبون الطبالين والزمارين.

وختاما رحم الله شيخنا الجليل فقد كان نموذجا لإرهاب أعداء الفضيله وهو إرهاب ممدوح بل هو واجب كإرهاب العدو الذي أمرنا الله به في كتابه فقال جل وعلا في سورة الأنفال :- (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ).

ولقد كانت قوة شيخنا التي أعدها متمثلة في قوة الحُجه وجمال المنطق وصدق الدعوه إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنه.

فيديو عن مقابلة الصحفي حمدي رزق مع مفيد فوزي والسؤال عن الإمام الشعراوي

أضف تعليقك هنا