لا تقرأ لتكتب !

لا تقرأ لتكتب ، الجمل البديعة الحقة هي تلك التي لا تكرر نفسها ، وانما هي وليدة الفكرة والكيان الذي يكتبها ، لا يوجد اثنين متشابهين ، لكن قراءتك الاخرين تجعل من حروفك نسخاً منهم ، وهذا هو الانتقاص الحق لبشريتك ..!

القراءة والتأمل والكتابة

هذا هو عامي الحادي عشر الذ ي أمارس فيه الكتابة ممارسة عامة على الملأ ، ويبدو غريباً أن أقول أنني عزفت عن القراءة في أول سبع سنوات ، كنت أكتب ما يمليه عليّ عقلي ومشاهداتي فقط ، من وحي افكاري ومعتقداتي بصياغة أدبية حسبما تذهب بي فطتني الفصحى ، وغريباً أن أقول هذا لكنني قلته.

حين كنت أرد ببعض الاجابات السرمدية عن قراءاتي حين أسأل عنها خشية أن ينتقصني هذا ، لأنه من السائد لدينا أن من لا يقرأ من المحال أن يكون كاتباً أو أديباً فذاً ، لكن الحقيقة تقول غير هذا ، يوجد ملايين الكتّاب حول العالم ، من كل اللغات والثقافات والأعمار ، لكن قلة من يبرزون كنجم ، ويُعزى هذا لما تبدو عليه صياغة كلماته وقوة تعبراته و ألافكاره التي لم يسبقه اليها أحد ، وليس السر في هذا هو جودة اللغة أو اتقان المهارات النحوية والأدبية والبلاغية ، الأمر برمته يرمي في مصب واحد ، أن تفكر بطريقتك الخاصة ، بعيداً عما تمليه عليك أدمغة الآخرين.

ويأتي التساؤل الكبير وهو لماذا نفني أعمارنا في القراءة اذا ؟!

ان كان هدف المرء من القراءة أن يكتب ، فلن يصل أبداً ، إن كان هدفه من القراءة أن يربح السباق المارثوني للكم لا للكيف فلن يصل أبداً.

ما جُعلت القراءة الا لتوسيع الآفاق وتصفية الذهن والانتقال لعوالم غير التي تحدك فيها الأبنية والشوارع وبضع أميال ، هي السبيل لترى ما لا تراه ، وتسمع ما لم تسمعه ، وتصل حيث لا يمكن أن تصل..

كيف تصبح كاتبا مميزا؟

فان كنت تقرأ لتتعلم الأسلوب الأدبي ، فاني أنصحك أن تقرأ الكتب النحوية والبلاغية لتتعلم كيفية الكتابة وصياغة الجمل ، لأن من يقرأ لأجل أن يصيغ جمله بصورة مشابهه فهو يجري إلى الهاوية ، لا يوجد اثنين لهما نفس الاسلوب أو الأدبيات ، القراءة – وحدها – لا تصنع كاتباً مميزاً ، التأمل هو ما يصنعه !

اننا نسير في الحياة لكي نصقل أنفسنا ، نتفقد الطرق كلها لنجد طريقنا الخاص ، نكتسب الخبرات والمهارات ، لتصير هذه النفس التي هي “أنت ” براقة بما يكفي لكي لا تشبه الا نفسها ..!

لا نحتاج نسخاً من الآخرين ، في الأرض ما يكفي من الأشباه ..!

فيديو لا تقرأ لتكتب !

أضف تعليقك هنا

نورهان عزت

تابعني على شبكات التواصل الإجتماعي