انتخابات الصحفيين المصريين، وعود وشعارات – نقابة الصحفيين في مصر

وعود براقة.. تداعب العواطف والجيوب.. تصعد بأحلامك لعَنان السماء.. وما إن ينتهي مولد “الانتخابات نقابة الصحفيين”.. حتى تفيق من الحلم على كابوس الواقع.

تتبخر وعود الزملاء.. وتنكشف وجوههم ووعودهم أمام مِرآة الحقيقة.. وتنقلب “سِحنة” هؤلاء الودودين قبل الانتخابات.. لتصبح “وجوها كالحة”.. يقابلونك في طُرقات العمل.. وفي دواوين المصادر وكأنهم لا يعرفونك.. ينكرون عليك زمالتهم.. يَنفِرون منك وكأنك سبب بلائهم!

لا أتعجب من أفعال الكثيرين منهم.. فمن لم يقدم بُرهانا على رغبته في خدمة زملائه قبل النزول لمِضمار المعركة الانتخابية، فلا تؤمِّلْ عطاءَه.. هو فقط يبحث عن الوَجاهة.

مواصفات عدد من المترشحين

بعضهم حاز هذه الوجاهة من قبلُ مُمثلةً في عضويته بمجلس إدارة، أو جمعية عمومية، أو توليه مسؤولية في سُلم مناصب التحرير، ولكنه لم يقدِّم شيئا.. ربما إذا راجعتَ تاريخه في صحيفته.. لشكَا لك زملاؤه مُر الشكوى.. وإذا راجعت تاريخه المهني لوجدته مُلوّثا بكل المُوبقات، التي نهى عنها ميثاق الشرف الصحفي.

تستمع لبعضهم وهو منتشٍ يخاطبك من برجه العَاجي أمام شاشات الفضائيات، فتظن أنه ذلك المنقذ القادم من بعيد، وهو في الحقيقة لم يسبق أن قدم يدَ العَون لزملاء عمله.. ولم يقف بجوارهم في مصائبهم المتتالية.. بدايةً من استغلاله لسنوات تحت مسمًى بغيض السمعة محرر “تحت التدريب”.. ذُقنا بسببه مَرارة العيش لسنوات “عِجاف”.. مرت على الكثيرين منّا.. إلا قلة من الفئة المحظوظة، التي تَعرِف من أين تُؤكل الكتِف.. فهؤلاء مرّوا مرورَ الكرام على سلم سنوات التدريب، ليصعدوا سريعا.. وما إن تنتهي سنوات التدريب، حتى ندخل في أزمات تأخُّرِ الرواتب وتخفيضِها، والفصل التعسفي، دون أن تَسمعَ لبعض هؤلاء كلمةَ حق.

فما بالكم.. ماذا سيفعل هؤلاء عندما يصبحون ممثلين لجموع الصحفيين؟!

عندما تتفحّص برامج بعض الزملاء المرشحين، لا تندهش من المستوى الذي وصلنا إليه في التفكير، ومخاطبة العقول.. وسأسرد هنا بعضا من هذه البرامج دون ذكر أسماء أصحابها:

برامج انتخابات الصحفيين المصريين

أولا: إقرار كادر للصحفيين يضمن حدا أدنى للأجور بقيمة “5 آلاف جنيه”

إقرار كادر للصحفيين يضمن حدا أدنى للأجور بقيمة “5 آلاف جنيه”، وهو الأمر الذي حصل الزميل “مصطفى عبيدو، الصحفي بجريدة الجمهورية، على حكم من القضاء الإداري به، ولم ينفذ حتى الآن”!

ومن ثَم، فليس من الواجب والصحيح على الزملاء المرشحين الإشارة إليه دون ذكر صاحب الحكم، وهو خطأ وقع فيه عدد كبير منهم، بل إن أحدهم لم يتفضّل علينا بوضع آلية لتنفيذ هذا الحكم، وخطوات واضحة ومحددة، ولكن -للأسف- كما نردد دوما “إنه الهَري”.. ومداعبة الأحلام لدى فئة قد لا تكون قد قرأت، أو تابعت التصريحات الحكومية، والوضع الاقتصادي.

ثانيا: تذاكر مخفضة في “المترو والقطارات”

تذاكر مخفضة في “المترو والقطارات”، وهو الأمر الذي ألغته وزَارة النقل تماما للصحفيين، ولن تعيده، ومن ثم فهو كلام غير دقيق، ومن غير اللائق بصحفي مرشح لعضوية النقابة، أن يضع بندا في برنامجه دون النظر لما حدث على أرض الواقع، ولكنه كما يقول البعض في اللغة الدارجة “عبّيلُه وادّيلُه”..

ثالثا: إنشاء مكتب للتوثيق العقاري

إنشاء مكتب للتوثيق العقاري، وغيرها من خدمات السجل المدني، وهي بعضها موجود بالفعل، ولا أعرف إذا كان بعض الزملاء المرشحين قد شرّفوا النقابة بزيارة سريعة قبل قرار الترشح، أم أنهم اكتفوا بتوقيع استمارة الترشح فقط، فليس لديهم من الوقت ما يتيح لهم التعرف على الخدمات الموجودة بالفعل!

رابعا: نحن مرشحون بدون برامج.. وسنفوز بالحب

رفع بعض الزملاء شعارا عظيما “نحن مرشحون بدون برامج.. وسنفوز بالحب”؛ لأن أولئك الذين طلبوا منهم الترشح وعدوهم بالمساندة، ولكن حال فوزهم بالانتخابات.

خامسا: “جارٍ الاتفاق”

بعض المرشحين تضمنت برامجهم عبارة “جارٍ الاتفاق” في غالبية بنود برنامجه.

سادسا: “تكريم أبناء الصحفيين”

بعض المرشحين تضمن برنامجه أيضا “تكريم أبناء الصحفيين”، وكأن هذا الأمر يحتاج منا أن ننتخبه للقيام بهذا الأمر وفقط.

سابعا: منفذ بيع للسلع الاستهلاكية

تخصيص منفذ بيع للسلع الاستهلاكية.. البعض رأى أن يكون المنفذ تابعا للقوات المسلحة، وآخرون يرون أن يكون تابعا لوزارة التموين، وهو ما يعكس حجم المعاناة التي وصل إليها الجميعُ.

البنود التي ساقها الزملاء للتدليل على أحقيتهم بنيل العضوية كثيرة، ولكن سأكتفي بهذا القدْر من البرامج التي حَمَلت شعارات خافتة، ووعودا كثيرة، وآليات للتنفيذ غائبة.

فيديو انتخابات الصحفيين المصريين، وعود وشعارات – نقابة الصحفيين في مصر

أضف تعليقك هنا