الشدة المستنصرية

نهار خارجى : حر اغسطس القاتل ، الشارع الصغير المترب الخالى من البشر فى مثل هذا الوقت معادا هذا الكلب البائس الذى أنهكه الجوع والعطش يستشعر الخطر بحاسته لا يرى ماهو هذا الخطر لكنه يراه يقترب يلتفت حوله يمين وشمال بسرعه ويتوتر لاقتراب الخطر المجهول منه ، وفجاءة تنقض عليه شبكه صياد كبيره وتمسكه هذه الايادى الكثيره واطلت عليه وجوه من يدعون انهم بشر الا انهم انهكهم الجوع والعطش ، وبدات الايادى تحاول ان تتلقف هذا الكلب وان يتخطفوه من بعضهم البعض ، وهو البائس الحزين لا يمتلك الا نباحه واستغاثته المنهكه وهنا ويظهر شخص قوى البنيه يمسك هذا البائس من عنقه ويضربه ضربه سيف واحده يجز عنقه ويبدا الجمع فى الاشتراك فى تجهيز هذا الكلب المسكين للاكل وتوزيع لحومه بينهم !!!
ايوا الى قريته فوق ده مش خيال علمي او فيلم زومبى مقرق ده للاسف واقع مصرى خالص عاشته مصر فى عصر من عصورها ايه القصه دى وايه الى حصل لده ؟؟؟
البداية ..فى القرن الخامس الهجري فى حكم الدوله الفاطميه بداء فجاءة منسوب النيل فى الانخفاض ولأننا بلد زراعى فى الاصل وتعتمد على النيل اعتماد كبير ساعتها بدأت المحاصيل الزراعية تختفى وكمان الاراضى بدأت تتحول لاراضى صحراويه وبداء الفلاحين يسيبوا ارضيهم طب واستمر الحال ده قد ايه ياترى ؟ استمر الحال ده سبع سنين ايوا سبع سنين مفيش نيل تقريبا ولازراعه ولا محاصيل!!! طب الناس وصلت لايه بسبب الظروف المهببه دى اقولك انا وصلوا إليه وصلوا لانهم طبعا مفيش محصيل زراعيه زى القمح والدقيق وبداء الناس يسرقوا من بعض الى يسرق الخبز من فوق الرؤس والى يخطف منك اكلك يعنى حضرتك رايح تشترى عيش تلاقى واحد اخد عيشك وجرى ، كمان بداء الناس من شده الجوع ياكلوا القطط والكلاب ده حتى كان فيه وزير رايح يحقق فى حادثه راحوا سرقوا منه البغله بتاعته واكلوها ده الخليفه نفسه الى كان اسمه المستنصر الى حكم ساعتها ستين عام وكان حكمه مذدهر قبل هذه الازمه ( وليها قصه تانيه ان شاء الله ) راح يبيع رخام مقابر أسلافه لسد الجوع , ياساتر يارب ايه ده هو فيه كده ? لا اصبر التقيل وراء لسه ،،  بداء الشعب المصري تظهر عبقريته ويخترع خطاطيف وكلاكيب ويقفوا فوق الاسطح ويخطفوا البشر احياء كأنهم سمك فى مياه وياكلوهم عادى خالص ، وانخفض المعدل البشرى لاقصى عدد ليه فى تاريخ مصر كلها وقيل إنه مات مليون وستمائة ألف واحد فى الازمه دى وانتشرت الاوبئه والامراض، ونزل الجنود بيحاولوا يزرعوا الأرض بعد أن هلك الفلاحون وتفشت طبعا السرقات وانعدم الأمن نهائيا ، ومن الامثله للغلاء والبلاء ان كان ممكن حد يبيع عشر قراريط من أرضه مقابل بيضه فرخه اه والله مقابل بيضه !!!! ، حتى أن فيه حد باع داره الى كانت تساوى تسعمائه دينار باعها بتسعين بس واشترى بيهم حبه دقيق ، وبداء الناس فى اكل الجيفه والميته ، ده الكلاب والقطط يا مؤمن كانت بتتباع بخمس دنانير للاكل ? وقيل ان الكلب من دول  ممكن يدخل البيت فيأكل الطفل الصغير وأبوه وامه ينظران إليه فلا يستطيعان النهوض لدفعه عن ولدهما من شدة الجوع والضعف الى تملكهم ، ثم اشتد الأمر حتى صار الرجل يأخذ ابن جاره ويذبحه ويأكله ولا ينكر ذلك عليه أحد من الناس، وصار البقاء للاقوى فقط ،، وقيل: إنه كان فيه حارة تعرف بحارة الطبق، وهي معروفة بمدينة الفسطاط، كان فيها عشرون بيت كل بيت يساوي ألف دينار، فأبيعت كلها بطبق خبز، كل دار برغيف، فتسمت بعد كده بحارة الطبق !!!! ويروي المقريزي أن سيدة غنية من نساء القاهرة تالمت لبكاء أطفالها الصغار وهم يبكون من الجوع فلجأت إلى شكمجية مجواهرتها وأخذت تقلب ما فيها من مجوهرات ومصوغات ثم تتحسر لأنها تمتلك ثروة طائلة ولا تستطيع شراء رغيف واحد. فاختارت عقداً غالى من اللؤلؤ تزيد قيمته على ألف دينار، وخرجت تلف أسواق القاهرة والفسطاط ملقتش من يشتريه. وأخيرا عرفت تقنع احد التجار بشرائه مقابل كيس من الدقيق, واستأجرت بعض الحمالين لنقل الكيس إلى بيتها، ولكن يدوبك لسه هتمشى خطوه واحده حتى هجم جحافل الجياع، فاغتصبوا الدقيق، وجريوا بيه وساعتها لم تجد مفرا من أن تزاحمهم حتى انها اختطفت لنفسها حبه دقيق وعكفت على عجن حبه الدقيق دول وصنعت منها اقراص صغيره وخبزتها ثم أخفتها فى ملابسها !!!!! وافتقر الخليفة المستنصر نفسه وباع كل ما يملك حتى لم يبق له إلا سجادة تحته وقبقاب في رجله. وطبعا زاد السطو المسلح والعصابات والقتل وبداء الولاه والأمراء فى الاستقلال بامارتهم ودخلت الخلافه فى مرحله انيهار واسعه
طب الحل ايه للخروج من الازمه دى ؟؟
لم يكن أمام الخليفة المستنصر بالله للخروج من هذه الأزمة الصعبه سوى الاستعانة بقوة عسكرية قادرة على فرض النظام، وإعادة الهدوء والاستقرار إلى الدولة التي مزقتها الفتن وثورات الجند، وتمرد المقاطعات فاتصل ببدر الجمالي والى عكا سنة 466هـ، وطلب منه القدوم لإصلاح حال البلاد، فوافق ، واشترط عليه أن لا يأتي إلا ومعه رجاله، ومن يختاره من عسكر الشام (أرمن)، ليبدلهم بالجنود الأتراك والمغاربة والسودانيين الموجودين بمصر.
وما إن جاء الحج بدر الجمالي مدينة القاهرة حتى تخلص من قادة الفتنة ودعاة الثورة على الخليفه المستنصر ، وبدأ في إعادة النظام إلى القاهرة وفرض الأمن والسكينه اولا لان فرض الأمن اولا اهم شئ لأى استقرار اخر ، وامتدت يده إلى بقية أقاليم مصر فأعاد إليها الهدوء والاستقرار، وتعامل بقسوه مع اى حد بيخرج عن النظام ، وبسط نفوذ الخليفة في جميع أرجاء البلاد. وفي الوقت نفسه عمل على تنظيم شئون الدولة وإنعاش اقتصادها، فشجع الفلاحين على الزراعة برفع جميع الأعباء المالية عنهم، وأصلح لهم الترع والجسور، وأدى انتظام النظام الزراعي إلى كثرة الحبوب، وتراجع الأسعار، وكان لاستتباب الأمن دور في تنشيط حركة التجارة في مصر، وتوافد التجار عليها من كل مكان.
وعددت السبع سنين عجاف بعد خسائر هائله ،،،

فيديو الشدة المستنصرية

 

أضف تعليقك هنا