عن الوراء تقدم

كل انسان يتحلى بجميع الصفات الإنسانية يعيش ليحقق مفهوم التقدم والحضارة ، والارتقاء بالنفس عن القاع وعلو التفكير عن الازدراء والخوض في الملاهي والضلال والافتراء وجميع ما يتنافى ويتناقض عن القيم الإنسانية الحسنة .
تصوروا أن هناك مدينتين بينهم طريق سريع مزدحم مليء بالحفر والعثرات. نقطة البداية هي منتصف هذا الطريق. إلى الشمال توجد مدينة يكثر بها الجهل والإحباط وضياع الوقت فيما لا ينفع، وضحك ولعب كثير. وعلى النقيض من هذا ، المدينة الأخرى عن يمين نقطة البداية. مدينة مكتظة بالمكتبات التي تملؤها الكتب والقرّاء والبحاثين والترفيه بالقدر الكافي والمناسب بعكس المدينة اليسارية .
وقد نصبت لهم الحياة أن من يذهب الى المدينة اليمنى سيكسب الكرامة والاحترام الكامل الحقيقي من ذوي أهل المعرفة والحكمة , يقدرونه حق قدره بدون خداع ولا كذب ونفاق. وأن من سيمضي الى المدينة الاخرى سينال تمجيد قومًا معتوهين لا قيمة لهم في داخل هذه المدينة البائسة ، وهذا فقط في حال كان هو أفضلهم سوءً واكثرهم قبحًا .
فهاهم الناس يسلكون مسالكهم فمنهم من يرى ان الحذو الى المدينة اليسرى هو الامثل ويدافع عن ذلك بكل ما أوتي من قدرات دفاع. والأخرين الى المدينة اليمنى حيث العلم والنور والحفاظ على الوقت وقراءة الكتب والرقي يرون أن هذا المسلك هو الأمثل للإنسان وعقله . جميعهم مخيرون بين الأمرين ولكن ما دفع اليمينيون الى مدفعهم هو تقدير الذات الانسانية ومعرفتهم وادراكهم ان الاخلاق النبيلة والقيم الحسنة هو أساس هذه الحياة وأن الكرامة والنجاح هو الدافع لفعل جميع الأمور الجيدة والتخلي عن الأمور السيئة.
من الجهة الأخرى ، ما رغّب اليساريون لدفع خطاهم على هذا النحو هي الانهزامية وقمع الذوات والاقتناع بانهم عديمي جدوى وفائدة لذلك كان شعارهم الباطني الغير معلن “أنا لا شيء يذكر” ، لا أريد سوى الضحك واللهو وترديد علم الأخرين بغير علم. أنتم أيها اليمينيون تفرغوا للعلم والثقافة ونحن سنتفرغ لإهانة عقولنا وذواتنا.
بعد فراغك من قراءة كل هذا. اسأل نفسك أين انت الان؟ والى أين انت ذاهب ؟ وما هو مصيرك ؟ وهل أنت راضٍ عنه؟

فيديو عن الوراء تقدم

أضف تعليقك هنا