انعدام الغيرة أمرٌ يدعو للحيرة

لا حبّ بدون غيرة ولا غيرة بدون حبّ

الغيرة أمرٌ فطري عند كل إنسان فطرته سوية لن تتلوث بالأفكار الملوثة المنتنة بل هي أكبر مؤشر على وجود الحبّ فمتى بدأت تشعر بالغيرة على أحد الأشخاص فاعلم أنّ حبه بدأ يطرق باب قلبك فلا حبّ بدون غيرة ولا غيرة بدون حبّ.

ونتحدث هنا عن الغيرة المحمودة المطلوبة لا الغيرة المذمومة التي تنبع عن عدم وجود الثقة بين الأشخاص فالغيرة المحمودة هي خوفك على من تحبّ من أي شيء يضره ويؤذيه وليست الخوف من خيانة من تحبّ.

بل إنّ الغيرة هي صفة من صفات الله تعالى وهي أيضا من صفات الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما ورد في الحديث النبوي الشريف:

(أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ ، وَاللَّهِ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ).

الغيرة شبه المعدومة عند أغلب الرجال ما سببها؟

ابتُلينا بزمن أصبحت الغيرة شبه معدومة عند أغلب الرجال، فالإنسان الذي لا يغار على عرضه هو شخص تلطخت فطرته وتلوثت بصفات الخنزرة فعجباً لمن يرى العيب والفاحشة في زوجته وبناته ولا يتحرك قلبه وضميره لينكر هذه الفواحش وقد ابتلينا بزمن أصبحت الغيرة شبه معدومة عند أغلب الرجال.

العلاقة بين عري النساء والغيرة عند الرجال

فلم نعد نتعجب من عري النساء وشدة مياعتهنَّ في الطرقات وعلى وسائل التواصل الإجتماعي بل العجب الكبير كيف خرجت تلك النساء من بيوتهنَّ من غير أن يقوم رجالهنَّ بأدنى تصرف يمنع نسائهم من ذلك

فنحن لم نعد نتكلم عن حلال وحرام أو عن وجوب الحجاب والسترة بل نتكلم فقط عن الغيرة فكما قلنا أن الشخص السويّ المحبّ لزوجته وبناته لا يمكن له مهما كان دينه ومذهبه أو معتقده أن يرضى بفحش وعري نسائه.

الغيرة عند الرجال العرب تاريخيا مقارنة بغيرة المثقفين العرب الحاليين

العرب قديماً كانوا أكثر غيرة على أعراضهم من مثقفين هذا العصر وإن عدنا لتاريخ العرب قديماً الذين وصفوا بالجاهليين لوجدنا أنهم كانوا يغارون على أعراضهم أكثر من المثقفين والمتحضرين في زماننا هذا الذين أصبحوا يعتبرون عري المرأة دليل ثقافتها وحضارتها وما كان دفنهم لبناتهم مع اعتراضنا الشديد على هذا الأمر إلا دليلاً على شدّة غيرتهم وخوفهم من أن يُدنس شرفهم.

ولو خرج أبو جهل رغم كل شره وجهله في زماننا لقتل جميع هؤلاء الرجال الذين افتقدوا أدنى مستوى من الغيرة والرجولة.

حتى في بلاد الغرب لو نظرنا لحال نساء الغرب قديما لوجدنا أنّ لباسهنّ كان يتميز بالستر والرقي، فلا يوجد زمن على مرِّ العصور تميز بشدة عري النساء كزماننا هذا وهذا ما يريده أرباب المال وأصحاب الشهوات أن يزيلوا كل الحدود التي تحفظ المرأة وتحفظ شرفها وأنوثتها ليستبيحوا عرضها ويتمتعوا بها كما يحلوا لهم.

الغيرة عند الرجل الحقيقي

فلا بدّ لكل رجلٍ يعتبر نفسه رجلاً حقيقياً مسؤولاً عن عرضه أن يغار على محارمه ويضبط تصرفاتهن ويأمرهن بالسترة، فلا أظنّ أنَ سيارتك التي تحافظ عليها من أي خدشٍ وهاتفك المحمول الذي تغلفه لتحميه من الكسر أو أي غرضٍ آخر تحافظ عليه هو أثمن وأهم من عرضك الّذي لا تحاول أو تفكرفي المحافظة عليه.

فأي رجولة هذه التي تتغنى بها وأي تناقض تعيش فيه وعن أي ثقافة وحضارة تتحدثون عنها تكون فيها المرأة سلعة رخيصة فإن هدم أي مجتمع يبدأ من هدم المرأة باستباحة أنوثتها وشرفها وتغييب دورها الفعال في المجتمع، فإن كانت المرأة هي نصف المجتمع فهي أيضاً التي تعطي النصف الآخر.

فلا بدّ لها أن تحافظ على دورها وشخصيتها وفطرتها السليمة وأن لا ترضى وترضخ لتلك الأفكار المسمومة المفسدة التي تبث ليلاً ونهاراً على وسائل الإعلام.

فيديو مقال انعدام الغيرة أمرٌ يدعو للحيرة

أضف تعليقك هنا

مجد الدين المزوق

مجد الدين المزوق