نوحانيوس

نوحانيوس (1)

العائد بعد الموت

فى ليلة تبدو غريبه فى الرابع من شهر أغسطس

يفاجئ التغير المناخى عائلة الاستاذ (عادل ) المدرس بمدرسه ثانويه

حيث وعلى عكس الطبيعى يزداد هطول حبات المطر الكبيرة الدافئه

مع اصوات الرعد التى تخلع القلوب وأضاء البرق أركان المدينه

يعلوا مخاض زوجة (عادل )التى لم يمض على زواجهما الا سبعة اشهر

وفشلت جميع وسائل تثبيت الحمل حتى اخبرها الاطباء بانه قد يولد ميتا فى وقت قريب

واستعد الزوج لأخذ زوجته للطبيب لكن حالت الأجواء دون ذلك

وفى وقت متأخر من الليل خلص الله الام من هذا الجنين المستوحش فى أحشاءها الذى لم يدعها تهنأ بليلة هادئة منذ ان حملت به الى جانب اليأس المصاحب للعائله منذ ان اخبرهم الاطباء انه سيولد ميتا

ونزل الجنين بهدوء تام

لا نفس لا بكاء لا صراخ

وجهز الاب لدفنه ولكن ايضا تقف تغيرات الطقس حائلا بينه وبين ذلك

وبعد ما يزيد عن ساعتين تتفاجأ الاسرة بصراخ صبى جائع

ياللدهشه ما هذا!!

شكرا لله شكرا لله انه حى

تأخذ الأم بابنها لترضعه وتنظر اليه كان غريب الاطوار نوعا ما فبعد ان صرخ صرخة الحياه عاد الى صمته ثانية وكان يتنفس ببطئ

يقول ابوه هذا الولد مبارك

نامت الام محتضنة رضيعها ومازال الاب عادل يقظا من هول الصدمه ماذا حدث كيف لم يولد ميتا كما اخبرنا الاطباء لكن على أى حال هاهو الطفل نائم وينعم بحنان امه التى فرحتها بمولودها لا تقارن

ولم يكد يغفو للحظات حتى أصبح الصباح وكان على الاستاذ عادل ان يذهب الى السجل المدني لاثبات الولد وتسميته

وانتوى الوالد ان يسمى ابنه نبيل

وحينما نطق الاسم للموظف لم يقل نبيل سمع صراخا فى اذنه بصوت غليظ (نووووووح )

الموظف :ما اسمه؟

يتكرر الصوت فى اذن الاستاذ تيم

نوووووووووح

فينطق عادل تلقائيا اسمه نوح

وظل الاب يحدث نفسه ان ابنه لن يكون ولدا عاديا فكان يظن انه سيكون له شأن كبير فهو ولد مبارك

ليس كباقي الاولاد ولادته غير عاديه وحمله صعب

حينما عاد الى بيته سأل زوجته عن ابنه

فسكتت طويلا ورفعت رأسها ببطئ وعيناها حزينتان ويبدو على وجهها الشحوب ثم ردت في صوت منخفض…

ذهب الى غرفته

اندهش ابوه ما هذ الهراء الذى تقولين كيف لطفل عمره يوم ان يتحرك ويلعب؟

الام :لو علمت ما حدث لصدمت

لقد رفض الرضاعه ولا اعلم لماذا لا يأكل ولا يرضع لقد ذهب الى غرفته حبوا وجلس فى ركن من اركان الغرفه لا يحرك ساكنا ومغمض عيناه ويصدر اصوات مهمهه(يغلق شفتيه وينطق امممممممم )بين الحين والاخر وصوته غريب بعض الشئ

والعجيب انه لا يبكى ولا يصرخ كباقي الاطفال

بدأت أحس بالخوف تجاه هذا الصبى

الاب :لا تقلقى فقط اتركيه كما يريد انا ايضا اشعر بالريبه بشأنه

دخلت الام عليه الغرفه وجدته ممسك بقلم رصاص ويكتب حرف يشبه الميم

تعجبت امه انه يجيد الكتابه ولكنها اقنعت نفسها انه من وحى خيالها فهو لم يكتب بعد ولم يتعلم الكتابه

ولكن ما قصة هذا الحرف ميم لم تهتم الام كثيرا وحاولت اخذ نوح لمكان نومه فرفض ولم تستطع حمله تركته مكانه لا يحرك ساكنا

وذهبت للنوم

وفى تمام الثانية بعد منتصف الليل تسمع صوت صراخ عاااالى يخرج من غرفة نوح

فتنهض مسرعه جدااااا الى غرفته فتجده نائم فى سريره كالملائكه تقبله وتخرج مندهشه اين كان هذا الصراخ ومن اين اتى ؟

وتنظر فى ورقة نوح التى كتب بها حرف الميم

لتجد ان نوح قد زاد حرفا اخر وهو الالف فتتعجب مما رأت ما هذا الصبى اللعين لولا اننى قد جئت به من رحمي لكنت اعتقدت انه جني ماذا يقصد وما الذى تخبئه الايام له ولنا ؟

المشعوذ (ماجد)

مضت تلك الليله بما فيها من غرائب لكن بقيت الصرخة التى خرجت من غرفة نوح تتردد بداخل الام وتشعر بقلق كبير ولكن سرعان ما يطمئنها عادل بأن جارنا المشعوذ (ماجد) قد يعالج بعض المجاذيب فيخرجون اصوات الصراخ كرد فعل للضرب الشديد بالسياط الذى يتعرضون اليه
وبرغم من أن عادل هو من قام باستنتاج تلك الفكرة غير انه ليس مقتنعا بها كامل الاقتناع او انه غير مقتنعا بها من الاساس لأنه لا يحب ذلك الصبي المشؤوم الذى يشبه الى حد كبير تصرفات جده المشعوذ والد عادل الذى كان يستعين بالجان في جميع نواحي حياته حتى انه كان يستعين به في اعداد طعامه وخدمة أولاده ومنهم عادل والد الصبي الصغير نوح

كان والد عادل يسمي نوح وكان عادل يرفض تسمية ابنه هذا الاسم المشؤوم خوفا من ان يحمل صفات ابيه حيث عاش نوح الجد حياته مع الجن حتى انتهى به المطاف الى الموت حرقا بالنار ولا احد يعلم ما سبب ذلك حاول عادل تهدئة زوجته القلقه ولكن ايضا لا جدوى حيث اخبرته ان هذا الولد لا تشعر تجاهه باحساس الامومه وانها ترتاب بشأنه ولن تعرض نفسها للخطر دون مقابل واضح حيث لا شعور تجاهه وفى ذات الوقت من الليلة التاليه لليلتها تستيقظ ام نوح على صراخ أشد وأشد وأشد وبدون تفكير امام نزعة الامومه تهرول مسرعة الى غرفة نوح الصغير فتنظر اليه تجده يخطط قوسا مقلوبا به نقطتين ولكن سرعان ما فهمت انه حرف التاء وفجأة تعلو اصوات ضحكات شريرة متقطعه تخرج من نوح دون ان يفتح فمه تتعجب الام من صراخه ثم من ضحكاته ولكن ما يشغلها أكثر هي تلك الحروف التى كتبها ذاك المسحور الصغير وعلى حين غفله تلمع عيناها بالاجابه اجمع الحروف بأقدمية الكتابه لتجد انها ( م ا ت )ثم يزداد صراخ الصبي مرة اخرى بطريقه مرعبه.

تذهب ام نوح مسرعة الى عادل ليجد حلاً لصراخ ابنه اللافت للانتباه

الام :عادل عادل لم يعد لي عقل لاتحمل ابنك المجنون

عادل ..لماذا لا تجيب؟

لتكتشف ان عادل قد مات كما تنبأ ذاك المسحور الصغير

وبعد صرختها يصمت نوح ويعود ساكنا كما كان بل وينام كالملائكه وتجلس الزوجه بين حزن وخوف حزن على زوجها الذى فقدته وخوف من ذلك المشؤوم كيف سيصنع بها فى المستقبل القريب بعد ان مات ابوه كما توقع فى نبوءته خرجت من غرفتها مسرعة وجلست تتفكر ماذا تفعل؟ …. واثناء تفكيرها تذكرت عادل وهو يتحدث معها عن عائلته اثناء خطبتهما حيث كان قد نوه لها ان ابوه كان ساحرا وكان يسخر الجن لخدمته وقد ثارت عليه الجن ومات محروقا ومنذ ذلك اليوم لا يموت احد من العائله الا حرقا ….. فابتسمت وقالت على ذلك القول لم يمت تيم اذا
ثم اسرعت الى احد جيرانها وكانت قاصدة دكتور (نبيل) الصديق المقرب لعادل والطبيب الجراح الذى يسكن في الشارع المقابل ولكنها كانت تخاف ان تعبر الى هذا الشارع لانها يتوجب عليها ان تمر بمنزل (ماجد) الساحر وكانت دائما ترفض ان تمر بهذا المنزل المخيف ولكنها تحب زوجها وتتمنى ان تنقذه فدفعت نفسها دفعا الى منزل الدكتور نبيل الذى وجدته يركب سيارته ذاهبا الى عمله بمستشفى المدينه وبالكاد لحقت به ثم استنجدت به وهى لا تستطيع التنفس.

أنقذ عادل يا دكتور

فطلب منها الركوب معه في السيارة وعلى الفور اسرعوا الى المنزل وما ان دخلو حتى اسرعت نسرين زوجة عادل الى الغرفه في لهفة وكانت تسمع خلف باب غرفتها صوت صراخ نوح واندهشت لذلك حيث انها تركته في غرفته نائما فتحت الباب بصعوبه فقوبلت بلهيب نار يخرج من الغرفه وكل مافى الغرفه مشتعل ولا صوت الا صوت حسيس النيران وصراخ نوح الذى اخترق قلب نسرين واسرعت في طلب المطافي بينما كان دكتور نبيل يساعدها في السيطرة على الحريق ببعض المياه التى كانت بالمنزل

ولكن دون جدوى

وبعد دقائق …. سكت صراخ نوح …. ومازالت الام نسرين تسرع لانقاذ ابنها وزوجها حتى وصلت عربة الاطفاء ودخل رجال الانقاذ وبعد الانتهاء من اطفاء الحريق دهش رجال الاطفاء ان الطفل الصغير نائم على ارض الحجرة ولم تمسه النار بينما تفحمت جثة الشاب الذى كان معه بالغرفه
لم تتمالك نسرين فرحتها فاحتضنت نوح وشكرت الله وبعد ثوان ابعدته عن صدرها ونظرت اليه في تهجن واتسعت حدقتى عينيها والقته بعيدا عنها وصرخت في وجهه أنت ايها الصبي المشؤوم دمرت حياتى منذ دخولك فيها, ماذا تريد منى؟

رد علي… ماذا تريد منى؟

فبكى نوح كطفل رضيع ولكنها بقلبها الحنون التقطته ثانية وضمته وقبلت رأسه

زادت الشكوك في رأس نسرين ان هذا الصبى مسحور فقررت ان تذهب الى بيت ماجد الساحر

قررت نسرين ان تأخذ ابنها غريب الاطوار وتذهب به اليه ليخبرها عن تفسير لتصرفات نوح خارقة الواقع

نوح ذاك الصبى الذى لم يتجاوز بضعة ايام

حيث شعرت فى أحيان كثيرة ان نوح نزيل شؤم على المنزل والعائلة حيث حمل رسالة موت عادل الذى لم يمكث معها الا بضعة اشهر ومات وحينما وصلا الى ماجد وأجلست امامه ولدها نوح

اذ بنوح يجحظ بعينيه الحمراوتان وكأنهما تسيلان الدم فترتعد فرائص ماجد ويسألها: متى ولد؟

فتجيب مدام تيم فى الرابع من أغسطس

فيخبرها الساحر بكلمات ينتفض لها بدن ام نوح

صعق رفائيل بمجرد سماع تاريخ وميعاد الولاده وكادت الدهشه ان تقتل ام نوح حين سألها الساحر هل ولد هذا الصبى ميتا؟؟

فأجابت بكل خوف وتردد “نعم ”

فأخبرها بأن الذى يجلس امامه هو سيده وابيه الروحd فى عالم السحر والتنجيم وانه قد مات منذ عشرين سنه هذا الساحر الذى قتل فى حرب قادها ضد البشريين متقدما صفوف الشياطين والجن

حيث سخر له الالاف من الجن ولكنه أغضب جيش الجن فانقلبوh على قائدهم وأصابوه بلعنة لن تتركه ولن تترك نسله الى النهاية ومات محروقا

فأطرقت نسرين, نعم قد حكى لي عادل عن هذا ذات مره قبل ان يحرق هو الآخر, فأكمل ماجد…

ولكن المعركة انتهت لصالح بني البشر فعندما أحرق نوح الساحر العظيم تفككت جيوش الجن وفروا من المعركة يجرون اذيال الخيبه

واني كنت أستحضر روح الساحر نوح فى هذا الوقت منذ ايام فلربما وجدت جسد ابنكم الميت سكنا هنيئا لها فاستقرت به

يجلس امامك الان (نوحانيوس) ويعني هذا الاسم العائد بعد الموت

اظن ان نوحانيوس سيكون له اليد العليا فى تجميع جيوش الشياطين مرة اخرى للحرب الحاسمة

واحذرك ان تمسيه بسوء

لن ينسى لك (نوحانيوس )انك ربيتيه فلا تؤذيه ولك الامان فى الحرب المرتقبه

رضيت نسرين بمصيرها المحتوم واقتنعت بكلام الساحر المشؤوم انها ستربى ذالك الجني ولكن عندما ارادت الانصراف لم يستجب نوحانيوس لها ولم يرحل معها متمسكا بالكرسي الذى يجلس عليه امام ماجد فلما اراد ماجد ان يساعدها لتأخذ ابنها للمنزل احمرت عين نوحانيوس مرة اخرى فانتفض رفائيل خوفا ثم خطرت له فكرة ان يعطى نوحانيوس ورقه وقلم ليكتب ماكان يقصده فكتب (ن ا ر)

فلم يفهم رفائيل ما يقصده فريدريك فى كتابته, سأله هل تريد الذهاب مع مدام تيم؟

فثارت تعبيرات وجهه على سبيل الغضب

فاثر ماجد ان يخضع لامر ابيه الروحى وأمر لمدام نسرين بالانصراف

مع وحشية ابنها القاسيه الا ان قلب الام لن يتخلى عن ولده بسهوله

ولكن حذرها ماجد من عصيان أوامر نوحانيوس

فانصرفت فى صدمة وحزن على فقدان زوجها وابنها فى ايام قليله

وبعد انصراف الام بثوان يسمع ماجد صوت انفجار كبير يذهب ليرى ان نسرين قد احرقت فى هذا الانفجار وصدقت نبوءة نوح للمرة الثانيه وماتت نسرين حرقا بالنار

وعندما رجع ماجد وجد مفاجأة……..

رجع ماجد من الخارج بعد ان صدم بموت مدام نسرين وقرر ان يواجه مصيره المحتوم مع نوحانيوس الذى استوحش

فوجئ ماجد عندما وجد نوحانيوس قد تحول من شخصية الطفل الى صورته الحقيقية

التى يعرفها ماجد من قبل في الاساطير اليونانية

ومن الصدمه ظل ماجد واقفا في خوف شديد حتى طمأنه نوحانيوس قائلا اجلس يا ماجد انت من جنودي الاعزاء

فنزل ماجد على يد نوحانيوس وقبلها وقال شرف لى ان اكون جنديا من جنود نوح زعيم السحرة وسيدهم

فرد غاضبا لا تنادينى نوح لقد مات هذا الاسم مع جسدى الفاني, ناديني نوحانيوس

وانا لست أيضا بسيد السحرة, ألم تسمع عن ميرلن؟؟

فأطرق ماجد مندهشا

ميرلن؟؟؟

لقد أمضيت عمري كله بحثا عنه وكيف أصل اليه حتى وجدت ان استحضر روحك ايسر لى فاستحضرتها

ضحك نوحانيوس كثيرا ثم قال هذا الامر ليس للصبيان أمثالك

أوقد نارك يا ماجد ودعنى اتمتم بهذه التعويذات

لأستحضرن روح سيد سحرة الأرض ميرلن العظيم

تمتم نوح بتعويذة كأن رفائيل لم يسمع عنها من قبل حتى اهتزت جدران الحجرة وانتفضت الأبواب وانطفأت النار ورد ميرلن العظيم وبد أكلامه

بضحك ورفض ان يحضر منه الا صوته وقال : آن الأوان ان يتلاعب بروحى الصبيان

من انتما؟

رد نوحانيوس انا رهن اشارتك وتلميذك يا سيدى

احتاجك بشده

رد ميرلن: ماذا تحتاج؟

قال نوحانيوس أريد كنزك الذى قتلت دونه

قال ميرلن الكتاب؟؟

رد نوح اجل يا سيدى عدت لأسيطر على العالم واليوم وقت كبار السحرة ولا طاقة لى بالآدميين وتقدمهم العلمي والعسكرى الا بالكتاب المهلك الذى تمتلكه وتعويذاته التى يجهلها العالم كله والتى لم يمهلك الموت ان تقرأها وتسيطر بها على العالم

رد ميرلن أما علمت يا نوحانيوس ان الكتاب لا يستجيب الا للأحياء؟

وانت ميت ؟

لو كان يستجيب للأموات ما ضيعت انا تلك الفرصه

قال نوحانيوس أعلم يا سيدى وهذا دور ماجد تلميذي المخلص

رد ميرلن اذهب الى بيتي وحتما ستجد الكتاب

قال ماجد عفوا سيدى ولكن أين نجد بيت فخامتكم

قال ميرلن بلاد النهر حيث سكن العمالقه وبنو قبورا هى اليوم مزار

على بعد خمسين مترا من قاعدة القبر الشرقيه أحفر مقدار طولي ستجد بابا اقرأ عليه تعويذة روحى سيفتح هذا هو منزلي

واختفى ميرلن وبقيت الحيرة تسيطر على السحرة لترجمة ما قاله ميرلن

فقد قال طلاسم يصعب عليهم فكها ورحل دون ان يجد لهم التفسير ماذا عساهم ان يفعلو اذا؟؟

جلسوا طويلا يتفكرون في حل هذا اللغز المحير, لكن دون جدوى

سلمى

وماجد غلبه النعاس ونام وجلس نوحانيوس يمارس عادته القديمه التى كان يفعلها عندما يصعب عليه التفكير فيها حيث استند بظهره الى الحائط واخرج من جيب معطفه (الناي الذى كان اهداه اليه اباه) وجلس يتذكر أيام طفولته وعند معزوفة معينه كان يعزفها أثناء صباه وتذكر جارته (سلمى) كانت في هذا الوقت في سنه كان عمرهم انذاك 18 سنه وكانت تذهب معه الى المدرسه كانت بيضاء البشره متوسطة الطول رقيقة الحس والصوت وكانت ترقص الباليه في مركز تدريب بالمدينه حيث كانا متقاربين الى ابعد الحدود كان يخرج الى شرفة منزله ويعزف على الناي معزوفته التى كان قد أسماها (سلمى) وذلك لحبها الشديد لتلك المعزوفه

وما ان تسمع (سلمى) معزوفتها المفضله حتى تخرج في شرفة منزلها المواجهة لشرفة منزل نوح وتسحب الكرسى وتجلس واضعة رأسها على يدها وهى تستمع وتستمتع بموسيقى نوح الجميله وما ان انهى معزوفته اذ انتهى حلمه الجميل بنفس نهاية قصته القديمه حينما كان ينتظرها امام مدرسة الباليه وهى تعبر الشارع حيث صدمتها سيارة مسرعه وما ان فر سائق السيارة حتى ذهب الى حبيبته وتفقدها ليرى مشهدا كان لا يزال يراوده لفترة كبيرة في احلامه, حبيبته رأسها مفصولة عن جسدها وجاحظة العينين والدم ينفر من أوردة عنقها وصرخ نوح صرخة طالما صرخها حينما يتخيل ويتذكر هذا المشهد, لاااااااااااااااااا

فاستيقظ ماجد فزعاً: ما بك ياسيدى؟

فيرد نوحانيوس: لا شيء

ويحدث نفسه نوحانيوس قائلا ما خفت من شئ عندما اعود للحياة الا من هذا الحلم المؤلم

ضااااعت سلمى ….. ضااااعت سلمى…. سمع ماجد صوت نوحانيوس وهو يبكى فرد قائلا من سلمى يا سيدى ؟

قال نوحانيوس: لولا سلمى ما عرفت السحر ولا السحرة

سلمى … تلك الفتاة التى حارب مردة الجن من أجلها ..

سلمى … الروح المحبوسه عند أشرار الجن والحرب التى فقدت حياتي فيها من قبل كانت لاستعادتها

الغرض الذى عدت لأجله ان احرر روحها من أطليموس الساحر الذى أطلق جيش الجن الخاص به لأسرها والاستحواذ عليها

أطليموس كان زميلنا في الفصل كان يحبها ولا تحبه كنت اعتقد دائما ان قلبها معي

وبعد ان ماتت ظل نوحانيوس رافضا فكرة موتها وكلما تذكرها يجلس في شرفته ويعزف على الناى وعندما لا تأتى يصاب بنوبة بكاء حتى يغمى عليه من كثرة البكاء ….. وفى يوم من الايام طرق باب غرفة نوحانيوس وجد ان بالباب أطليموس صديقه حيث كان فرحا على غير عادته فمنذ ان ماتت سلمى وهو حزين كحزن نوحانيوس

فتعجب نوحانيوس من فرحته وسأله ماذا دهاك

فرد أطليموس في فخر: صوت سلمى

فتعجب نوحانيوس ورد عليه في استخفاف, ماذا به؟

فقال أطليموس جميل وحنون

فاحمر وجه نوحانيوس وكاد ان يضرب اطليموس غير انه قال: اهدأ لقد كلمتها أمس وان لم تصدقني سأجعلك تكلمها انت أيضا اليوم فقال نوحانيوس في نفسه: لقد جن المسكين.

قال أطليموس: لا تتعجب يا نوح لقد استحضر أبى روحها الغائبة وكلمتني وسألتني عنك وطلبت ان تكلمك

وكان والد أطليموس ساحرا

وما هى الا بضع ثوان حتى قام نوحانيوس ولبس اثوابه ثم جرى الى بيت اطليموس وهو يجره جراً يسابق الزمن لسماع الصوت الذى منذ ان افتقده وهو مفتقد لكل معانى الحياة

بيتر

وحينما دخل على (بيتر) والد أطليموس كان رجلا كبير السن كثيف اللحية جاحظ العينين وما أن دخل نوحانيوس على بيتر حتى اهتز قلبه بقوة وأصابه الخفقان لما رأه من مشهد غريب بالنسبة له

كان بيتر يلبس ثيابا واسعة عبارة عن جلباب بدون أكمام وكانت ثيابه تحمل اللونين الاحمر والازرق وكانت بها كثير من الحروق ولحيته تكاد تخفى معالم وجهه وشعره النافر الكثيف يكاد يغطى عينيه التى تبدو كجلده المترهل من علامات تقدم السن يجلس على الارض وبجواره صندوق أسود لم يستطيع نوح تمييز ما به

وأمامه قصعة بها نار موقده وبين الحين والاخر يستفز النار ببعض البخور فيعلو حسيسها ويزداد لهيبها

وقلب نوح الصغير مستمر في الخفقان حتى شعر نوح ان قلبه قد يفارق أضلاعه

وما هي الا لحظات حتى همس أطليموس في اذنه: اجلس يا نوح….

ونوح بدا وكأنه لا يسمع صديقه أطليموس

فكرر ثانية اجلس يا نوح

فانتبه نوح في هذه المرة وافترش الارض وجلس ومازال نوح في حالة الذهول التى انتابته منذ دخوله الى غرفة بيتر الساحر

وقف بيتر ووضع يديه في الصندوق الذى بجانبه

واخرج ورقه جلدية قديمة بها حروف غريبه كبيرة الحجم

ما الذى يوجد داخل هذه الورقه؟

هذا ما سنتعرف عليه في الجزء الثانى من نوحانيوس
……………………………………………….

الى اللقاء في الجزء الثانى …….

تحياتى…

فيديو مقال نوحانيوس

أضف تعليقك هنا