عن المسز مائير !

ﻻ تتوقع وأنت تقرأ مذكرات جولدا مائير التى تقلدت منصب رئيس الوزراء الأسبق للكيان الصهيوني ان تمدح العرب أو تعترف علناً بسرقة الأرض والاستيلاء عليها.

المرأة الحديدية

القارئ لسيرة جولدا مائير -المرأة الحديدية- سيلاحظ بسهولة أنها لم تكن عبقرية فذة كتيودور هرتزل أو حاييم وايزمان أو ديفيد بن جوريون على سبيل المثال، أولئك الذين وضعوا على عاتقهم إنشاء الوطن القومي لليهود والذي أصبح فيما بعد ما يعرف بدولة إسرائيل، لكنه سيلاحظ أنها امرأة ذات إصرار عجيب، طافت أرجاء الأرض من أقصاها إلى أقصاها، من شرقها إلى غربها، من روسيا إلى الولايات المتحدة ثم إلى فلسطين قبل أن ينشأ حتى الكيان الصهيوني ثم إلى الولايات المتحدة مرة أخرى، جمعاً للتبرعات اللازمة لمساعدة اليهود في فلسطين وإسهاما في إنشاء الوطن والدفاع عنه.

سيلاحظ تمجيدها الشديد لنفسها، وتمجيدها لخطبها التى نالت إعجاب الجيران وأبيها وأمها، تلك النرجسية التى وجدت بوضوح تام أيضاً عند تيودور هرتزل الأب الروحي للصهيونية والتى ظهرت جلياً في يومياته التى تحدث فيها بتلقائية عن حلمه في العودة إلى الدولة اليهودية -أرض الميعاد- وعن وضعه في هذه الدولة وكيفية استقباله في القصر الذي سوف يعيش فيه.

ولعل ذلك التمجيد الذى تمجده لنفسها ﻻ ينفصل عن تمجيدها لدولة إسرائيل على الرغم من صغر تلك الدولة وأنها مازالت في مرحلة التكوين. الحق أن قراءة مذكرات جولدا مائير شيء ممتع وأسلوبها القصصي لا شك أنه جذاب، لكنه -وبوضوح شديد- يظهر بدقة تناقض الفكر الصهيوني عند مؤسسيه.

صرحت جولدا مائير في مذكراتها أنها العصابات الصهيونية -والتى أسمتها منظمات الدفاع عن النفس- كالهاجاناه كانت تلتزم بسياسة ضبط النفس إلى أقصى مدى وكان قادة الصهاينة ينبذون العنف وأن العرب هم من كانوا يشعلون الحروب، ولم تتذكر مسز مائير المذابح التي قام بها اليهود ضد العرب الفلسطينيين وسرقة الأراضي.

تكلمت عن إشاعة بيع العرب لأراضيهم لتبرئة الصهاينة من جريمة الاحتلال في حين أنها لم تذكر سوى حالة واحدة لعملية بيع قامت بها عائلة لبنانية باعت أرضا كانت تملكها في فلسطين شملت بها الإشارة إلى كل الفلسطينيين ببيع أراضيهم طوعاً لليهود.

تلك الإشاعة التى تناولتها الأنظمة العربية وروجتها لشعوبها لتدين بها الشعب الفلسطيني الذى يستحق احتلال بنى إسرائيل -إن كانوا حقاً بنى إسرائيل- له، فهو المسؤول الأول في كل الأحوال.

علقت على مرض الاغتيال المتفشي في الشرق الأوسط وتصريح مثل هذا تكمن غرابته في صدوره من رئيس وزراء دولة الموساد فيها من أجهزتها هو المسؤول الأساسي عن العديد من عمليات الاغتيال في العالم بأسره.

وأخيراً تحدثت وهم تمجيد النفس لدى العرب في الوقت الذى لا تخلو فيه اعترافاتها من النرجسية والغرور سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى إسرائيل.

مذكرات المسز مائير

مذكرات المسز مائير إن أعلنت شيئاً فستعلن فقط ضعف إسرائيل، ضعفها الشديد، وأنها ليست مؤيدة -بناء على أحداث تاريخية- تأييداً مطلقاً من الولايات المتحدة ودول أوروبا بل دائماً ما يوجد ثغرات بينهما، وأنها قائمة فقط على ضعف من حولها ﻻ على قوتها هى.

أما-وبالمناسبة- عن بروتوكولات حكماء صهيون فما هى إلا أكاذيب تظهر في اللحظة الأولى من وقوع عين القارئ عليها.

لقد كان الأنسب والأفضل لقادة إسرائيل ولدولتهم ألا تنشر مذكرات المسز مائير التي أوضحت ثغرات وتناقض فكر هذا الكيان، في حين اننا حقاً نشرها لأنها أوضحت لنا حقيقتهم.

فيديو المقال عن المسز مائير !

أضف تعليقك هنا

أحمد عثمان

أحمد عثمان