يوم أن أصبت بالسرطان

منذ ان قيدت شعري الخشن وعهدت على نفسي ان يكون ذاك الدم لشخصيات غير قادرين على المساعدة. شعرت يوما اني مريض بسرطان فيه القليل من شعر المتبقي المختفي على أروقه الشعر وشعور بمواجهة الموت وجهة لوجه كان تحارب عدوا صلبا عصيا عن المواجهة.

شعور غريب يعتريك حين يصيبك مواجهة الموت فجأة وبغتة منك لعلك ترى أن جسدك ما هو إلا عجين مختلط بالخلايا والدم ويكسوه بعض الأعضاء المزيفة والعضلات القوية.

أكثر لحظات الموت رعبا لن تجدها الا عندما يصيبك كيماوي بشفرات الموت المحلقة  عليك. وطبيب المستشفى يخبرك في صمت ان فرصك قليله في النجاة.

جسدك الواهن

ضعيف جالسا على سرير خشبي ينتظر الموت في اي لحظه. عظام ما عادت تحتمل قياس نبضات ومفارقة أجسادنا للروح.

قلبك ينبض كقطرات الماء من صنبور ماء فيه ثغرات مانعه للماء ومتسربه منه.

عيونك عادت تهتم من لم تهتم بهم وترى أمورنا بغير العيون التي رأينا بها أشخاص من قبل.

تبحث عن علاج فلا تجد إلا مواساة واختبارا من الله لعله يجد فيك صبرا.

تنام في أروقة خيالك عن من سيشكرك على أنه قضي فتره من حياته يعرفك على حقيقتك بعيدا عن الندم والحسرة .

ورغم كل قوتك ونفوذك وسيطرتك المحكمة  على الآخرين ففي لحظات الضعف, لا تجد إلا أنك ضعيف هش كنت تستقوي بذاتك لا بالله.

اقرباؤك والقريبون منك يضعون الأدعية والصلوات الصادقة بكل القلب على بوابات الغرفة. يطلقون الاه في غمره الليل الحزين لعل الهم ينفرج

يجمعون المال الذي يدخرون في حياتهم لعلاجك.

أصدقائك المنشغلين بحياتهم قليل سيبقيى كثير سيرحل. ربما يبحث البعض منهم عن متبرع او مساعدا بمال من آخرين لحالتك المستعصية.

قلبك وشريكة حياتك ستصلي لك مثل صلوات المتصوفة ورهبان البراري و المعتزلة.

ربما تمتمت والادعية الإلهية ربما يكون الله حينها فاتحا بوقا سماويا يسمع صرخات البشر من الأرض.

اخوتك في غمرة تلك الليلة يبحثون عن علاج في الخارج لشفائك, هم من لا يعتريهم الشجع ولا أوهام زيف المطلق يبحثون في بطون الأرض لاستخراج الذهب لعلاجك.

هم من يشعلون شموع الصلوات ويطلبون من معتزله طلبات لم يطلبوها هم أنفسهم. وان رحم الذي اجتمعنا وجئنا منه سوية لا يمكن ان يفرقنا.

هذه رسالة لكثير من المصابين بمرض السرطان وقريبين منهم , صحيح اني لم اختبر الا تجربه من قريب لهذا المرض الشنيع.

لكن تضامني معكم ليس اشفاقا ولكن افهم قلوبكم كيف صارت . وكيف حياتكم صارت صعبه ؟

الله غالب

فيديو المقال يوم أن أصبت بالسرطان

 

أضف تعليقك هنا