اليمن حروبٌ مستمرة ، أبتلعت أحلام الشباب (1)

اليمن حروبٌ مستمرة ، أبتلعت أحلام الشباب (1) محمد البعوم

الشباب ومستقبل البلد وآماله

يبنغي الإشارة إلى أنّ الشباب يمثل في كل أمة او شعب عمودها الفقري ، وقلبها النابض ، ويدها القوية التي تبني وتحمي ، ومخزون الطاقة المتدّفقة الممتلئة حيويةً ونشاطاً ، وهمزة الوصل التي تربط بين الحاضر والمستقبل ، ولهذا وجب الإهتمام والعناية بهم وتربيتهم وإعدادهم قادةً للمستقبل .

حماس الشباب للتغيير

ويُعتبر الشباب شعلةً للهرم المجتمعي ، ووقوداً لحركة التغيير ، لما يتمتعون به من حماس شديد ، وذكاء مُتقّد ، وحب للإطلاع على كل جديد ، والتمرّد على التبعية والتقاليد . ونظراً لما يشهده العصر الحالي من تغيّرات متسارعة في كل المجالات ، كالثورة المعلوماتية الهائلة ، والتطورات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية ، وكذلك القفزات في نظم الإتصالات وفضائيات الإعلام ، وغير ذلك من مظاهر التغيّر في عصرنا الحالي ، مما يجعل حياتنا مرنةً وغير مستقرّة وقابلةً للتطوير والتجديد والتحديث في كل الأُطر . حيث يجب أن يكون الشباب اليمني والعربي على حدِ سواء شبابا واعداً مُنتجاً ، يعرف كيف يتعامل مع التكنولوجيا ووسائلها الحديثة ، وينتصر على ثقافة الإستهلاك التي تحد من مفهوم الإبداع والإبتكار لدى الشباب .

حال الشباب في اليمن 

وحينما نقترب أكثرمن الشباب اليمني نجد الحزن قد سكن أعماقه ، والبسمة فارقت محيّاه ، فحرّيته أصبحت مقيّدة ، وأحلامه وطموحاته وآماله أبتلعتها الحروب المستمرة ، فصادرت إبداعاته وأحرقت أفكاره وشتّتت وآرائه ، ودفنت مواهبه.

الشباب اليمني وسط الحزن

الشباب اليمني قصةٌ مؤسفة ، ودراما محزنة ، وتراجيديا منسية ، فبعد أن كانوا وقوداً وشعلةً للتغيير صاروا ضحاياه ، فلا مؤسسات تؤيهم ، ولا منظمات تحويهم ، ولا أعمال تُشغلهم ، يعيشون في واقع يرفضهم ويتجنّى عليهم بظروفه المؤلمة القاسية .

ثورة الشباب في اليمن عام ٢٠١١

إنّ الثورة في العام 2011 كانت في الحقيقة ثورة الشباب ، فهم من كانوا نواة وطلائع التغيير والديناموا المحرّك ، وكانوا القوّة المستقلة الوحيدة في الميدان التي تسعى لتغيير سياسي وجذري حيث كان يُنظر إلى الشباب اليمني على أنهم يمثلون صوت التطوير والتقدّم بالبلد ولكنّ أحلامهم أبتلعتها الحروب والأزمات المستمرة .

وأنا هنا أتسائل أين الشباب اليمني ، أين تلك الروح الثورية المفعمة بالنضج والأمل والتفاؤل والحلم والطموح ، أين أمل الأمة وباني نهضتها ، وصانع مستقبلها ؟

أضف تعليقك هنا