زعيم العصابة داخل كل منا – #شخصية البطل في الأفلام

شخصية البطل في الأفلام والمسلسلات

شخصية ضابط الشرطة المتهور في الأفلام

يلفتني أن الكثير من الأعمال الفنية الغربية و الشرقية ذات الشعبية، تقوم على “اضطرار” البطل لمحاربة القانون أو محاربته بشكل مباشر بلا اضطرار، حتى بت أعتقد أن وصفة نجاح العمل الفني حاليا تتكون من ضابط شرطة متهور يتعرض أحد أفراد عائلته لجريمة ما، أو يتعرض هو للتهديد من مجرم حاول القبض عليه أو آذاه بذات العملية البوليسية، هذا السيناريو الأول.

شخصية الفتى الذكي في الأفلام

أما السيناريو الثاني فهو لفتى نابه، شغيل، كسيب، ذكي فيما يعمل و معروف بطيبته في محيطه الصغير، تسوقه الظروف للتعامل مع بعض السيئين الأثرياء غالباً ليجد نفسه، إما متورطا معهم بمحض إرادته أو تم توريطه في نشاطهم، و بذكاءه و نباهته تلك يصبح الرقم الصعب في معادلة الجريمة، و تتولد لديه قناعة تامة أنه يقدم الخير للناس و المجتمع، ثم يعتقد أنه لا يحظى بالتقدير الكافي أصلاً.

تشابه سيناريوهات الأفلام مع اختلاف المكان والزمان

هذان السياقان مع اختلاف المكان و الزمان هما ما نشاهده على الشاشات غالباً، كأن الناس تواقة للجريمة و تحقيق النجاح غير المشروع بتهيئة مشروعيته لهم، هل في داخل كل منا زعيم عصابة مثلاً؟!

“عن نفسي و بلا أصالة عن أحد غيري، أنظر إلى تلك الأعمال كقصص نجاح معكوسة، أعني أنها تنافي الظروف الطبيعية للنجاح، لكن تتفق شخصياتها مع الشخصيات الناجحة الحقيقية في الإصرار على تحقيق الأهداف و المضي قدما على كل حال.”

ما الذي يدفع الناس لمتابعة تلك الأفلام؟

في مسيرة كل منا هناك ظروف مقاومة و أعداء محاربون و حظ عاثر. و قد يكون ذلك، بعيداً عن الإخراج، هو ما يدفع الناس لمتابعة تلك الأعمال، وثمة سبب آخر للمتابعة هو الاستعداد الخفي للعيش في أقسى الظروف التي يكثر فيها الأشرار، والاعتماد الكلي على القدرات الذاتية للظفر بمتطلبات العيش قبل الآخرين، وفرض السطوة و حماية المقربين.

يضعنا كل ذلك أمام تساؤل محير، كان الشر والخير واضحا في الأعمال القديمة، فلنقل حتى نهاية التسعينات، كنت تعرف أن فلان طيب بمجرد معرفة الممثل المؤدي للدور أحيانا، و الشرير كذلك. الآن تبقى في حيرة طوال العمل الفني أمام تقلب قلوب الشخصيات وتغير نفوسها حسب الظروف، التساؤل هو: من أين بدأ هذا التحول؟ من الأعمال الفنية أم من الناس و المجتمع؟.

فيديو مقال زعيم العصابة داخل كل منا

أضف تعليقك هنا