رسائل نسوية في فيلم باربي _ واللون الوردي مفقود!

فيلم باربي يُنافس القضايا الهامة 

ضجة كبيرة حول فيلم باربي غطت على القضايا المهمة في كل أنحاء العالم، لم نعد نسمع عن الاقتصاد الدولي أو التضخم المالي، بل لم تعد قضايا اللجوء والغرق في البحر من القضايا الإنسانية التي يجب معالجتها بأقرب وقت! حتى الحروب المشتعلة بين الدول أصبح الحديث بشأنها مملًا، وقضايا الأسرة التي فاضت بقصص الطلاق والحالة النفسية السيئة التي تصيب الأطفال لم تعد تلقَ الآذان الصاغية…

كل الأمور مركونة على الهامش بينما فيلم باربي في المقدمة، وأي تفصيلة صغيرة تخص باربي أصبحت وسم متداول (ترند) وبلا منازع، ولقد جنى الفيلم ثروة طائلة من خلال إيرادات عرضه في دور السينما العالمية، منافسًا بذلك الأفلام التي عُرضت معه في نفس التوقيت.

العالم الوردي ليس بوردي

الشهرة التي وصل إليها الفيلم دعت إلى فقدان الألبسة ذات اللون الوردي من الأسواق، لقد بات هذا اللون وكأنه الزي الرسمي لدخول صالة العرض لكلا الجنسين، أصبح اللون الوردي رمزًا لدعم باربي وأفكار باربي التي تدعي المثالية في العمل والعلاقات مع الآخرين عبر مظهرها الأنيق والقوام الجميل، بينما في الواقع  تمثلت من خلال مشاهد الفيلم بالاستقلالية والتحرر من القيود الأسرية، وزرع بذور العداء نحو الرجل بصورة واضحة!  

الهالة التي صنعها الفيلم قامت بالتأثير بصورة شديدة على فئة كبيرة من المجتمع، حيث جذبت أعداد ضخمة من الأشخاص لمشاهدة هذا الفيلم المتميز بالعالم الوردي المعروف عنه اللطف والرقة، لكن في الحقيقية كان مليء بالرسائل المباشرة التي تعمل على بث أفكار هجينة مسمومة، وتحويلها إلى أفكار نمطية تجعل وجودها في مجتمعنا من الأمور العادية جدًا، في سبيل سلخ القيم الأخلاقية عن المبادئ، وخلط الأدوار الرئيسية في الحياة.

جميع الرجال في فيلم باربي لا فائدة منهم!

بغض النظر عن المشاعر السلبية التي تصيب الشاب أو الفتى اليافع عقب مشاهدة الفيلم، فقد ظهر في الحياة المثالية ألا وهي حياة باربي كما عُرض، أن الشباب كلها بمختلف ألوانها وأشكالها كانوا يُدعون باسم (كين) هذا وإن دلّ دل على أن الرجال جميعهم يحملون نفس العقلية ونفس الأفكار والشخصيات! مهما اختلفوا من الظاهر يبقى الباطن واحد، فلا تقعن في الفخ يا معشر الإناث…

ما عدا ذلك فإن باربي وصديقاتها فتيات ذات ذكاء مميز ناجحات في عملهن، منهن المهندسة والطبيبة والعاملة ومضيفة الطيران… حتى المنصب القيادي في الرئاسة أصبح لامرأة متحولة أي رجل عابر! جميع الأعمال المفيدة تقوم بها المرأة، بينما الشباب كانوا فئة من الأشخاص الفشلة ذو التصرفات التافهة، يقضون وقتهم على الشاطئ لا يعملون شيئًا سوى مراقبة تحركات الفتيات لا أكثر! لقد ظهروا في الفيلم أنهم مجموعة من الأغبياء، لا فائدة من وجودهم في الحياة المثالية.

أما في الحياة الواقعية فقد ظهر الرجل في شخصية متسلطة، متحكم في جميع المناصب، نرجسي يحب نفسه وذو تفكير سطحي، غير قابل لأي حوار أو نقاش، لم يعطي المرأة حقها من الإحترام والتقدير، رجل عنيد غير مرغوب في حياة المرأة.

الزواج يعيق التقدم ويقتل أحلام المرأة.

فيلم باربي خطير جدًا لما حمله من مفاهيم براقة مهمتها الأساسية غسل عقول الفتيات وتعليب أفكارهن في نطاق محدد حدوده العمل لإثبات ذاتك، المال لدعم شخصيتك والاستقلالية من أجل حياة مستقرة… أما الزواج والأسرة وتربية الأولاد أمور ثانوية لا يجب الإلتفات إليها أو الوقوف عندها، لأنها تعرقل مسيرة الفتاة في تحقيق أهدافها وتعيق تحقيق أحلامها المنشودة.   

تعاقب عرض مثل تلك الأفلام ولّد مع مرور الوقت كارثة كبيرة نمت داخل عقلية النساء والفتيات الصغيرات بشكل خاص في كافة أنحاء العالم، أما التركيز على موضوع النسوية فقد أمسى من أهداف الشركات الإنتاجية لما تحمله هذه الأفكار من عائدات مالية ضخمة، غير آبهة لما سيؤول له من خراب ودمار في العلاقات البشرية وأولها التواصل السليم ما بين المرأة والرجل.

(الرجل والمرأة) وليس (الرجل أو المرأة)!

الرجل والمرأة شخصان مكملان بعضها البعض، هذه حقيقة يجب على الطرفين المثول لها والعمل عليها، المرأة في حياة الرجل هي الأم والأخت والزوجة والابنة، كذلك الرجل في حياة المرأة هو الأب والأخ والزوج والابن، لسوا أعداء في معركة طاحنة ينتظر الآخر على خطأ أو ذلة! كل شخص له واجبات يحافظ على أدائها، ومسؤوليات يقوم على تقديمها، عندها فقط ستقوم الأسرة على أساسات صلبة وقواعد متينة يُبنى عليها الأجيال القادمة… نحن فريق واحد.  

فيديو مقال رسائل نسوية في فيلم باربي _ واللون الوردي مفقود!

 

أضف تعليقك هنا