مشاركة عربية بمهرجان المقاومة للسينما

بقلم: كنزة بنسعيد

منذ ظهور الهواتف المحمولة وغزو وسائل التواصل الاجتماعي، تغيرت علاقة المشاهد بالشاشة وخاصة السينما. الآن تبحث عين الناظر عن محتوى موجز قصير وجمالي في نفس الوقت. هكذا أصبح الوجود الرقمي مهمًا جدًا كأداة للتوزيع بالنسبة للفيلم القصير، في انتشار المهرجانات الرقمية بدأ سوق الأفلام القصيرة يشهد نهضة تحرره تدريجياً و تمكنه من الانتشار. 

لاحظنا منذ بداية أزمة الكوفيد الاهتمام البالغ بالتجارب الفنية و الثقافية برقمنة فعالياتها. من بين هذه التجارب نهتم اليوم بمهرجان المقاومة للسينما بكندا. 

مهرجان المقاومة للسينما 

مهرجان المقاومة السينمائي هو مهرجان قام بتأسيسه فنان مهاجر من أصول عربية “دوريان شاين” مع بداية الحظر بسبب انتشار وباء كوفيد في 2020 كنوع من المقاومة الثقافية بعد غلق كل المسارح والسينمات والمراكز الثقافية. يروج المهرجان من خلال موقعه للأفلام والفنانين الذين يستخدمون القوة السمعية البصرية كوسيلة لتحطيم الصور النمطية والأحكام المسبقة والمحظورات والمخاوف.

و يروج المهرجان صانعي الأفلام والفنانين الذين يستخدمون الفيديو كوسيط في جميع أنحاء العالم لتقديم أفلام تعرض مواضيع تسعى بها إلى نشر الوعي والتغيير متل مواضيع حقوق الإنسان، العدالة، الطابوهات، المناخ وحماية البيئة، عرض مشاكل الأقليات في العالم، حقوق الطفل، ومبادئ المساواة الاجتماعية. مع انطلاق الدورة الثانية هذا الشهر يشارك فيلمين عربيين، أحدهما من مصر والآخر من المغرب.

فيلم “27AM” المصري “شريف طلبة”

شريف طلبة صانع افلام مصري ولد ونشأ في القاهرة. بدأ شغف شريف بصناعة الأفلام منذ طفولته في السادسة من عمره. تطور شغفه فيما بعد عندما درس علوم التواصل في الجامعة الكندية في مصر، حيث طور اهتمامه واكتسب خبرة في التصوير وتحرير مقاطع الفيديو القصيرة، ثم كتابة وإخراج الأفلام القصيرة

في هذا الفيلم القصير، يخلق المخرج الشاب حالة نفسية تعكس هالة الاكتئاب والقلق والتوتر الشخصية الرئيسية بالفيلم. فنحن نعيش قصة معاناة رجل متقدم بالسن مع الوحدة. العديد من الأشخاص المتقدمين في السن يعانون في صمت من هذه العزلة حتى قبل بداية جائحة الكوفيد، وذلك لتخلي أسرهم ومجتمعهم الضيق عنهم.

و قد تمكن المخرج المصري من نقل تأثير الوحدة الطويلة الأمد على الصحة النفسية و  حاجة كبار السن إلى تفاعلات اجتماعية ودعم اجتماعي ليكونوا أصحاء وللشعور بالراحة والرضا عن الحياة. إن العزلة والوحدة التي يعاني منها كبار السن من الظواهر الاجتماعية المنتشرة بعد التغيرات الجذرية في المجتمعات العربية و التي لها عواقب ضارة بصحتهم الجسدية والعقلية. 

 فيلم “مثل ماما” المغربي لمخرجه “محمد ريان العمراوي” 

محمد ريان العمراوي فنان وناشط مغربي بدأ حياته المهنية كممثل ومساعد مخرج مسرحي. درس المسرح وفنون التواصل. كناشط، يدير ورش مسرحية لفائدة الفئات الاجتماعية الهشة والأقليات. كما يقوم بإعداد أفلام قصيرة لنشر مبادئ المساواة الاجتماعية و الثقافة الجنسية و حقوق المرأة والطفل.

فيلم “متل ماما” يندمج تحت نوعية الأفلام التوعوية بحقوق الطفل. ويروي الفيلم معاناة طفل يتيم يتعرض للتنمر مرارا و تكرارا و التقليل منه لأنه بلا أب. ونشهد كيفية مواجهته البريئة لوحشية مجتمع أبوي لا يقدر مشاعر الطفل اليتيم. الوضع الصعب لهؤلاء الأطفال لا تتفرد به المملكة المغربية، بل يتكرر في دول عربية أخرى حيث يدفع الطفل وأمه أثمانا باهظة ما بقوا على قيد الحياة. إذ لا القانون يرحم ولا المجتمع يرحم. تجدر الإشارة إلى أن المادة 54 من مدونة الأسرة المغربية تنص على أن حقوق الأطفال على الآباء حماية حياتهم والعمل على تثبيت هويتهم والحفاظ عليها خاصة بالنسبة للاسم والجنسية والنسب والتسجيل في الحالة المدنية.

أهمية الفيلم القصير

يعتبر الفيلم القصير مرحلة مهمة في مسيرة العديد من المهنيين. يسمح لهم بصقل مهاراتهم وإيجاد أسلوبهم و لابتكار أشكال جمالية وقصص ولغات جديدة. يقول مدير المهرجان دوريان شاين

 “الفيلم القصير مكان لا تؤخذ فيه بالقيود ، عليك أن تنتهز هذه الحرية ، إنها فرصة للقيام بالأشياء بشكل مختلف. عليك أن تجرؤ على أن تكون جذريًا في أفكارك ، حتى تصل إلى النهاية. الأصالة هي الطريقة الوحيدة للتواجد والتأثير في الفيلم القصير أعظم مدرسة سينمائية من المهم  إذا أن يتم الاعتراف بالمكانة الحاسمة للفيلم القصير في القطاع السينمائي والسمعي البصري، وأن يكون الفيلم القصير موضوعا للاستثمار وفقًا لذلك.”لمشاهدة الأفلام المشاركة بالمهرجان يرجى اتباع الرابط : www.resistfilmfestival.com

بقلم: كنزة بنسعيد

 

أضف تعليقك هنا