متى تصير عقولنا ليست عقولنا حقيقةً؟

من يتحكم بأفكارك؟

من المعروف أن الإنسان يمتلك أفكاره، ويستطيع من خلال عقله السيطرة عليها ( أي على تلك الأفكار ). فهو الذي يقدم الأسئلة من خلال عقله، ويقدم صياغات متعددة لتلك الأسئلة من خلال عقله أيضاً، ويتلقى الأسئلة المتنوعة من غيره، وينقي منها ما يريد تنقيته بحسب الوجهة العقلية التي يريد التحرك نحوها. كل هذه الأفعال وغيرها نقوم بها بعقولنا بشكل مستمر وفي كل لحظة يقظة نعيشها بكامل إدراكاتنا ومنتهى عقولنا، نفعل كل هذه الأفعال بعقولنا، ولا نشك للحظة واحدة أننا نتحكم بعقولنا دوماً.

لكن ما لا يعرفه الناس، ويجهلونه أنهم لا يتكلمون بعقولهم، بل إنهم لا يملكون عقولهم بالمعنى الدقيق للامتلاك، بل إن عقولهم ليست عقولهم. هذه الحقيقة لا يدركها الكثير من الناس، ويجهلونها مطلقاً. وهي أن عقولهم بالدقة إنما هي عقول غيرهم، ولأوضح هذه الفكرة سأبدأ بلفت نظر الإنسان إلى أن كثيراً من أفكاره تتغير بحسب نوع العقول المتلاقحة مع عقله. فتفكير الإنسان ليس على وتيرة واحدة دائماً  رغم أن عقله على وتيرة واحدة دائماً.

العقول المتقاطعة

وما اختلاف تفكيره مع عقله إلا بسبب العقول المتقاطعة مع عقله أو المتفاعلة معه بإستمرار من دون أن يهتم بذلك، أو يلتفت له إذ إن مجرد تغير هوية العقل المتقاطع مع عقله سيؤدي إلى تغيير العقل بنسبة مؤثرة بسبب ذلك التقاطع، وكذلك يجعل نفس الأمر مع العقل الآخر، ومن هنا فالإنسان يتصور أنه يتكلم بعقله، إلا أنه ليس كذلك حقيقة، بل إن الإنسان لا يمتلك عقله امتلاكاً كاملاً مع ملاحظة هذه النسبة الكبيرة من التأثر الطارئة على العقل والناتجة من التقاطع الآني المتكرر باستمرار.

وربما لمرات عديدة في اللحظة الواحدة، لذا فإن ما نعرضه من أفكار، وما نستنتجه منها، وما نعتقد أنه نتاج عقولنا هو ليس كذلك بالمعنى الدقيق للتفكير. ولا بأس أن نوسع هذه الفكرة لتطال أفكار هذه المقالة نفسها، لكن ما يهمنا ذكره، وما يجب أن يلتفت له الناس هو الانتباه بحذر للتقاطعات مع عقولنا والداعمات لها مما له هزّات عنيفة على عقولنا، فحدوث تلك الهزّات إشارة واضحة أن عقولنا أضحت ليست عقولنا.

فيديو مقال متى تصير عقولنا ليست عقولنا حقيقةً؟

أضف تعليقك هنا