مهارات التفكير العليا وكيفية تنميتها لدى طلابنا

بقلم: بشير حماد الرش

مقدمة 

فطر الله سبحانه وتعالى آدم وذريته من بني البشر على التعلم ، فقال الله عز وجل في سورة البقرة ” وعلم آدم الأسماء كلها ” [البقرة:31]، وميز الله بنو آدم عن سائر الخلق في نعمة العقل، أول وأجل النعم، به يهتدي العبد إلى ربه، وبه أيضا تُعرف الآيات والسنن التي أودعها الخالق كونه.

وبفطرة العقل يستدل المخلوق على عظمة خالقه، وذلك من خلال التأمل والتفكر في عظمة الكون والمخلوقات واستكشافها، وبالتالي يحدث التعلم الفطري، وهذا النوع من التعلم تنمو قدرات الفرد الطبيعية بتوازن ليتمكن من استغلال ما أودع الله فيه من قدرات ويستثمرها بما يعود عليه بالنفع أولا وعلى مجتمعه ثانيا .

من ضمن القدرات التي أنعم الله بها علينا؛ قدرت التفكير، حيث يقول تعالى: { وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [الجاثية:13] ويعرف التفكير بأنه نشاط عقلي يثار فيه الدماغ للبحث عند إجابة سؤال أو حل مشكلة ما.

صنف الباحثون والعلماء عملية التفكير إلى مستويين رئيسيين هما

المستوى الأساسي أو الأدنى

ويتضمن مهارات التفكير الدنيا، وفي هذا المستوى يتم اكتساب مهارات مختلفة ومتنوعة مثل اكتساب المعارف وتذكرها، ومهارات التصنيف، والملاحظة والمقارنة، ولابد أن يقوم كل متعلم بإتقان هذه المهارات، حتى يستطيع الانتقال إلى المستويات الأعلى للتفكير.

المستوى المركب والأعلى

ويتضمن مهارات التفكير العليا، ونبعت مهارات التفكير العليا من تصنيف بنيامين بلوم عندما صنف المستويات المعرفية إلى ستة مستويات تبدأ بالتذكر، والفهم والتطبيق، ثم التحليل، والتركيب، وأخيراً التقويم. وكذلك يتضمن العمليات فوق المعرفية أو التفكير من أجل التفكير.

وتعرف مهارات التفكير العليا بأنها :مجموعة من العمليات التي تجمع بين مهارات التفكير الناقد، الذي يتم من خلاله استخدام قواعد الاستدلال المنطقي في التعامل مع المتغيرات وتقويم المناقشات، وبين مهارات التفكير الإبداعي الذي يتطلب طلاقة الفكر ومرونته لتوليد أفكار جديدة في البحث عن طرق غير مألوفة لحل مشكلة، وتتضمن المهارات الجانب الانتاجي للتفكير، والذي يشمل الفهم والتفسير والحكم الجيد في المواقف المختلفة واتخاذ القرار وإجراءات التحليل والتخطيط والتقييم والوصول إلى استنتاجات.

أهمية تنمية مهارات التفكير العليا لدى طلابنا

توصلت العديد من الدراسات التي قام بها الباحثين إلى أن مهارات التفكير العليا مهمة لعدة أسباب منها:

  1. يحتاج الكثير من الطلبة إلى من ينمي مهارات التفكير العليا لديهم، وذلك لعدم قدرتهم على تطوير تلك المهارات ذاتياً .
  2. اكساب مهارات التفكير العليا للطلبة تؤدي إلى آثار إيجابية على المستوى العلمي كالإبداع والابتكار والقراءة الناقدة والكتابة الناقدة والتعلم الذاتي والتفكير العلمي.
  3. تكسب المتعلمين القدرة على مواكبة متطلبات سوق العمل وتحقيق النجاح المهني.
  4. تنمية شخصية المتعلم، حيث يصبح قادر على حل المشكلات واتخاذ القرارات ويتصف بالمرونة والاستقلالية.
  5. تكسب أفراد المجتمع مهارات التفكير العليا يوجد منهم مواطنين صالحين ذوي دور ايجابي لخدمة مجتمعهم.
  6. تمكن المتعلمين من التكيف مع الأحداث والمتغيرات من حوله أكثر من الأشخاص الذين لا يحسنون التفكير.
  7. تفيد كل من المعلم والمتعلم، فهي ترفع من مستوى إيجابية المتعلم وفاعليته، مما ييسر عملية التعليم، ويسرع من النمو العقلي، ويزيد من التحصيل الأكاديمي، ويقلل من جهد المعلم.

كيفية تنمية مهارات التفكير في مدارسنا

يتم تنمية مهارات التفكير العليا في مدرسنا من خلال اتباع الأساليب والطرق التالية:

  • استخدام استراتيجيات التي تعمل على تنمية مهارات التفكير مثل الحوار والمناقشة وطرح الأسئلة السابرة والمفتوحة والأسلة الخاصة بإبداء الرأي والكتابة الحرة.
  • تشجيع الطلبة وإعطاءهم الثقة للتحدث والتفكير وإتاحة فترة زمنية مناسبة لسماع الإجابة، والاستماع إلى أكبر عدد ممكن من المتعلمين.
  • اعطاء التغذية الراجعة بعد طرح المتعلم لأفكاره، من خلال شكره وتعزيزه بالكلمات أو الأدوات المناسبة.
  • تقليل محتوى المادة الدراسية والبعد عن التفاصيل المملة، وإثراء الكتاب المدرسي بأنشطة واقعية.
  • توفير المناخ التعليمي الملائم للتفكير الناقد والإبداع في المدرسة، بتشجيع البحث والاستطلاع والتعلم المستمر، وتوفير الإمكانيات المادية اللازمة لذلك.

كلمة ختامية

لمهارات التفكير العليا أهمية كبيرة في حياة المتعلمين والمجتمع ككل، حيث من خلال اكتساب تلك المهارات يمكننا أن نكون قادرين تطوير ذاتنا ومجتمعنا وأمتنا، وحل المشكلات التي تواجهنا.

وأفضل طريقة لتحسين هذه المهارات هي من خلال استخدام أساليب التعلم النشط ، والذي يتضمن أنشطة عملية وتمارين حل المشاكل، والتشجيع على الحوار والمناقشة ، مع مراعات المعلم للفروق الفردية بين الطلبة، واستخدامه للتقنيات الحديثة الخاصة بعملية التعلم.

المراجع

  • جروان، فتحي.(2007م). تعليم التفكير مفاهيم وتطبيقات. ط3.عمان: دار الفكر ناشرون وموزعون.
  • العتوم ، عدنان والجراح ، عبد الناصر وبشارة ، موفق. (2009م).تنمية مهارات التفكير نماذج نظرية و تطبيقات عملية.ط2. عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع.
  • سعادة، جودت. (2003م). تدريس مهارات التفكير. رام الله: دار الشروق للنشر والتوزيع.
  • جابر , جابر عبد الحميد.(2010م).أطر التفكير ونظرياته. عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع.

بقلم: بشير حماد الرش

 

أضف تعليقك هنا