حبي الأول

الحب في سن المراهقة

كنت فقط ثلاثة عشر عاما عندما وقعت في الحب مع فتى أكبر مني بأربع أو خمس سنوات . كان هذا الشعور الأكثر نشوة ولا زلت لا أستطيع تجاوزه ، كما يقولون عندما تقع امرأة في الحب، فإنها لا يمكن أبدا أن تقع في الحب مرة أخرى ، على الرغم من أنني كنت في سن المراهقة ، ولكن لا يزال لدي ذكريات حية عن ذلك الفتى وكيف شعرت نحوه .

كنت الذكية ، المرحة والمراهقة الصغيرة اللطيفة ، التي تمتعت بالحياة وكانت تعيش الحياة على أكمل وجه ، عندما تغيرت فجأة الحياة بالنسبة لي . كنت قد وضعت عيني عليه للمرة الأولى عندما جاء إلى متنزه الحي وكان يتحدث مع أصدقائه .  لقد وجدته وسيما جدا، بشعره المجعد البني الداكن وعيناه البنيتان الداكنتان الكبيرتان ! لقد صُرعت ! على الرغم من أني الآن عندما أنظر إلى الوراء ، أضحك على تلك اللحظات وأقول أنها مجرد إفتتان ، ولكني لا أعرف لماذا شعرت بإرتباط سريع معه ، عندما نظر في عيني ، خفق قلبي، وشعرت بالتوتر والإثارة في نفس الوقت .

الحب والاعجاب من بعيد

سوف لن تُصدقون ذلك ، أنا لم أتكلم معه أبدا ، ولكن ما زلت أشعر بصلات قوية معه ، كان جميلا وأنيقا جدا ، لدرجة أنني كلما كنت أنظر إليه  لم أستطع أن أتوقف عن التحديق به ، وهو حتى لم يكلف نفسه عناء الإلتفات حوله والنظر إليّ . بالنسبة له كنتُ غير مهما لأنني كنت أصغر منه بكثير، وبالتالي فإنه حتى لم يكلف نفسه محاولة الإهتمام بي . في كل يوم عندما كنت أذهب إلى المتنزه ، كنت أرتب شعري بشكل مختلف وأرتدي أفضل ما لدي من الفساتين لأبدو  أنيقة وجذابة  مخافة أن يستطلعني هناك ، ولكنه كل يوم كان منغمسا في الدردشة واللعب مع أصدقائه لدرجة أنه بالكاد كان يلاحظني .

كنت مجنونة وهائجة جدا بعد أن أعتدت أن أقف في الشرفة لساعات ، فقط لأحصل على لمحة منه وأحيانا أعتدت أن أبقى مختلسة النظر من النافذة ، حتى أتمكن من رؤيته وهو يلعب في المتنزه ، ولكني كنت أراه فقط بضع مرات ، بقية الأوقات كنت أعود حزينة إلى دراستي أو القيام ببعض الأعمال الأخرى .

تبادل النظرات بعد فترة من الزمن

مع مرور الأيام ، ظلت الأمور كما هي عندما بدأ يلاحظ تدريجيا وببطيء أني أحدق إليه طوال الوقت ، عندما أكون حوله أو في المنتزه أو في أي متجر قريب . مرة واحدة أتذكر أنني كنت واقفا في المخبز المجاور ودخل فجأة مع أصدقائه ، ربما لشراء شيء ما

أستدرت وبدأت كالمعتاد بالتحديق في وجهه وكان يقف أمامي عندما فجأة جاء الكثير من الناس وأصبحوا بيننا وكان وضعا مضحكا وأستطعت أن أرى نصف وجهه فقط وضبطته وهو يحدق إليّ بعين واحدة ، لقد صدمت لأنه كان مفاجئا جدا ، ولا يمكن تفسير عمق تحديقه في وجهي بالكلمات . كان فيها الإعجاب  والحب الرقيق ! ثم غادرت المخبز شاعرة بخجل شديد وحتى الآن لا يمكنني أن أنسى نظرته تلك في المخبز .

مرة أخرى شعرت بخجل شديد عندما مررنا بجانب بعضنا البعض عندما كنت عائدة من المدرسة . كنا نسير على جانب الطريق وفجأة رآني أسير على الطريق ، متمايلة حقيبتي من جانب لجانب . كان يتحادث مع صديقه  وعندما مررت به ، توقفت عن هز حقيبتي وحاولت أن أجتازه بهدوء ثم أستدار ونظر إليّ بولع ! سرتُ بعيدا شاعرة بالخجل والحرج في نفس الوقت . في أي وقت صادفته أو كنت على إتصال مباشر معه وكلما كان ينظر إليّ كنت أشعر دائما برقة ناعمة في عينيه وبدفء قلبه يلمس داخلي بعمق .

وصف لشكل الشاب

كان هذا الفتى طويل القامة وحسن المظهر وله شعر جميل وشارب أنيق جدا وكلما نظرتُ إليه مضيتُ ضعيفة في ركبتيّ . كنت أحلم أن يكون قربي ويتكلم معي ، و نقضي الوقت مع بعضنا البعض ، ولكنني لم أستطع أبدا أن أستجمع الشجاعة الكافية لأقف أمامه وأتكلم معه . لقد كنتُ صغيرة جدا وساذجة للغاية حتى لمجرد التفكير بذلك ! أستمرت الأمور على هذا النحو لبضعة أشهر ولم يحدث شيء حتى ذلك اليوم الرائع الذي فيه أبتسم لي ! أميري الساحر أبتسم في وجهي ، أخيرا لاحظني وأنتبه لي ، ويجب أن أخبركم ، إنها كانت أجمل إبتسامة رأيتها على الإطلاق !

بداية المشاعر من الطرفين

كنت أعود من المدرسة في إحدى الأمسيات وكان يجلس على دراجته وينتظر صديقه . لقد رآني قادمة وعندما مررتُ به لم يفعل أي شيء ، ولكن عندما مشيتُ أبعد قليلا وألتفتُ حولي وقد سمعت بعض الضجيج خلفي ونظرتُ إليه ، فأبتسم في وجهي ، وكنت قد صُدمتُ جدا لكي أردُ بأي طريقة كانت … أستدرتُ وذهبتُ إلى بيتي .

لم أكن أعرف ماذا أفعل ، ولكن كنتُ مفتونة بإبتسامته الأولى . لقد كان مفاجئا لدرجة أنني كنت في حالة فقدان للكلمات حول ما يجب أن تكون عليه خطوتي التالية ، ولكن كان للقدر خُططا أخرى بالنسبة لي . فقط تخيلوا حظي السيئ ، فعندما كنت أفكر في إقامة علاقة معه ، بعدما أدرك و أعترف أخيرا بوجودي وأبتسم لي ، أضطررتُ للذهاب ، أضطررتُ إلى مغادرة المدينة إلى الأبد !

السفر وانتهاء مالم يبدأ

تم نقل والدي إلى مدينة أخرى وأضطررتُ إلى المغادرة في اليوم التالي ، كان علي أن أسافر لوحدي ، حيث كان والدي قد نظم أمر قبولي بالمدرسة في تلك البلدة ، لذلك أضطررتُ إلى المغادرة . كان بأمكاني أن أقيم علاقة جميلة مع هذا الفتى الذي لم أكن أعرف أسمه أيضا ! لا أعرف حتى الآن ما إذا كان هذا حبا من النظرة الأولى أم كان إعجابا شديدا به.

ولكن هناك شيء واحد يجب أن أقوله وهو أنني سوف لن أنساه أبدا في أي وقت وكل ما شعرت به نحوه . لا شك كان هذا حبي الأول ، سواء كان إفتنانا  أم لا … لا أعرف … ولكن كانت تجربتي الأولى في أي مواجهة أو تعرُضْ للجنس الآخر ، وسوف لن تصدقون أنه لا يمكن أبدا أن أحب أي شخص آخر في حياتي بعد ذلك ، بخلاف زوجي !

الحب الأول

الحب الأول يشبه زهرة جديدة متفتحة  في أشعة شمس الصباح ، هو يشبه العطر الأول الذي لا يُنسى والذي قد تدركه وتكتشفه في حياتك كلها ! إنه أروع شعور يمكن لأي شخص أن يشعر به في أي وقت ، وأولئك الذين يقرأون هذه القصة ، قد يشعرون بأنني مجنونة وأنا أسمّي أول إعجاب لي أنه حبي الأول ، ولكني انا فقط أعرف كيف شعرتُ عندما كنت حوله وعندما نظر في عيني ، كان هذا أقصى شعور أحسست به في أي وقت من حياتي . إنه لا يُنسى ولا زلت أعتز بهذه المشاعر الرقيقة نحوه !

كل هؤلاء الذين لديهم أول حب أو إعجاب .. مثلي … سيتفهمون جيدا ما أتحدث عنه وعندما لا يصل حبهم بعد ذلك إلى أي قمة ، سيشعرون أيضا بنفس الشعور الذي أشعر به . عندما أشعر بالوحدة الشديدة و أفقد التفكير به ، أسأل الله لماذا لم يجمعني معه ؟  لماذا أتعرض لمثل هذا البؤس لفقدان حبي في مثل هذا العمر الجميل ؟  على الرغم من أنني سعيدة في حياتي الحالية ولكن عندما أفكر به لا أستطيع أن أواسي وأصبّر نفسي .

على أي حال هذا أمر الله عز وجل لا أحد يستطيع أن يشكك فيه ، ولكن مرة أخرى أريد أن أكرر القول ، أن ذلك كان حبي الأول وسوف لن أنسىاه  أبدا في أي وقت .

فيديو مقال حبي الأول

أضف تعليقك هنا