محمد محمود حنفي يكتب مماليك الدم

عصر المماليك

قد يتصور البعض أن عصر دولة المماليك بمصر والشام كان عصرا يتميز بالإستقرار السياسي ولكن إذا نظرنا إلى ذلك العصر وبحسبة بسيطة نجد أنه كان يتميز بالصراعات والمؤامرات الخبيثة وذلك من أجل هدف واحد هو الوصول لكرسى العرش
حيث ان هذا عصر دولة المماليك بمصر والشام حكم به حوالى ستة وخمسين حاكم كان منهم(تسعة وعشرين منهم بدولة المماليك البحرية) و(سبعة وعشرين منهم بدولة المماليك البرجية)، قتل من هؤلاء حوالى أربعة وعشرين سلطانا أثناء حكمهم أو بعد عزلهم لدرجة أن السلطان الغورى كان رافضا لتولى حكم السلطنة خوفا على حياته ولم يرض بالحكم الا بعد أن تعهد له قادة المماليك أنهم إذا أرادوا عزله لن يقتلوه أو يحبسوه بل يصرفونه صرفا جميلا.

حكام العصر المملوكي

كذلك حدث ايضا مع طومان بأى اخر سلاطين هذه الدولة والذى تولى الحكم بعد مقتل قنصوه الغورى بمعركة مرج دابق على يد العثمانيين فكان طومان بأى رافضا تولى السلطنة ولكن خطر العثمانيين وخوفه من عزوهم مصر جعله يرضخ لتولى كرسى السلطنة لمواجهة الخطر العثمانى القادم على مصر، وكان من الطبيعى فى دولة كهذه أن تكون قصر مدة السلطان هى السمة الرئيسية فيها الا فى حالات قليلة جدا طالت فيها مدة الحاكم مثل السلطان الظاهر بيبرس والذى حكم لمدة ثمانية عشر سنة مات بعدها مسموما، والناصر محمد بن قلاوون والذى جلس على كرسى العرش لأكثر من اثنين وثلاثين عاما تقريبا
وكان من المتبع بها عدم توريث الحكم لأبناء عدم توريث الحكم لأبناء السلطان المقتول أو المعزول حيث كان يتولى الحكم اكثر المماليك قوة بأسا، الا فى حالات قليلة مثل أسرة قلاوون مثلا والتى تولى فيها الحكم أبناء الناصر محمد بن قلاوون الحكم بعد وفاة.

عدم الاستقرار السياسي 

ولكن العجيب فى هذه الدولة أنه بالرغم من حالة عدم الاستقرار السياسى بها إلا أنها كانت تتميز بالرخاء الاقتصادى بسبب ضريبة المكوس والتى كانت تفرض على التجارة المارة بأرض مصر
إلى أن اكتشف البرتغاليون طريق راس الرجاء الصالح فساعد ذلك على تدمير اقتصاد المماليك فكان ذلك سببا في إضعاف هذه الدولة ونهايتها على يد العثمانيين
كتبه محمد محمود حنفي
الإسكندرية
المصدر كتاب دم المماليك لوليد فكرى

فيديو مقال محمد محمود حنفي يكتب مماليك الدم

أضف تعليقك هنا