رحلتى من حملة البوب إلى صفوف إنصار السيسي

السطور التالية ليست مقال رأي اعرض فيه وجهة نظري السياسية و انما هى شهادة على وقائع عشتها بنفسي ترصد تحول تأييدي ودعمي للبرادعي الى السيسي ولا تمثلني وحدي وانما اغلب شباب حملة البرادعي الرئاسية اليكم التفاصيل:

يظن كارهي السيسي ان كل مؤيديه من كبار السن او ربات البيوت وعلى الرغم من ان هذا لا يعيبه لأن كبار السن هم ذوى الخبرة و القدرة على الفرز وايضا صعب خداعهم باقوال و وعود براقة او شعارات فارغة لديهم قدرة كبيرة على معرفة الاصلح و الاولى بحكم البلد التى قضوا بها كل سنين عمرهم ، اما ربات البيوت هم في الحقيقة وزراء اقتصاد البيوت المصرية وهم من يديروا ميزانيات البيت وهم اكثر من يهتم بالمساركة ال ولذلك دعم تلك الشريحتين للسيسي شئ يتمناه اى رئيس ويسعى اليه.

في حملة البرادعي

ولكن هذا ليس كل شئ فكاتب تلك السطور شاب قضى ثلاث سنوات من عمره كعضو ناشط بحملة البرادعي – البوب، دعمي و تأييدي للبرداعي لم يكن مجرد صوت سأضعه في الصندوق لاختياره رئيسا لمصر بل بذلت مجهود شاق بالعمل الميداني في الشوارع لتعريف الناس بالبرادعي، كنا نقسم المنطقة فيما بينا ونتجه في شوارع المنطقة لنغطيها بالكامل ثم ننتقل لمنطقة اخرى وهكذا سيرا على الاقدام، ما كنه نوزعه عبارة عن تعريف مبسط للمارة بالشارع كنا نطبع من حسابنا الخاص عن طريق تبرعات من دخولنا البسيطة. رحلتى من حملة البوب الى صفوف انصار السيسي١

ثلاث سنوات بذلنا فيها الجهد و المال والوقت وفي النهاية قرر ان يخذل كل شباب الحملة من اسكندرية لأسوان وقرر الانسحاب، ورغم ذلك لم نفقد الثقة به  لا اعلم اين كانت عقولنا، لكنه كان بارعا باللعب على ما يرواد احلامنا وعشقنا لبلادنا، في ان نراها في المكانة التى تستحقها.

اتذكر عندما كان يكتب تغريدة من 140 حرف كيف كانت تهز كل مواقع السوشيال ميديا وكاننا كنا ننتظر الوحي فكلماته كانت تسيطر على عقولنا و تشحننا بمزيد من الامل و التفاؤل و اننا نستطيع فعلا التغيير ، هو كان بارع في اللعب على وتر التغيير وحتى كان دائما يردد ذلك المصطلح وقتها، وكأننا تحت تأثير التنويم المغناطيسي، اسف للاطالة و للاسهاب في تلك النقطة ولكن اردت ان اوضح لكم حجم تعلقنا كشباب وقتها بالرجل ليس لشخصه ولكن كنا نرى فيه امل اصلاح بلدنا بكل بساطة.

عندما قرر الانسحاب لم نفقد الثقة به بل اقنعنا انه انسحب لان الانتخابات الرئاسية التى ستجرى هي تمثيلية، كيف حكم بذلك لا اعلم ولا ادرى ايضا اين كانت عقولنا. اقنعنا انه الفارس النبيل ولا يريد ان يشارك في تمثيلية.

ورغم انه خذلنا و اهال على كل مجهودتانا  التراب الا اننا انضممنا لحزب الدستور بمجرد تأسيسه بل بمجرد الاعلان عن نيته في انشاء حزب، فورا نظمنا صفوفنا و بدأنا في عمل التوكيلات اللازمة لاشهار الحزب وقتها قال البرادعي ان ذلك الحزب سيحكم بعد اربع سنوات وطبعا لم يحدث وهو يعتبر فشل كارثي لان الحزب لم يعد موجود الا حبر على ورق ولكن البرادعي لا يمتلك الشجاعة ليعترف بفشله هو فقط ينتقد فشل الاخرين ويتاجر بالشباب وقضاياهم وبالمناسبة هو اكثر من خذل الشباب ودمر ما تبقى فيهم من امل واخر نظرة تفاؤل, قبل قيام ثورة 30 يونيو كنت انا ورفاقي نعيش كابوس بمعنى الكلمة.

بعد فوز مرسي بانتخابات الرئاسة و محاولات سيطرة الجماعة على كل مفاصل الدولة بل وخرق كل الاعراف الدستورية و نقض كل عهود مؤتمر فيرمونت بدأنا نشعر بالذنب و ان الاخوان استخدمونا في الوصول للسلطة بل و اخونة مصر نفسها.

نقطة التحول

هنا كانت نقطة التحول واصبح كل همنا كشباب ان نزيح ذلك الكابوس عن مصر, وبدأنا في جمع استمارات تمرد ، في تلك الحملة بذلنا مجهود اضعاف ما كنا نبذله في حملة البرادعي و استرجعنا كل خبرات عملنا الميداني من اجل جمع اكبر عدد من التوقيعات على استمارة تمرد ونجحنا في جمع ملايين التوقيعات ولاول مرة نرى تجاوب حتى من ناس بسيطة وحتى الباعة الجائلين واصحاب المحلات جميعنا كنا نشعر بخطر وجود الاخوان في الحكم وكاننا تحت حكم احتلال …بل كان هو احتلال بالفعل.

قامت ثورة 30 يوليو و صدر بيان 3 يوليو بإزاحة الاخوان عن الحكم وبدأت الاحلام تروادنا من جديد كقطار انطلق من المحطة وفجأة توقف لتلحق به فعدونا جميعا تجاهه باقصى سرعة، لنلحق به  في تلك الاوقات ضغطنا بكل قوتنا ليأتي البرادعي رئيسا للوزراء ولكن حزب النور رفض وهدد  بالانسحاب من القوى الداعمة ل30 يونيو وفي النهاية اتفقنا على حل توافقي بتعيين البرادعي نائبا لرئيس الجمهورية في ذلك يوم شعرنا اننا نلمس نجوم سماء بايدينا و اننا نطير فوق السحاب.

اخيرا استطعنا ان نصل بالرجل الذي نرى فيه مستقبل مصر الى ارفع المناصب و سيرى الناس عمله و سينضمو لنا في صفوف مؤيديه. ولكن كالعادة خذلنا مرة اخرى و فجأة قرر الهروب.

الاستقالة

هرب ولم يستقيل لان مصر وقتها كانت في ميدان حرب وهو القى سلاحه وقرر الانسحاب بل والهروب خارج مصر ولا يمكن ان نسمى ذلك استقالة بل هروب, في لحظة قرر ان يخذل ملايين الشباب كما خذلها من قبل ولكن هذة المرة بلا رجعة وبلا اي مبررات يمكن قبولها.

(من وقتها و انا لم اذهب اي اجتماع من اجتماعات الحزب وقدمت استقالتي مكتوبة) وهنا كانت نقطة تحول في رؤيتي وتقييمي للرجل من رمز نرى فيه مستقبل افضل لمصر الى رجل جبان اعتاد الهروب كلما اتى الوقت الحاسم ولا يستحق كل هذا الدعم ولا التأييد ولا حتى الدفاع عنه.

في ذلك الوقت بدأنا نرى الامور من نافذة اوسع من افق البرادعي واكبر من سنينه الضوئية التى كان يسبقنا بها. نافذة مصلحة الوطن دون الاعتماد على اشخاص او وضع احدهم في مكانه لايستحقها كما فعلنا مع البرادعي، ولكن كل ذلك كان لن يأتي الا بعد مرورنا بتجارب و عثرات كنا فيها نحلم كاطفال بريئة وسط غابة من الذئاب و الضباع ترى مصر فريسة يتصارعون من اجل السيطرة على نصيب الاسد منها وليس اصلاحها، ادركنا اننا كنا سذج ولكن لم يفوت الاوان بعد فبدات احدث نفسي لم لا ندعم صاحب اشجع قرار في العصر الحديث لمصر لماذا لا نقف خلف رجل ضحى باستقرار حياته ومنصبه و فخامه زيه العسكري كوزير للدفاع مقابل ان يدخل معترك لا ملامح له ومعركة غير مضمونة النتائج وسط ضغوط دولية و خارجية لماذا لا ندعم السيسي فهو شخص عاش معنا جميع الاحداث بل كان في قلبها وتحاور مع الجميع و كان مدير للمخابرات و يعلم ما تعانيه مصر وسبب تأخرها وما تحتاجه ومن اصدقائها ومن اعدائها ومن اين نبدأ. منذ 3 يوليو 2013 الى وقت كتابة تلك السطور لم يخذلنا كمصريين قط ولن يخذلنا بأذن الله.

أضف تعليقك هنا