أول من جمدت جثته هو جيمس بيدفورد ” James H. Bedford ” عندما توفي سنة 1967 ميلادية .
توجد في أمريكا مراكز تجميد جثث الموتى، حيث يطلب الشخص قبل موته ذلك، و يدفع حوالي 28000 دولار، و مراكز أخرى تطلب أكثر من 100 ألف دولار، و الأرقام متضاربة في هذا الشأن . وعلى ما يبدو هي مابين 20 ألف إلى 220 ألف دولار أمريكي.
ثم عندما يموت الشخص، و يبدأ بالدخول في ما يسمى الموت السريري الإصطناعي ، يحاول المسؤولون في مركز التجميد، وضع الجثة في مكان مليء بالثلج، و يقومون إستبدال نظام التنفس و ضخ الدم الطبيعي بالآلات، والسبب أن يضمنوا ضخ الدم و الأوكسيجين في العروق إلى الدماغ، و كأن الشخص حي .
يقومون بإستبدال دمه بمادة جيلاتينية خاصة ( بالفرنسية liquide antigel ، بالإنجليزية Liquid antifreeze )، وهذا لأنهم يعتقدون أن تجمد العروق ممكن أن يتسبب في تكون كريستال يضر بالخلايا و كريات الدم ، ويتلفها. لهذا يتم إستعمال مادة مضادة للتجمد دااخل العروق.
ثم يقومون بالتجميد الكلي للجثة عن طريق الآزوت السائل تحت درجة – 196 °C . لكن شركات أخرى تقوم بالتجميد مباشرة في حاويات بغاز الآزوت وليس سائل.
لكن المسؤولون في مراكز التجميد يؤكدون أنهم يقومون بعملية التجميد بعد موت الشخص و ليس أثناء إحتضاره أو قبل موته. لكن هناك إشاعة بأن البعض قام بتجميد نفسه قبل موته ! ويعتبرها البعض عملية إجرامية لا أخلاقية.
عملية تجميد الجثث بالآزوت هي بالإنجليزية cryopreserved بدل إستعمالهم كلمة توفي، أو وفاة ! و بالفرنسية العملية تسمى Cryogénie ، و جثة مجمدة cryogénisé .
وقد بدأت أول العمليات في سنوات الخمسينات و زاد الاهتمام بها في الثمانينات و التسعينات، و يقال أنها تقنية تتطور مع الوقت.
الناس الذين يرغبون في تجميد جثثهم، أغلبهم يريدون فعل ذلك بعد موتهم مباشرة، وليس قبل ذلك. و نفسيا يرفضون فكرة الموت، و يريدون العيش مدى الحياة، و منهم من يعتقد أنه لا شيء بعد الموت.
من بين آخر من طالبوا بتجميد جثتهم بعد الموت، فتاة في سن 14، مرضت بمرض نادر للسرطان، و كانت تعرف أنها ستموت، فكانت أمنيتها أن يتم تجميد جسدها ريثما تتطور البشرية و تجد طريقة لإعادتها للحياة، فوافق والديها، و بعد موتها في لندن، نقلت جثتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، و تم تجميد جسدها بحوالي 43 ألف يورو، وهو محفوظ في مركز خاص فيها جثث مجمدة، و لا يكتبون على الثوابيت المجمدة كلمة تاريخ ” الوفاة ” بل ” تاريخ الحفظ بالتجميد ” !
و هناك في أمريكا مراكز تجميد كونها هواة على شكل جمعية تجميد، و قاموا بتجميد أصدقائهم الذين توفوا، وتدربوا على ذلك لوحدهم.
من بين الشركات شركة أمريكية ALCOR، إشتهرت بفضل الإعلام المهتم بقضية التجميد، كتبوا على الثوابيت المجمدة جملة ” إطالة مدة الحياة ” !
في الثقافة الغربية هناك أفلام و قصص و كتب عن التجميد و العودة للحياة منها فيلم فرنسي لفنان ساخر مشهور ” لويس دو فيناس ” في فيلمه ‘”Hibernatus” هيبيرناتوس . و أيضا فيلم أمريكي للممثل ” سيلفيستر ستالون ” …
تقنية التجميد أصبحت تدخل كعملية رسمية في المستشفيات ، ولكن يتم إستعمالها لدقائق معدودة، و يستفيق المريض، وهي مختلفة عن قضية التجميد الكلي و إستبدال الدم و التجميد بالآزوت، لقرون !
تقنية التجميد للبشر موجوده فقط في : أمريكا، كندا وروسيا. وهي ممنوعة مثلا في فرنسا. و هناك حوالي 200 شخص مجمد منذ الخمسينات إلى 2016 تقريبا .
من بين من يريد تجميد جثته ثلاثة أساتذة في أوكسفورد: Nick Bostrom نيك بوستروم، Anders Sandberg أندرز ساندبيرغ، Stuart Armstrong ستيوارت أرمنسترونغ.
أحد المسؤولين في مركز التجميد ” دينيس كوالسكي ” Dennis Kowalski مسير ” كريونيكس ” Cryonics Institute يؤمن بإمكانية إعادة الجثث المجمدة للحياة بعد قرنين أو أقل، و يستشهد بما قاله العالم Ray Kurzweil ” “راي كورزويل” الذي يعتقد أنه بعد 75 سنة سيتمكن العلم من إعادة الجثث المجمدة للحياة !
و حالية وقت كتابة المقالة، يوجد أكثر من 2000 شخص عبر العالم طالبوا ووقعوا على تجميد جثثهم بعد موتهم.
وهكذا يستمر بعض البشر في البحث عن الحياة الأبدية.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد