قبل ما أدخل في الموضوع أحب أوضح لحضرتكم إني هاتكلم من منطلق – ذكوري بحت – وهذا المقال ما هو إلا وجهة نظر شخصيه جداً .. تمام ؟! .. تمام.
لا شك أن لقب “سينجل ماما” هو الأكثر أنتشاراً مؤاخراً في مجتمعنا ومشاء الله بقي (تريند) لدرجة تخليك تتصور أنه لم تعد هناك واحدة عايشة مع جوزها خلاص ،و أغرب ما في الموضوع إن أغلب الحاصلات علي هذا اللقب لم يتعدوا الأربعين من عمرهم وساعات الثلاثين وحياتك ،و الغريب برده إن معظم حكاياتهم متاشبها في المضمون مع أختلاف التفاصيل والأغرب من ده كله بقي ومن أهم أسباب كتابتي لهذا المقال هو أني بشوف إن اولاً كلهم ” بنات ناس” .. وثانياً “جدعان وزي الفل”.
أسمحلي إديلك فكرة وإقول لك الأول (جوجل) نفسه بيقول عنهم إية :
“هي الأم المسئولة –لواحدها- كلياً عن أطفالها مادياً ومعنوياً وعاطفياً وتربوياً وكل شئ”.
في صفات مشتركة بشوفها في كل من تحمل لقب “سينجل ماما” أهمها ثقتهم في نفسهم ، وقوة شخصيتهم وشجاعتهم في مواجهة المجتمع ومصيرهم في الحياة ، وأنهم متصالحين مع تجربتهم ومتحملين نتايجها بمنتهي ” الرجولة ” ، في منهم اللي بتتقرر تدي لنفسها فرصة تانية في الحياة من جديد وده حقها المطلق ومنهم اللي بتقفل باب حياتها في وش “صنف” حظها الأسود وقعها في إسوء مافية وبتقرر تعيش لحاجة أهم بالنسبالها وهم ( أولادها ) وغالباً بيبقي أحساسها بالأمومة مالي مشاعرها وقلبها وحياتها وبالتالي مفيش عندها مساحة لا في قلبها ولا في دماغها لحد ! .. وطبعاً كل واحده فيهم علي حسب تجربتها ومدي الضرر النفسي اللي خرجت بية منها.
العظيم في الموضوع إنهم فخورين باللقب ده .. وانا شايف إنه شئ يدعي للفخر فعلاً لأنها واحدة قررت وبمنتهي الشجاعة والقوة تواجهة مجتمع كلنا عارفين وأولنا –هي- إنه مريض ،وظالمهم ،وعنصري ،وفاقد لأنسانيته.. وعاجبني جداً إنهم قرروا يحترموا نفسهم بنفسهم ويتخلصوا من كل الألقاب –السخيفة- اللي بنطلقها عليهم زي مطلقة ومنفصلة ومعلقة وأرملة.. وإستبدلته بلقب أحب لقلبها ولفطرتها اللي ربنا خالقها بيها وهو لقب “ماما” ، ومايزيدها فخراً فوق كل ده إنها “سينجل”.. لأنه دليل واضح إنها نجحت تشيل شيلة المفروض “بيشيلوها اتنين” لواحدها ! فا لية ماتبقاش فاخورة يعني مش فاهم !.. انا شخصياً بشوفهم “أبطال” .. أبطال جداً كمان !.
ربما بل ده أكيد هاتلاقي واحدة عظيمة منهم او أكتر في دايرة معارفك او أصحابك او من أهلك او ممكن تكون إنت شخصياَ معني بالأمر.. الظاهرة دي ممكن تشوفها بوجهتين نظر .. الأولي ايجابية وهي ان في إنسانة الحياة حاولت تكسرها في ” صورة بني ادم ” حبيته واتجوزته وخلفت منه .. لكنها ماتكسرتش ، والثانية سلبية بالتأكيد وبتزعل ناس كتير وهي .. هو مين السبب في إنتشار الظاهرة دي وبالشكل الكبير ده ؟! .. طبعاً الأجابة معروفة ومفيش داعي للأنكارها إحنا..الرجالة !!.
من القصص اللي شوفتها ومنها اللي عيشتها بنفسي أقدر أقولك إن معظمهم ” ضحايا ” لشخص مفهوم – الرجولة – عنده مش واضح او فاكر إنها عشان ( خلفت منه ) ده دليل قاطع علي رجولت جنابه وغالباً بيبقي إنسان ماتعلمش إزاي يتحمل المسئولية .. وقرار أنفصالها عنه مابيبقاش نهاية حياة علي قد ما هو بداية “حياه جديدة” ليها .. ونادراً ماهتلاقي واحدة منهم زوجها – سابقاً- أخد الموضوع بشكل متحضر وقدر يفصل بين دوره كزوج سابق ودوره كأب – إلا من رحم ربي طبعاً- .
ربنا بيرحم ولكن هناك مننا إحنا من لا يرحم وبيقرر ينتقم منها لكرامته كراجل.. وهنا أحب أقولك لو ٍانت الشخص اللي بتأذيها ده : كفاية أنك رميت مسؤلياتك عليها كاملة وهي طلعت ” أجدع منك ” وقبلت تلعب دورك.. مع أنك اصلاً أخليت (بشروط اللعبة) المتفق عليها في بداية جوازكم وإلا كنت تقولها من الأول مش لاعب.. ولما تتصدم في قصة حب وتزعل عليك يومين أحسن ما تزعلها إنت بقيت حياتها!..صدقني ساعات بتبقي قمة مساعدتك ليها هي اختافئك التام من حياتها وإعفائها نهائياً من خدماتك الجليلة ،و منطقياً كده لو انت عايز تعمل حاجة كنت عملتها وهي معاك لأنك أكيد خدت فرصتك معاها كاملة !.
خلقت الست بطبيعتها بتخليها دايماً باقية علي علاقتها بيك لحد اخر لحظة حتي لو كل الشواهد قدام عنيها بتقولها ان العلاقة دي خلاص !.. ونادراً ما بتسعي -ست- لهدم علاقة.. ودايما عندهم أمل إن كل شئ ممكن يتصلح والحياة تمشي حتي لو علي حساب نفسها ومشاعرها وحياتها كلها.. الإنفصال عندنا إحنا بس هو إسهل وإسرع (حل) ودايماً موجود في جيبنا زي “علبة السجاير” كده..
لابد وأن نعترف إن إحنا –كرجالة– لو عندنا واحد علي ألف من قدرت الست علي (التضحية) من أجل نجاح العلاقة لا كانت معظم علاقاتنا زمانها ناجحة.. ولكن خالقتنا كده !.
هل عمرنا سألنا نفسنا ليةٍ الست –فقط– هي اللي بتدفع تمن فشل علاقة في الأصل كان فيها طرفين ،ده غير طبعاً اننا مجتمع “بيكيل بميكيالين” بمعني أن الراجل اللي فشل في علاقة وأنفصل مش زي الست اللي إنفصلت .. ليه ماتفهمش ! ، والست اللي عندها أولاد طبعاً غير الراجل اللي عنده أولاد ،والست اللي بتاخد هي قرار الأنفصال تبقي (بتخرب بيتها بأيدها) والراجل اللي بيقرر هو ينفصل يبقي بيدور علي راحته.. شوف إزاي !!.. ما كل هذا الأنفصام يا إخوناا ؟!.
حضارات السادة الأفضال أعضاء مجتمعنا -المتدين بطبعه– كفاية حكم علي مخاليق ربنا وحايتهم وحكياتهم من برة من فضلكم.. ال “السينجل ماما” ما هي إلا بني ادمة أخطئت في إختيارها ولم ترتكب جريمة يعني.. وبعدين من منا لم يخطئ في أختياره يوماً يا سادة !.. وإنها فشلت تعيش مع شخص بعينه ده مالوش إي علاقة بأنها أنسانة كويسة او إنها زوجة وأم صالحة او لإ.. وبعدين إحنا مال حضاراتنا بحياتها الشخصيه أصلاً !!
عزيزتي البطلة ..
فيديو مقال إلى كل من هي (سينجل ماما)
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد