لقد أصابنا الاضطراب , وفقدنا مؤشرنا الأخلاقي في ضبط وجهتنا الأصلية لنرسو به في مدينة الأخلاق ونشرب من أنهار آدابها العذبة .
لا يخفى على أي إنسان، حال أمتنا و ما أصابها من انحطاط في الأخلاق , وشح في المعرفة , وفقر في فكرها ومفكريها , ونضوب في مواردها العلمية .
“الكل يؤثر في الكل ويتبعه”
عندما نركز في جوهر المشكلة ونرصد بدقة ونحلل المعطيات سوف نعثر على مكامن الأخطاء .
” الرجوع الى البدايات “
نرجع الى أصل مكونات الدول والمجتمعات بهرم مقلوبا رأسا على عقب . بحيث نركز على الفرد الموجود في أسرته .وكيف أن الاسرة في الوطن العربي تصنع الفرد داخلها .
كما جاء في الحديث الشريف مرفوعا :
(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته . وذكر ومنها الرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ…..الخُ)
وهذا الحديث الكل يعرفه ويردده .
وما أكثر مانسمع من الوعظ الديني في الأخلاق , وسرد المئات من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم بهذا الشأن .
” الفجوة تزداد اتساعا “
كالطبيب الذي يطعي مسكنا بدون معرفة أسباب المرض .
الأسرة لو سألنا أنفسنا هل تقوم بواجباتها على الوجه الأمثل في غرس القيم والمبادىء وتنميتها لدى النشء.
” اختزال حقوق التنشئة “
معظم الأباء يقتصر مفهومه الحقوقي الملزم به اتجاه أبنائه وبناته , بتوفير المطعم والمشرب والملبس , ماديا فقط .
بهذا التفكير القاصر والنظرة من زواية ضيقة للحقوق والواجبات الاساسية الابوية باتجاه فلذات أكبادهم .
بحيث أنهم تمسكوا بالقشور ونسوا لب الجوهر .
لمبدأ الصناعة (التربية) المثالية .
الأخلاق هي الحلقة المفقودة في أمتنا بحيث أن الأطفال يعيشون واقعا متناقضا بين مانسوقه من أحاديث قولية أخلاقية عالية , وبين ما يشاهدونه من أفعال مغايرة لمايسمعونه .
” الطفل كالمرآة العاكسة “
الطفل نسخة كربونية عن أسرته . يعيش في مجتمع , يعكس ما اكتسبه سلوكا من أخلاق , من أخلاق أسرته وطريقة تعاملهم بالنسبة للآخرين .
” هنا يبدأ التناقض”
من غرائب الأشياء حينما ” يتحدث الأب مثلا عن الصدق والحث عليه ,في حين أن الاب دائما في أكثر حديثه يشوبه كثيرا من الكذب
فهنا الطفل ….
سوف يكتسب أخلاقه تطبيقا للواقع الملموس دون المسموع .
وقس على ذلك مجمل الاخلاق.
اذٱ الطفل يصنع في أسرته ويتأثر بمحيطه ومجتمعه.
أزمتنا في تناقض الأقوال مع الأفعال -بالنسبة للأخلاق-
فالبشر بصورة عامة تؤثر فيهم موجات الأفعال
ويكون ارتدادها هو سلوكا ناتجا عنها سلبا أو إيجابا.
” نتيجة “
عندما نحول أخلاقنا إلى تعامل حقيقي مشاهد لأطفالنا وتأصليه في نفوسهم تأصيلا عمليا وجعله جزءا من ثقافتهم الحياتية بالنسبة لتعاملاتهم اليومية .
يغنينا عن مطولات في المواعظ . وإهدار الأوقات في النصائح واستحداث الأنظمة في الحد من اعوجاجها وانحرافها.
” تذكر “
عندما نزرع بذرة الأخلاق في تربة وليدة قابلة للأمتصاص , يظهر لنا جيلا امتزجت أخلاقه بثقافتة السلوكية لبناء أمة تعيد سمش توهجها الغائبة .
أخيراً :
رجل بلا أخلاق هو وحش تم إطلاقه على هذا العالم.
ألبير كامو
فيديو مقال بوصلة أمتي الأخلاقية