مبادرة تأهيل … لتدريب الكوادر السورية

تأهيل ..

مبادرة متواضعة أطلقتها هيئة المعلمين السوريين في تركيا “ميسم” والتي شاركتُ أنا العبد الفقير لله في تأسيسها خدمة لقضايا التعليم للسوريين في تركيا، وتم تعييني من قبل المؤسسين أميناً عاماً لها، إلى أن علّقت الهيئة عملها بعد انحسار فرص الفائدة العملية منها، وبقائها صفحةً على فيسبوك كباقي الصفحات الأخرى.

نعود إلى “تأهيل” … حين شعرت أنّنا لن نستطيع أن نأتي بجديد وقد كفانا غيرنا مشقّة نشر أخبار التعليم في تركيا، قررت أن أبحر بعيداً عن القص واللصق، محاولاً أن أجد حلاً لكثير من المعلمين وأصحاب الشهادات الذين أوقفتهم الغربة عن مزاولة عملهم الطبيعي …

كانت المبادرة أن نقوم بتشجيع فعاليات أو نشاطات ترفع مستوى الأهليّة لدى الخريجين وخاصة الجدد منهم، ليستطيعوا الوقوف على أقدامهم والتقدّم إلى وظائف تليق بتحصيلهم العلمي.

الانطلاقة الأولى لـ”تأهيل، دورة “تميَّزْ” للتدريب على كتابة السيرة الذاتية

كانت المبادرة الأولى عبارةً عن دورة عن بعد on line تحت اسم “تميَّزْ” والهدف منها التدريب على كتابة السيرة الذاتية باحترافية عالية، حضر الدورة أكثر من 300 متابع، وقد استفدنا من تقنيات تواصل بسيطة جداً للوصول إلى المطلوب من الدورة وبناء الجو التفاعلي، وقد كنت أعطي الدرس صوتاً وكتابة وأستقبل الأسئلة أجيب عنها، وتم استخدام ثلاثة طرق لتقييم المتقدمين عن طريق تكليفهم بكتابة سيرة ذاتية وإرسالها لي، ثم تقديم السيرة الذاتية صوتاً خلال دقائق، ثم الخضوع لامتحان الكتروني في نظام الأتمتة.

كانت هذه الدورة الانطلاقة الأولى لـ”تأهيل” إلا أنها كانت متواضعة جداً ومحدودة وكان ينقصنا الشهادات التي يجب أن نرسلها للمتدربين، ولكن بسبب العمل دون ترخيص رسمي لم يكن لدي الحقّ بإصدار شهادات باسمي وإرسالها، وكانت هذه منغصة للعمل الذي قمت على الرغم من مجانيّة الدورة وكونها خدمة فقط لا أكثر، ولكن لو توّجت بشهادات حضور أو تكريم للمتدربين لكانت أفضل بكثير.

الخطوة الثانية من “تأهيل”، حملة “ساند”

كانت بعيدة جداً عن التجربة الأولى، فقد خاطبني أحد الأصدقاء المقربين وهو مدرس ومدرّب وكاتب له وزنه وثقله بين أقرانه، ومتقن للغة التركية بشكل جيد جداً، وأخبرني بما شاهدته من تخبّط أولياء أمور الطلاب السوريين في تركيا، والذين يدرس أولادهم في مدارس تركية، فالأهل لا يتقنون اللغة ولا يفهمون القرارات التي تصدرها المدرسة، وأحياناً يطلب منهم التوقيع على أوراق وهم لا يعرفون ما فيها وهل في التوقيع منفعة أو مضرة، ناهيك عن ملاحظات المدرسين الأتراك ورسائلهم لأولياء الأمور.

كل ما سبق كان يستوجب حركة إنقاذية منا، فعمدنا إلى طلب متطوعين يقومون بالمساندة في الترجمة من وإلى التركية واستجابت مجموعة جيدة، ثم جرى ربط المترجمين بأولياء الأمور ضمن حملة أطلقنا عليها اسم “ساند”، واستفاد منها نحو 178 ولي أمر متواجدين في مجموعاتنا.

الخطوة الثانية، تأهيل الشباب للانطلاق نحو فرصة عمل جيدة ومحترمة

أما الرحلة الثالثة من قطار “تأهيل” والذي لن تحصى محطاته بإذن الله وعونه ومدده، فهي كانت بدء دورات تدريب وتأهيل الشباب للانطلاق نحو فرصة عمل جيدة ومحترمة ولكنهم في الغالب يحتاجون إلى دراسة تفاصيلها والتعرف إليها عن قرب، فقمت بإعداد وتأليف كتاب تحت عنوان: “فن تأهيل وتدريب خدمة العملاء” هذه الوظيفة التي تعدّ الأكثر طلباً في اسطنبول وخصوصاً للجالية العربية، فقمت بتحويل الكتاب إلى دليل تدريبي يصلح للتدريس كدورة، مع إعداد برامج عملية ونظام ورشات عمل تحاكي الجو الرسمي للعمل، مع تنظيم حملة إعلامية جيدة ومخاطبة عدة معاهد ومراكز تعليمية في مختلف مناطق اسطنبول للمباشرة بالدورات.

وها أنا اليوم أشرف على افتتاح الدورة الأولى في منطقة اسنيورت في مركز تعليمي محترم ومن أرقى المراكز التعليمية في اسنيورت: مركز سوا نبني التعليمي ، كما تم وضع خطوط عريضة للتفاهم مع عدة معاهد ومراكز أخرى لن أذكرها حتى نباشر معهم العمل.

“تأهيل” لن تقف هنا بل ستستمر بحول الله وقوته، وإنها غراس خير نغرسها في أرض غربتنا لعلّها تزهر وتثمر وتؤتي أُكلها، ليعلم العالمون أجمع أن السوريّ مبدع أينما كان، لا يستسلم للظروف يطاوعها ولا يطيعها.

فيديو مقال مبادرة تأهيل … لتدريب الكوادر السورية

أضف تعليقك هنا

أحمد الصالح

أحمد الصالح