إضراب أساتذة المغرب_البحث عن الكرامة

بقلم: هشام فيلالي زهري

يجب اعتبار يوم 5 اكتوبر 2023 يوما خالدا في تاريخ التعليم المغربي ليس لأنه يصادف اليوم العالمي للمدرس فقط، و لكن إقيلميا هو يوم الوحدة الأستاذية في المغرب. حيث اتفق الجميع على تجسيد إضراب وطني ضم جميع فئات التدريس في المغرب و بكل أطيافهم و كأنه بعث للروح في الجسد التعليمي المغربي الموحد. و بإجماع الجميع هذا حدث غير مسبوق أن يتحد الأساتذة بهذا الشكل و بدون تنسيق نقابي و لكن بعفوية. مما يعني أن السبب أمر جلل.

سبب إضراب الأساتذة في المغرب

حدث هذا حصريا بعد ان كان الجسم التعليمي في المغربي يعاني من بعض التكاسل في المطالبة بحقوقهم المادية و المعنوية، و ما غلب على النضال من فئوية اثرت بشكل واضح على فاعلية التغيير المنشود بالنسبة لنساء و رجال التعليم في المغرب. جاء هذا الإضراب كرد فعل و كالقشة التي لم يعد جسم الأساتذة يقوى عليها.

و يعتبر ظاهريا أن عدم تقبل النظام الأساسي الجديد للتعليم هو السبب. بينما في نظري هو نتيجة تراكمات و ضغوطات_ تنتج الانفجار فيزيائيا و اجتماعيا و نفسيا…

الهدف من الإضراب

ان النصر الاكبر الذي يجسده هذا الإضراب هو مدافعة الظلم و الوقوف امامه من اجل احقاق الحق و استرجاع الكرامة في مقابل النظرةا لاستعلائية التي تنظر للأساتذة على انهم يعملون عند المسؤولين على القطاع، بينما المفروض ان يتم التعامل معهم كشركاء في العمل_ مع عدم نسيان ان قيمة المسؤولية هي تكليف تنظيمي و ليس سلطوي بالاساس. لان السلطة أصلا منحت من الشعب. و هذا ما تجسده تنظيمات جديد تدعى بالتنسقيات.

و في هذا المنطق الكثير من تجسيد حقوق الانسان الكثير و منها مفهوم الحرية، و مفهوم التشاركية و مفهوم المسؤولية الأخلاقية و الجماعية اتجاه الذات و الاخرين.

مطالب الأساتذة في المغرب

على أي فإن تصدي الأساتذة لهذا النظام المؤطر الجديد( القديم 2003) بعد 20 عاما بسبب نقط يمكن إجمالها في المطالبة:

بالزيادة في الأجور بسبب ارتفاع الاسعار.ا

  • إعادة النظر في العقوبات دون ضبط الجهة و لا آلية التي يمكن تمريرها.د
  • دمج صنف الأساتذة المتعاقدين ( المفروض عليهم التعاقد او اطر الأكاديميات ) في النظام الأساسي. للعلم هؤلاء الأساتذة يتقاضون رواتبهم بما يسمى ب ” ميزانية المعدات” !!!!
  • رفض مهام جديدة كالدعم النفسي و الاجتماعي و الأنشطة الموزازية و الاستدعاء للحراسة في مباريات غير الخاصة بالتلاميذ بشكل غير مؤدى عليه.
  • دمج الأساتذة من التعويضات التكميلية التي قد تحفز الأساتذة اكثر على البذل و التفاني
  • تحسين ظروف العمل من توفير العدد التعليمية المناسبة الكافية و الحد من الاكتضاض و تعديل و تجويد المقررات بما يكفل الحق في الكرامة و الجودة في التعليم.

خلاصة

لا يمكن اعتبار الإضراب مبدئيا بأي حال من الأحوال عملية تخريبية لان جميع الأساتذة متفقون على هذا الامر بمنطق ان” امتي لا تجتمع على ضلالة”. و هذا الحديث لوحده كفيل ان يجعلنا نتأكد ان اتحاد أساتذة المغرب الذي نراه اليوم بادرة خير  ارتقابا لتجويد الحياة العامة على وجه العموم و الحياة التعليمية المدرسية على وجه الخصوص. ان وقوف أساتذة المغرب و اتحادهم سيكون له أثر كبير على التعليم في المغرب كقيمة معيارية يجب ان يستثمر من اجل انتاج تعليم قوي يربي في التلاميذ قيم نبذ العنف، و الظلم و السخرة كمثل القوانين التي كانت  تسود في القرون الوسطى او أزمة السود في امريكا في الماضي. و هذا سبب كاف ليتعاطف أولياء الأمور مع نضال الأساتذة لانه سيصب في الصالح العام في المستقبل القريب او المتوسط او البعيد. https://fb.watch/oZ43inWGrb/?mibextid=Nif5oz

توصية

رد الاعتبار المعياري للأساتذة كلمة مفتاحية يغفل عنها الجميع من تفادي كل هذه المشاكل، و الشيء الذي يتطلب خطة عمل؛ أولها عقد اجتماع مصالحة عامة يتم تنظيف ترسبات الماضي و التخطيط للمستقبل على اساس من الجدية و حسن النية و مبادئ الديمقراطية التي تراعي حقوق الانسان.
يبقى هذا الأخذ و الرد شيئا ايجابيا بناء على مفهومي الديمقراطية و التدافع. و هو ما يجسد حكوميا بالأغلبية و المعارضة. حيث تأخذ المعارضة هدف تجويد القرارات الأحادية.

بقلم: هشام فيلالي زهري

 

أضف تعليقك هنا