الإنتخابات العراقية ومقاطعة الجماهير

الإنتخابات العراقية ومقاطعة الجماهير

كما كان متوقعا فقد قاطعت الجماهير العراقية الانتخابات التي جرت يوم السبت 12/5/2018 . ولم تكن هذه المقاطعة مفاجأة لكثير من المراقبين فحجم الفساد الحكومي فاق كل الاحتمالات والتغيير من خلال المشاركة.

الانتخابات ديمقراطية بالأسم فقط

أمر غير وارد على أعتبار أن هذه الانتخابات ديمقراطية بالأسم فقط .. والكثير من المؤشرات السلبية ضد المفوضية العليا المستقلة للانتخابات … وهيمنة الاحزاب الكبيرة على العملية السياسية وتوجية نتائج الانتخابات.

مقاطعة رفضا للفاسدين

بحسب مصالحها. لقد أختار الجمهور العراقي المقاطعة ليعلن عن رفضة للفاسدين والذين تربعوا على عرش الحكومة منذ 2003 ولحد الان . لقد وصلت نسبة المشاركة الى ادنى مستوى منذ عدة سنوات حيث أعلنت عدة.

نسبة المشاركة الحقيقية

منظمات راقبت عملية التصويت أن نسبة المشاركة لم تتجاوز 17- 19 % من مجموع 24 مليون عراقي يحق لهم المشاركة في التصويت . لقد أختار الشعب العراقي أن يكون بعيدا عن مهزلة يسيطر عليها الفاسدون

والتي رأينا بعض من نتائجها من خلال التجاوزات التي حصلت في العديد من مراكز الأقتراع …

تجاوزات حصلت في الإنتخابات العراقية

ففي محافظة كركوك أتهم الحزب الكوردستاني بتزوير الانتخابات وسرعان ما خرجت الجماهير بتظاهرات أخذت بالازدياد في اليوم التالي . وتعرض مقر حزب الحكمة لاطلاق نار في اقليم كردستان . ومناوشات واشتباكات في النجف بين ممثلي حزبين هناك .. كل ذلك يدل على فشل عملية الأنتخاب والتي أريد بها أن تكون غطاءا لحكومة تتربع على عرش الفساد لاربع سنوات قادمة.

ما مدى شرعية للحكومة القادمة

لقد قطعت الجماهير الشرعية عن الحكومة المقبلة من خلال المقاطعة . فلا يمكن بأي حال من الاحوال أن تمثل الحكومة المقبلة والتي يتوقع أن يستمر الصراع طويلا من أجل أن ترى النور لا يمكن أن تمثل هذه الحكومة الشعب والذي قاطعها والغى شرعيتها .

ولابد للحكومة القادمة من تغيير سياستها وبرنامجها لاعادة الثقة للجمهور العراقي لذلك ستعمل على ترقيع بعض أخفاقاتها خصوصا وأن أحزاب ووجوه جديدة ستحصل على مكانة لها في الحكومة الجديدة وهذا ما أكده العديد من المراقبين فقد تراجعت مكانة الاحزاب الكبيرة بشكل واضح بسبب المقاطعة.

والى أن يتم الاتفاق على تشكيل الحكومة والذي يتوقع أن يطول لعدة أسابيع والى أن تقرر السفارة الأمريكية وتقول كلمتها الفصل .فأن كل الشعب ينظر بقلق واضح للأيام القادمة والخشية من صراع الاحزاب والذي قد يؤثر على الشارع العراقي سلبا.

أضف تعليقك هنا