مضى زمن البكاء. اليوم أصبحت المقاومة الفلسطينية تملك مقومات توازن الرعب، وهو ما سيصعق كيان العدو الإسرائيلي إذا فكر استعجال دفع فاتورة الحساب، واختبار قدرات المقاومة، وأقدم على مغامرة غير محسوبة. لا أدري ماذا سيكتب التاريخ عن هذه المرحلة من التواطؤ الصارخ العربي الإسرائيلي للإجهاز على القضية الفلسطينية؟ بالتأكيد إنها ستكون غير مشرفة لأبنائنا وأجيالنا القادمة، وستشعرهم بالخزي والعار.
لم تتحمل إسرائيل استمرار إبداعات “مسيرة العودة ” التي دفعت بـ ” المظلمة ” الفلسطينية إلى واجهة الأحداث، وجذبت تأييد الكثير من الأحرار حول العالم، وكشفت زيف الادعاءات الإسرائيلية، وكذب قادة الاحتلال الذي يسجن مليوني إنسان، منهم أطفال وشيوخ ونساء ومرضى لا ذنب لهم ولا جريرة غير مطالبتهم بحقهم في الحياة الحرة الكريمة.
تقتل إسرائيل، وتدمر والعالم يشاهد، ولا يحرك صامتا. والعرب يتواطؤون، ويعزفون عن تقديم المساعدة، ويبخلون حتى بحبة الدواء والسلطة الفلسطينية جاهزة لتقديم الغطاء الشرعي للمجازر الإسرائيلية. إلى متى ستبقى هذه المعادلة الإجرامية مستمرة وباقية؟.
إذا كان الهولوكوست المُدعى مشكوك فيه تاريخياً، فالمحرقة التي تنصبها إسرائيل صباح مساء للفلسطينيين على مدار سبعين عام موثقة، وعلى مرأى ومسمع من العالم الحر. هان الدم المسلم وخاصة العربي بعد أن هان المواطن العربي، ولم يعد له كرامة في وطنه فلا حق لنا أن نلوم الآخرين.
حالة الإنكار التي تعيشها سلطات الاحتلال لن تبقى للأبد، وستتحطم على صخرة الواقع، وبسواعد أبطال المقاومة والمرابطين والمرابطات في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس. والخيارات اليوم مفتوحة أمام الشعب الفلسطيني سواء الحراك الشعبي السلمي أو المقاومة العسكرية، وكلاهما تصعيد لا يمكن لإسرائيل قمعهما أو إجهاضهما، وسيفرضان عليها مواجهة غير محسوبة العواقب، فقد مضى زمن اضرب واهرب.
إن الرسائل التي حملتها مسيرة العودة، برهنت للعالم بما لا يدع مجالا للشك أن إسرائيل ما هي إلا دولة إرهاب وسلطة احتلال، وأثبتت أن أهل غزة ولمدة اثني عشر عاما يصمدون بمفردهم في مواجهة أطول حصار عرفه التاريخ، ويواجهون بصدور عارية آلة القمع الإسرائيلية، لأنه لا يضيع حق وراءه مطالب.
مع الأسف المطلوب اليوم هو رأس المقاومة الفلسطينية، وكسر إرادة الصمود التي استعصت على الترويض، وفشلت معها كل محاولات الترغيب والترهيب. لأن الصوت الأبي الذي يعلو من غزة يحرج أنظمة عربية أمام شعوبها، ويشعرهم بالعار والخزي.
لقد أصبح جزء من العرب اليوم يمثل قوم لوط حينما ضجروا من الطهر والشرف. فصرخوا قائلين: ” أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ” سورة النمل الآية(56).
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد
منافع ومصالح قائمة على دماء الأبرياء في غزة، يصارع أكثر من مليوني إنسان شبح الموت… اقرأ المزيد
بقلم: رسل المعموري جبريل عليه السلام هو أقرب ملائكة الله إليه، وصديق النبي صل الله… اقرأ المزيد
أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا من لا يزال يؤمن أو متأثر بثقافة المنظرة… اقرأ المزيد