إنطلاقة…بين الشروق والغروب

بقلم: وفاء مصطفى

مفهوم السلوك

بداية دعنا نتفق أن سلوكنا هو نتاج قرارتنا وليس نتاج ظروفنا فما تحققه من نجاح أو تصل إليه من فشل أو تحصل عليه من علم أو تقوم به من طاعة أو ترتكبه من ذنوب فهو فى الحقيقة قرارك أنت فأنت من أراد وأنت من وافق وأنت من رفض وأنت من تكاسل وأنت من تقدم وبادر وأقدم وأنت من وضع ف ذهنه صورة النجاح فأصبح ناجحا وأنت من ألبس تفكيره ثوب التأخر وعدم الإنجاز والتراخى فأصبح يتراجع خطوة خطوة ففاته الركب.
وكان كل هذا بمحض إرادتك فعقلك وتفكيرك ملكك أنت حتى ولو أملى عليك أحدهم إقتراحا فلا يتم إلا بإرادتك..
فإن كان الأمر كذلك لما لا تخلق لنفسك طقسا مناسبا لك وتكن مسؤلا عن مجموعك لما لا تكن أنت لذاتك لما لا تكن أنت لنفسك.

اخلق لنفسك ربيعا مزهرا

أخلق لنفسك ربيعا مزهرا فما يهمك هطول المطر ولا شروق الشمس أو غروبها فأنت من يصنع الإشراق وأنت من يصنع النصر لا تضع نفسك تحت وطأة الظروف وتحت بند هذا ما وجدنا عليه آبائنا . لا تجعل أحد يحدد مزاجك فتضحك إذا ضحكوا وتحزن إذا ما حزنوا هذا سيجعل الأخرين هم من يمسكون بزمام أمرك وليس أنت فلقد أعطيتهم أنت نقطة ضعفك وعلموا ما يبكيك وما يسعدك. نعم شاركهم كما شئت ولكن ضع فى ذهنك أنك ستكون بخير دائما إذا ما وضعت المشاعر تحت القيم . فاجعل مبادئك وأخلاقك وقيمك فوق عاطفتك وليس العكس فاذا ما سبقت مشاعرك قيمك ومبادئك فربما تخسر الكثير وحتما ستندم على هذه الخسارة .وقد قيل ” أنه لا يمكن لشخص أن يجرحك إلا بموافقتك ”
وقال غاندى ” أنهم لا يمكنهم أن يأخذوا منا إحترامنا لانفسنا ما لم نعطه نحن لهم “.

الانسان هو من يصنع سعادته

هل سمعت عن من صنعوا سعادتهم لأنفسهم وخلقوا لأرواحهم البهجه فى أحلك ظروفهم وكانت لقلوبهم وعقولهم حرية الإختيار فى أن يركنوا لليأس والحزن أو أن ينطلقوا محلقين فوق الخلائق قائلين: أننا هنا رغم ظروفنا مستبشرين فرحين ولم نيأس فليس اليأس من شيمنا نماذج كثييييييرة نتعلم منها معنى كلمة -كن مبادرا- كن مبادرا أن تتحمل مسؤليتك وأن تصنع قرارك وأن تكون من أعماق روحك أنت من تختار وليس هم من يتولوا أمرك.
كن مبادرا بأن تصنع نجاحا ف أى وقت وأى مكان نزلت به حتى يقال من بعدك ” لقد مر من هنا مؤمن ”

نماذج مبدعين

من هذه النماذج الأستاذ-سيد قطب -فقد أبدع فى صنع نجاحه لم ينجح فقط بل صنع نجاحا باهرا أذهل الجميع وجعل المتميزون فقط هم من يلمسون ويدركون نجاحه فلقد كتب هذا الرجل تفسيرا للقرأن الكريم كاملا من أعظم التفاسير حتى إنك إن أردت قرائته لابد وأن يخلو ذهنك ويصفو عقلك حتى تصل لما يريده ولما يقصده فى كلامه فهو عالى المقام رفيع الاسلوب متفرد فى تفسيره وسرده للكلمات القرأنيه.
هل تدرى أين وكيف صنع هذا الرجل هذا النجاح الرائع؟؟
لقد صنعه ف سجنه بين جدران زنزانته  بين أيدى ظلامه وجلاديه حينما ذاق جسده أشد تعذيبا حتى فاضت روحه إلى خالقه على مشانق الظلام.
ترى هل ترك هذا الرجل نفسه لمحبسه وزنزانته الكئييه؟

كلا بل كان له حرية الاختيار.فإنهم إن آخذوا جسده وآخذوه متفردا عن عالمه فلم يستطيعوا أن يسيطروا على قلبه ولا على عقله فاختار إما أن يستسلم أو أن يصنع لنفسه ما يسعده فأبدع فيما صنع وتجرى حروفه الأن من المشرق للمغرب لينتفع بها من فتح الله عليه.

أهمية حرية الاختيار

ولتعلم أن عدوك لا يريد منك إلا السكون والاستسلام حتى يملكك فلا تستطيع حتى أن تتنفس ولا يكون لك خيارا إلا أن تستسلم راضيا.
لا ترضى لنفسك الإنقياد المذل بل اصنع فخرا تحكيه لربك حين تقف بين يديه اصنع نجاحا يفتخر به أبنائك اصنع عملا تثقل به ميزانك اصنع مجدا تنفع به أمتك. ولما لا وقد أصبح عالمك مفتوحا لك بكل مجالاته .
لما لا تجتهد لتحقيق ذاتك ؟
لما لا تفتح لفكرك آفاقا فما خلقك ربك لتأكل وتشرب فقط ؟
فقد صنع النبى صلى الله عليه وسلم مجدا وأسس أمه ولحقه الصحابه من بعده فجعلوا الدنيا تحكى عن بطولاتهم وأمجادهم رجالا كانوا أو نساء لم يركنوا لجهل المجتمع ولا لقوة الكفر ولا لسطة قريب ظالم ولا لأب وأم لا يفقهون شيئا فكانت حجة الكثير من بيننا.
بل صنعوا هم أنفسهم بأنفسهم.
فحقيقة –أنت إن أردت لكنت– فقط اطلب من ربك العون.
ذكرنا سابقا غن الله لم يخلق أحد إلا وميزه فى شئ وأنك إن بحثت فى أعماقك فستعرف ما هو الذى بإمكانك أن تنجح فيه وأن  تحققه فما يكون إلا أن تجتهد وتبحث وتعمل لتحقق ما تريده من نجاح وإن عملت فسيعطيك الله ثمرة جهدك وإن صدقت الله صدقك الله وفتح عليك حتى تصل لما تريد.
فقط –كن مبادرا–…
#طور_ذاتك.

بقلم: وفاء مصطفى

أضف تعليقك هنا