العقل البشري والبط

بقلم: عبدالله بن صالح الحارثي

المشاكل والاختراعات

تعد المشاكل من الضروريات لتطور الحياة واكتشاف كل ماهو جديد. لكن الكثير مِنّا لا يحسن التعامل مع المشاكل ظنّاً منه أنه الوحيد الذي لديه مشكلة، وأن مشكلته هي محور الكون وهو لايعلم أن الـ 6 مليار إنسان لديهم مشاكل. نقص التواصل بين الشعوب مشكلة أوجدت لنا اختراع أجهزة الإتصالات، معاناة السفر مشكلة أوجدت لنا وسائل المواصلات وهكذا دواليك.

إذاً إذا كانت المشاكل حتمية وضرورية، فما علينا إلا أن نتقبلها، ونحسن التعامل معها. سأخبرك بأهم نقطة جوهرية وسحرية للتعامل مع أي مشكلة وهي: أن تعيش المشكلة مرة واحدة فقط! لعلك تتساءل كيف؟ وسأروي لك قصة تشرح ما أعني يحدث لشخص حدث سلبي بسيط كاصطدام بسيط أو مضايقة في الطريق، وينتهي في ثواني.

ثرثرة العقل البشري

ولكن يستمر العقل البشري في الثرثرة (وين الالتزام بقواعد المرور) (ناس ما تفهم) (طووووووووط) الخ. ولا يكتفي بل يعقد العزم، ويحشد قواه الإعلامية لإيصال هذا الحدث الكوني العظيم إلى أكبر عدد ممكن من الناس، فيخبر الأهل والأصدقاء والجيران وأهل المدينة، ولو كان باستطاعته لتصدر هذا الحدث نشرات الأخبار، وقد يصل إلى الأمم المتحدة.

ولا يكتفي فيحتفظ بهذا الوسام ليخبر به الناس مستغلا أقرب حدث مشابه ليقول (صار لي نفس الحدث قبل 20 سنة) أليس من الواجب أن نتساءل: أين سلامك الداخلي؟ أين راحتك النفسية؟ أليس هذا نوع من التهلكة التي نهى عنها الله؟. أستطيع سماعك وأن تقول: لكنك بالغت. وجوابي هنا: راقب نفسك بعد أي حدث سلبي ورغبتك بإخبار الآخرين عنه، وستكتشف أني مقصر في الوصف.

لتكن قلوبنا كالبط

لماذا نعيش المشكلة التي انتهت في ثواني 990 مرة؟. يقول العالم إيكارت تول في كتابه ( الأرض الجديدة): يتعارك طائر البط مع بعضه البعض وبعد أن ينتهي العراك يرفرف بجناحيه، ويمضي في سلام. الرسالة هي بعد كل مشكلة رفرف بجناحيك وامض في سلام.

بقلم: عبدالله بن صالح الحارثي

 

أضف تعليقك هنا